شعبان في لقاء مشترك للحملة الأهلية لنصرة فلسطين والندوة الشمالية ” لا للحروب البينيّة ونعم للملحمة الكبرى مع الصهيونية

شارك الأمين العام لحركة التوحيد الإسلامي فضيلة الشيخ بلال سعيد شعبان، في اللقاء التضامني الموسّع والذي انعقد في الندوة الشمالية، بدعوة مشتركة من الحملة الأهلية لنصرة فلسطين وقضايا الأمة، والمتندى العربي في الشمال، وذلك تضامناً مع الأسير المهدّد بالموت المناضل ناصر أبو حميد، وتضامناً مع أهالي النّقب في هبّتهم البطولية بوجه خطة التّجريف والتّحريش الصّهيوني واستنكاراً لهدم المنازل وخاصّة في حيّ الشيخ جرّاح.
وقد افتتحَ اللقاءَ رئيسُ المنتدى القومي العربي في الشمال الأستاذ فيصل درنيقة، ثمّ تحدّث كلٌّ من السّادة: محمد أبو عرب (حركة فتح)، جميل صافية (الحزب الشيوعي اللبناني)، يقظان قاووقجي (المنتدى القومي العربي في الشمال)، أحمد علوان (رئيس حزب الوفاء باسم الحملة الأهلية لنصرة فلسطين وقضايا الأمة)، د.منذر جمال، زكريا أحمد (المؤتمر الشعبي اللبناني)، أبو فراس (الجبهة الديمقراطية)، يحيى المعلم (منسق خميس الأسرى وعضو الحملة الأهلية لنصرة فلسطين وقضايا الامة).
المتحدّثون أكدوا أنَّ هذا اللقاء يكتسب اليوم أهمية خاصّة لأنه ينعقد في ظروف مواجهة الإحتلال وأجواء انتفاضة الأسرى والمعتقلين الإداريين في وجه الجلاد الصهيوني ونصرة للحق والعمل من أجل إطلاق سراحهم وتأكيدًا على حقهم في عيش كريم.
بدوره الشيخ بلال شعبان اعتبر في كلمته أنّ طرابلس هي القدس والقدس هي طرابلس، ونحن وإنْ كنّا لبنانيّي المولد، ولكنّنا فلسطينو ومقدسيّو الهوى والهويّة، وندعو الله تعالى أنْ يمنّ علينا برؤية مهد عيسى عليه السلام ومسرى محمد صلى الله عليه وسلم مُحرّراً بإذن الله، سائلينه عزّ وجلّ أنْ لا يعاملنا الفلسطينيون يومها، كما يعاملهم النّظام اللبناني اليوم بمنعهم من التّملّك وحقّ العمل.
وأضاف” في اعتصام للتّضامن مع الأسير المعتقل المُضرب عن الطعام ناصر أبو حميد، في اعتصامنا اليوم مع أهلنا في النّقب الذين انتفضوا دفاعاً عن أرضهم الّتي يسعى العدو لتهْوِيدِها، في تضامننا مع أهلنا في حيّ الشيخ جرّاح وحيّ سلوان، نفخر في وقوفنا من طرابلس إلى جانبهم جميعاً في ملحمتهم الكبرى. والله سبحانه يقول في كتابه “وقاتلوا في سبيل الله الّذين يقاتلونكم ولا تعتدوا” فمواجهة الحرب تكون بالحرب، ولكنْ عندما كَلَّ سلاحُنا وانطلقنا صوب حروبٍ بينيّة، بات التّضامن باعتصامات مع أهلنا في فلسطين، علماً أنّ المطلوب أن نصحّح البوصلة وأنْ تُجيّش الشعوب لا صوب الحروب البينيّة، وإنّما صوب العدو الأساس لأمتنا اليهود ومن يقف معهم وخلفهم قال تعالى “لتجدنّ أشدّ النّاس عداوة للّذين آمنوا اليهود والّذين أشركوا”
ورأى شعبان أنّ رفع مذكّرات الشّجب والإدانة، للمؤسسات الدّولية ولأمريكا ولكلّ تلك الدول التي شرعنَتِ الوجودَ الصّهيوني، هو ضرب من ضروب الهباء والغباء الّذي لا يقدّم ولا يؤخّر، فهمُ الخصم ونجعلُهم الحكم ،يعني ففيك الخصامُ وأنت الخصمُ والحكمُ.
والشاعر يقول” لا يلامُ الذّئب في عدوانه
إن يكُ الرّاعي عدوّ الغنمِ
ربّ وامعتصماه انطلقت
ملء أفواه الثّكالى اليتّم
لامست أسماعهم لكنّها
لم تلامس نخوة المعتصمِ
لذلك لا تلجؤوا إلى المؤسسات الدولية، الجؤوا إلى “واعتصموا” الجؤوا إلى التكامل، نحن نعيش ونرى حروباً بينيّة نخوضها بالوكالة لصالح دول الاستكبار، لا لشيء إلّا من أجل إضعاف كل دولنا وكل عواصمنا، فتخرج من دائرة التأثير والصراع مع العدوّ الصهيوني الغاصب، فَتحْتَ ألف ذريعةٍ وذريعةٍ وتحت ألف عنوانٍ وعنوانٍ، تُدمّر كلّ حواضرنا لنقف مكتوفي الأيدي، وأمام هذا الصراع خرجت بغداد ودمشق وصنعاء، وطرابلس الغرب منهكة مضرجة بدمائها، وقد تخرج كلّ دول الخليج من دائرة التأثير بسبب حروب داحس والغبراء التي نخوضها في ما بيننا، ويُحضّر بعد تطبيع المغرب مع الكيان الصهيوني الغاصب، لحرب بين الصحراء الغربية والرباط والجزائر، لكي يفنى الجيش الأخير الذي لم يتأثّر في كل تلك الموجات من الصّراعات الداخلية، لذلك مسؤوليتنا أن نتكامل في ما بيننا حتى نوجه فوهة بندقيتنا صوب العدو المحتل.
وتابع الشيخ شعبان “في لبنان وفي كلّ المنطقة نتعرّض لحرب اقتصادية شرسة لنخرج من دائرة الصّراع، والفسادُ في الحقيقة هو إسرائيل الداخل ويجب مواجهته، والحرب الاقتصادية وحروب الحصار توازي أو تزيد على الحروب العسكرية، وكلنا اليوم نسمع وكلكم يسمع ما يجري من تهجير لأهل طرابلس ولشباب لبنان، إمّا صوب أوروبا سعيًا خلف لقمة العيش، وإمّا صوب بؤر التوتر في سوريا والعراق، لاستثمارهم من جديد في الحروب البينية وحروب الوكالة،
ليؤخذ كلّ أولئك الشباب المندفع المتحمّس صوب حروب داخلية، ليكونوا خدماً لمشروع التجزئة والتقسيم في بلادنا، ولذلك يجب أن نعي حقيقة ما يجري وأن نوجّه كل هذه الطاقات صوب الأقصى والقدس وفلسطين. فالمعركة الأساس مع الكيان الصهيوني الغاصب لن تكلّف 1% ممّا كلّفهُ الاختلاف في داخل أمتنا، لا على مستوى الثروات ولا على مستوى الضحايا، ولا حتى على مستوى الدّماء.
ودعا فضيلته إلى إيقاف كلّ الحروب البينية المذهبية والقومية والعرقية وحروب الدول، لأن المستفيد الوحيد منها الكيان الصهيوني الغاصب، ومن يقف خلفه من دول الإتجار بكل شيء وحتى بالأسلحة وعلى رأسها أمريكا، كما وإننا نرفض سياسة الخوف والتخويف التي يستخدمها الامريكي كحصان طروادة، لدخول منطقتنا كضامن للأمن هنا ومدافع عن الدول هناك، ونرفض كلّ احتقان أو اصطفاف بين الإسلاميين من جهة والقوميين من جهة أو بين المذاهب والأعراق والألوان. هذا التنوّع الذي هو قوّة للأمة لأمتنا، وليس ثغرة يدخل منها العدو.
وختم فضيلته” أمريكا تنظر لكل هذا التنوع على أساس أنهم محور شرّ يريد أن ينقضّ عليها ، فلا تميّز بين قومي وعربي وإسلامي، ولا بين فلسطيني وفلسطيني، الجميع في نظرها عدوّ، وعلى هذا الأساس يجب أن نجتمع ونتضامن لتتّحد عواصمنا من جديد، ولتتّحد القلوب من جديد، لندخل على اليهود من كل حدب وصوب، لنرفع راية الأمة عالية خفّاقة هناك، إنّهم يرونه بعيداً ونراه قريباً “.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *