شعبان في احتفال جماهيري لفتح في البداوي ”لتبق أعيننا صوب رأس الناقورة لنعبر جميعاً ونحطم حدود سايكس بيكو الوهمية

بمناسبة يوم الأرض واحياء للذكرى السنوية الخامسة والخمسين لمعركة الكرامة البطولية، وتأكيدًا على التشبّث بالأرض والهوية الوطنية، وانتصارا للقدس ودعما لصمود الأسرى، نظمت حركة “فتح” مهرجانًا جماهيريًا في الشمال في مجمع الشهيد ياسر عرفات في مخيم البداوي.

تقدّم الحضور أمين سرّ حركة “فتح” وفصائل منظمة التحرير الفلسطيني في الشمال مصطفى أبو حرب، وأمين عام حركة التوحيد الإسلامي الشيخ بلال شعبان وممثلو فصائل الثورة الفلسطينية واللجان الشعبية، وممثلو أحزاب وقوى وطنية لبنانية، وفعاليات ومرجعيات وطنية ودينية، وحشد من جماهير المخيمات في الشمال.

بعد كلمة ترحيب من الأستاذ أحمد الأعرج، ألقى الأمين العام لحركة التوحيد الإسلامي الشيخ بلال سعيد شعبان كلمة وجّه في مستهلّها التحية لأهلنا في مخيم البداوي وفي الانتشار وفي غزة وفي داخل فلسطين التاريخية في الضفة والقدس وكل فلسطين، لمن رفعوا راية الأمة في نضال ومقاومة استمرت وتستمر لأكثر من 70 سنة.

واعتبر شعبان أنّ آذار يحمل لنا الكثير من المحطات ومن أبرزها يوم الأرض في الثلاثين من آذار من العام 1976 حيث حاول الكيان الصهيوني الغاصب أن يغتصب الأرض بعد اغتصابه المقدسات، وفي 21 آذار 1968 كان يوم الكرامة عندما واجه شعبنا الأردني إلى جانب إخوانه الفلسطينيين أسطورة الجيش الذي لا يقهر حيث حصل أول انتصار بعد نكبات ونكسات ليخرج هذا العدو وقد ترك عتاده وقتلاه في أرض المعركة، ومنذ تلك اللحظة وعى الشعب الفلسطيني أن البندقية وجباهه وذراعه هي المعبر صوب العزة والكرامة والتحرير، لذلك ندرك أننا عند بوابة معركة كرامة جديدة تخاض في نابلس في أريحا في رام الله في جنين في القدس في كل مكان في الداخل.

وأضاف “أكثر من 90 شهيداً من الشباب بعمر الورود من الذين أتقنوا فنّ المواجهة وفهموا حقيقة الإسلام وحقيقة الدين وحقيقة القومية وحقيقة الوطنية، فأدركوا أن عين الحق تقاوم مخرز الباطل، وهم الذين منعوا من التدريب من الرماية من السلاح من الالتحاق في المعاهد الدينية، ولكنهم فهموا أكثر من كثير من رجال الدين الذين ينظّرون للتطبيع مع الكيان الصهيوني، فهموا حقيقة السياسة أكثر من كل أولئك الساسة الذين لا يعرفون سوى العد حتى العشرة، فشباب الداخل الفلسطيني لا يجيدون الا الردّ المباشر على كل عدوان، وكل عملية قتل أو تصفية من قبل الكيان الصهيوني نرى جميعاً حجم الرد السريع بعملية مباشرة ليكون هؤلاء الشبان رأس حربة في مشروع المواجهة الكبرى، فهم يؤسسون لانتفاضة ثالثة تحرّر أرضنا، بعيداً عن كل خلافاتنا البينية في دولنا العربية فيقدّمون دماءهم حتى لا ينتصر المشروع الصهيوني فيما نحن نتلهى بصراعاتنا المذهبية والقومية والفصائلية.”

وشدّد شعبان على أن شعوبنا ما عادت تمتلك زمام أمورها مع تكريس سياكس-بيكو، فهي مسلوبة الإرادة ولم تبلغ سنّ الرشد، والحلّ لن يكون إلا بالخروج من دائرة التجزئة تماماً كما هو الشعب الفلسطيني في الطليعة الفعلية في مشروع المقاومة في وجه الاستعمار الصهيو-أميركي، وعليه يجب أن نكون على موعد عند الحدود المصطنعة في ما بيننا، فلتبق أعيننا جميعاً صوب رأس الناقورة وعلى امتداد كل الشريط الزائف فوق مزارع شبعا جنوباً لنحطم حدود سايكس بيكو ومن هناك يجب أن نعبر من فوق الأرض ومن تحت الأرض لنحطم الحدود الوهمية.
وختم شعبان “قد تكون بيروت الإدارية وقد تكون لنا دمشق أو القاهرة عاصمة تاريخية أما القدس فهي العاصمة الفعلية وعاصمة الأرض والسماء هي القدس مسرى رسول الله ومهد عيسى عليهما الصلاة والسلام

كلمة منظمة التحرير الفلسطينية وحركة “فتح” ألقاها أمين سرّها في الشمال مصطفى أبو حرب، حيث أشار فيها إلى أن أبناء شعبنا يحيون ذكرى معركة الكرامة ويوم الأرض مستذكرين أياماً عزيزة ومجيدة، متوجّهاً بالتحية للمرأة الفلسطينية وللشهيدة دلال بطلة عملية كمال عدوان البطولية، لافتاً إلى أن معركة الكرامة التي جاءت لتحقق نصرًا بعد هزيمة ثلاثة جيوش عربية أعادت لهذه الأمة كرامتها، حيث انتصر الشعب الفلسطيني، وسقطت مقولة موشي ديان (الثورة الفلسطينية كما البيضة في يدي أكسرها ساعة أشاء).

أبو حرب أكد أن الفلسطينيين تمسكوا بالقضية يوم تخلى الأعراب وذهبوا كي ينبطحوا أمام الأعداء الغاصبين، مشدداً على أن رجال شعبنا امتشقوا السلاح وتخلوا عن كل شيء وذهبوا لمواجهة الكيان الغاصب ليستشهدوا في جنين ونابلس وقلقيلية والخليل ويذودوا عن المسجد الأقصى والمقدسات.

وتابع “من يجود في الداخل على أرض فلسطين اليوم هم ضباط القوى الأمنية، فالشهيد الضابط زياد زريعي ارتقى بطلا في عملية حوارة إلى جانب أربعة من رجال شهداء الأقصى رجال فتح العاصفة، سقط ٩٠ شهيداً وتستمر حركة فتح وتضحي وتجود بالدماء الزكية. مؤكداً أن معركة الكرامة ويوم الأرض لم يكونوا ليحفروا بالذاكرة لولا وحدة ميدانية تجسدت على أرض المعركة بين أبناء فلسطين لمواجهة المحتلين، مشيرا إلى حاجتنا لنكون وحدة واحدة على قلب رجل واحد نواجه العدو”.

وأكد أبو حرب بأن حركة “فتح” ستبقى العين الساهرة التي تحمي كل مخيماتنا، فأنتم أمانة في أعناقنا ولن نألو جهدا بالضرب على يد كل مسيء يريد العبث بأمن هذه المخيمات، منوّهاً بهيئة العمل الوطني فهي سياج يحمي وحدتنا وقوة تكسبنا إحترام القوى والأحزاب اللبنانية وأيضا الأجهزة الأمنية في لبنان.

وختم أبو حرب “هذا هو الشعب الفلسطيني الذي ينظر إلى كل المخيمات وكأنها بيت لقائد ومدرسة لطفل وعيادة لمريض وأمانة بالأعناق. هذا الشعب الفلسطيني الذي ينظر إلى لبنان على أنه وطن والملاذ وأمنه من أمننا وبندقية جيشه تشبه كثيرًا بندقيتنا الفلسطينية التي يجب أن تعمل كي تحمي أمن لبنان ولا يجب أن نكون يوما خنجرًا بالخاصرة اللبنانية” لافتاً إلى ضرورة أن تتحمل الأونروا مسؤوليتها تجاه أهلنا في مخيم نهر البارد، وإيجاد حل لإغلاق هذا الملف، وإعطاء أهل المخيم مقومات الصمود والإسراع في إعمار المخيم القديم والتعويض على الجديد، كما طالب الأونروا بتحمل مسؤولية كل الشعب الفلسطيني في المخيمات في ظل هذه الأوضاع”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *