في اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، وفي يوم تقسيم فلسطين وفرض الوصاية على المقدسات، نظّمت الفصائل الفلسطينية، واللّجان الشّعبية في مخيم البداوي شمال لبنان، لقاءً تضامنيّاً حاشداً، ألقيتْ خلاله كلمات، ورفعت الأعلام الفلسطينية، بمشاركة مُمثّلين عن الفصائل الفلسطينية وجمعيات وأحزاب لبنانية وطنية وإسلامية وجمع من أبناء المخيم.
الأمين العام لحركة التوحيد الإسلامي، الشيخ بلال سعيد شعبان، اعتبر في كلمته أنّ فلسطين أصغر من أن تقسم وأكبر من أن تبتلع، ولا يمكن قسمتها على اثنين، فهي إمّا لنا وإمّا لنا وليست لهم بحال من الأحوال، مؤكداً أن الشعب الفلسطيني برهن بعد أكثر من 74 سنة من قرار تقسيم فلسطين، أنّ ما صدر حبر على ورق، لم ولن يطبّق، فلقد أثبت هذا الشعب من خلال وحدته في داخل فلسطين التاريخية وفي القدس وفي الضفة وفي غزة والانتشار، أنّ خوضه في مشروع المقاومة والجهاد كان أسمى من كلّ المسمّيات الفصائلية.
وطالب شعبان بضرورة محاسبة بريطانيا فهي المسؤولة عن وعد بلفور وعن كل آلام الشعب الفلسطيني، فلا بد من تحميلها المسؤولية الكاملة من خلال الادعاء عليها أمام المحاكم الدولية، لتدفع تعويضات لكل ذوي الجرحى والشهداء والمهجرين، لافتاً إلى أنّنا وإن كنّا ضعفاء في ما مضى، ولكن سيأتي اليوم الذي ستحاسب فيه كل الدول الاستكبار على ما اجترحته بحقّ شعبنا الفلسطيني.
من جهة أخرى أشاد الشيخ شعبان بموقف الشعوب العربية التي صدّت مراسلي القنوات الإسرائيلية وقاطعت كل صحافة العدو الصهيوني في الدوحة، وهذا هو حقيقة الموقف العربي الرافض لكل أشكال التطبيع مع الكيان الغاصب، فالشعوب العربية موحّدة خلف تضحيات وفداء الفلسطيني، وما يجري من مواجهات بطولية في كل فلسطين يشير إلى انطلاق الانتفاضة الثالثة، وهي انتفاضة التحرير الفعلية الحقيقية، وبلغة المباريات الدولية، نحن أمام التصفيات النهائية والموقعة الختامية مع الكيان الغاصب، حيث سيسفر هذا النزال عن زوال ظلمهم وقهرهم واحتلالهم، لتعود جميع المقدّسات، وليعود أصحاب الأرض إلى أرضهم التي أخرجوا منها، أعزّة كراماً، ولتوحِّد بعد ذلك فلسطين كل دولنا العربية والإسلامية فنعود كما كنّا أمة واحدة.
مصطفى أبو حرب أمين سرّ فصائل حركة التحرير الفلسطيني وحركة “فتح” في منطقة الشمال، رأى في كلمته أنّ ٧٤ عاماً مضت ولا زال شعب فلسطين يسعى للتحرّر من نير الاحتلال الصهيوني، فقبل ثلاثة عقود لم ينطق العالم بكلمة تضامن واحدة مع الفلسطينيين وقضيتهم، ولم يستطع كل العالم أن يُلزم دولة الاحتلال بتطبيق قرار أو قرارات دولية، كانت قد اتخذت بحقّ الاحتلال، وهذا بسبب الفيتو الأمريكي الغاشم، متسائلاً “إلى متى سيبقى هذا العالم يكيلُ بمكيالين؟”.
كلمة المؤتمر الشعبي اللبناني ألقاها الأستاذ عبد الناصر المصري، مؤكداً أنّنا نقف اليوم وكلّ أحرار العالم، لنقول للشعب الفلسطيني أننا إلى جانبكم، متمسّكون بحقّكم وأنّ قضيتكم هي قضيّتنا، مُطالباً الأمم المتحدة بإعلان تضامنها الرسمي الفعلي الحقيقي مع الشعب الفلسطيني، وذلك من خلال الاعتراف بعاصمته القدس، ومنح العضوية الكاملة لدولة فلسطين في الأمم المتحدة، وكذلك لا بدّ أن تؤمّن الحماية للشعب الفلسطيني، وأن تُحمى المقدسات من عملية التهويد، ويوضع حدّ للاستيطان الذي يخالف كل القرارات الدولية.
أبو لواء موعد ألقى كلمة فصائل قوى التحالف الفلسطيني، مُشدّّداً على أنّ ٧٤ عامًا لم تمحُ ذاكرة شعبنا العظيم الذي لم ينسَ أكبر عملية سرقة وتزوير للتاريخ والجغرافيا، مُشيراً إلى أنّ شعبنا يعبّر كلّ يوم عن غضبه ورفضه لقرار تقسيم الوطن المقدس.
ولفت موعد إلى أنّ من زرع كياناً خبيثاً في قلب فلسطين، يهدف لضمان السيطرة على الأمة والحؤول دون توحّدها، وما قرار التقسيم إلى حلقة في سلسلة مؤامرات على شعبنا وأمتنا، ابتدأت بوعد بلفور والانتداب، وصولاً الى النكبة واحتلال القدس عام ١٩٦٧، وهذا كلّه لم يكن ليحصل دون دعم غربي أمريكي، وفّر كلّ الإمكانات المادية والعسكرية للكيان الصهيوني المحتل، فضلاً عن منع محاسبة دولة العدو على كلّ مجازرها وانتهاكاتها بحقّ أبناء شعبنا، ليكون تكامل ساحات المقاومة الخيار الحقيقي في المواجهة المستمرة، حتى التحرير وزال الكيان الغاصب.