تحت شعار (المسلم أخو المسلم منطلقنا لبناناء الإنسان والوطن) وبرعاية ديوان الوقف السني في العراق، عُقد المؤتمر الدولي للوحدة الإسلامية تعزيزاً لروح الأخوّة والتعاون، وذلك في العاصمة بغداد بحضور وفود علمائية وفكرية من مختلف الدول العربية والإسلامية.
الأمين العام لحركة التوحيد الإسلامي الشيخ بلال سعيد شعبان ألقى كلمته في المؤتمر، وقال فيها:
لطالما تحدّثنا في مجالس الوحدة، في مؤتمرات الوحدة عن آيات الوحدة، وأحاديث الوحدة التي تؤكّد أنّنا أمّة واحدة، وهذا متّفق عليه في ما بين كلّ أطياف الأمة، ويدرك الناس أنّ الوحدة توصل إلى الجنّة، ولكنّهم يريدون أن يروا التّطبيق العمليّ لمشروع الوحدة، نعم نريد أنْ ندخل الجنّة تحت عنوان الوحدة، ولكن نريد أن ندخل جنّة الدّنيا قبل جنّة الآخرة “ولمن خاف مقام ربه جنَّتان” فمن مفاعيل “واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرّقوا” أنْ نتكامل في ما بيننا اقتصاديّاً سياسيّاً أنْ ننبذ الشّرذمة والفرقة.
وأضاف “نتحدّث دائماً عن الشّراكة التي عبّر عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قال “النّاس شركاء في ثلاث: النّار والماء والكلأ” وهذه الوحدة طبّقها الشّعب العراقي والشّعب الإيراني في الزلزال الأخير في سوريا، ففي ذلك الزلزال المدمّر كسروا ذلك الطوق وانطلقوا في الوقوف إلى جانب سوريا خلال تلك الكارثة التي حدثت. وبشكل عام يجب أنْ يكون مشروع الشراكة والحديث عن مفاعيل الاعتصام السياسي، فإن اعتصم بعضنا ببعض كدول عربية أو إسلامية سنة وشيعة يبدأ العدّ التنازلي للكيان الصهيوني، وإذّاك نتحول إلى دولة قوامها مليار و600 مليون، لم لا نحدث الناس عن أن الوحدة الاقتصادية لا تبقي فقيراً لم لا نتحدث عن أن الوحدة السياسية تحولنا إلى دولة عظمى وهذا هو مراد الدين والقرآن؟ الله عز وجل يؤكد في القرآن الكريم فيقول “كنتم خير أمّة أخرجت للنّاس” “وكذلك جعلناكم أمّة وسطاً لتكون شهداء على النّاس” وفي مرحلة من المراحل استطاع الكيان الصهيوني الغاصب وأمريكا والكثير من الدول دول الإقليم أن تدفعنا صوب حرب بينيّة في سوريا في العراق في لبنان في اليمن في كل مكان”.
شعبان أكّد أنّنا على موعد بعد هزيمة مشروع الحروب بالوكالة، وبعد نوع من المصالحة والتقارب في ما بين السعودية وإيران، وتطبيع العلاقات الذي نشيد به، بعيداً عن كلّ الاصطفافات الحادّة، مع فرملة الصراع المذهبي، وفي السّياق يجب بلسمة جرحات لبنان وسوريا، والعراق، في سوريا والعراق من خلال إغلاق المخيّمات الناتجة عن الحروب البينية، كما في سوريا (مخيم الهول) والكثير من المخيمات التي تؤوي من الأسر والعائلات التي هُجّر إليها مئات الآلاف لنعيش حقيقة “إنّما المؤمنون إخوة”، ليكون رمضان القادم رمضان الفرح، الفرح للعراقيين والرأفة بآلاف الأسر المنكوبة، رمضان الأخوّة الحقيقيّة بإطلاق سراح عشرات الآلاف من المحتجزين في السجون العراقية، مُشدداً على ضرورة عودة النازحين إلى ديارهم، وعلى حفظ كل دور العبادة والمقدسات لمختلف المكونات، والانتباه من مخطّطات تريد لشعوبنا أن تنزلق في فتنٍ جديدةٍ، تسعى إليها أميركا بآلة خطاب الكراهية والتحريض المذهبي والطائفي.
وتابع شعبان “قد نلتقي وقد نضع قواسم مشتركة مع كل تلك الدول التي أرسلت كل هؤلاء، ولكن المطلوب أيضاً على المستوى الداخلي أنْ يكون هناك تطبيق فعليّ عمليّ للأخوّة والوحدة والاعتصام، من جهة أخرى على المستوى السياسي وخاصّة ما يجمع لبنان مع العراق، بكلّ أسف، هو الفساد حيث سرق في لبنان 200 مليار دولار وفي العراق وصلت السرقات إلى 800 مليار… كيف يجب أنْ نتخلص من التوأمة غير الشرعية في ما بين مشاريعنا المقاومة وفي ما بين مشاريع الفساد؟! هذا ما ينعكس علينا انعكس على مشروعنا، وبتنا نصنف على أننا نتحالف بين قوسين مع المفسدين من أجل المحافظة على مشاريعنا المقاومة، وهذا لا يجب أن يجتمع بحال من الأحوال، ولا بد من أنْ نحفظ مقدسات بعضنا بعضاً، كل تلك خطوات عملية يجب أنْ نسلكها من أجل أن نصل بعد ذلك إلى واعتصموا”.
وأشار شعبان إلى أنّ ميدان وحدتنا العملية هي فلسطين والأقصى والقدس، أمس وأول أمس شاهد الجميع هذا الشعب الفلسطيني الأبي يقاتل بالأجساد العارية، وبالأيدي وبقلوب خاوية إلا من الإيمان بالله عزّ وجلّ، والواجب أنْ نلتقي في ما بيننا من أجل أنْ نقف إلى جانبهم.
وختم فضيلته “العراق وإيران قارتان وليستا دولتين فحسب، وهذا أمر إيجابي جمع الأعراق والمذاهب و الأديان الألوان والأطياف، تطبيق العدالة هناك هو الذي ينعكس بشكل فعلي عملي على تصدير الثورة إلى كل الدول إذا ما استطعنا أنْ نقيم مجتمعاً يتمتّع بالتكامل الاقتصادي وبالتكامل الأخويّ مذهبيّاً، دينيّاً، قوميّاً، وعرقيّاً، سنتمكن بعدها من تصدير الثورة، ويتحوّل المشروع إلى مشروع عالميّ لكلّ الأحرار على امتداد العالم، وكلّ ذلك من منطلق العدالة”.