حذر قاضي قضاة فلسطين، مستشار الرئيس للشؤون الدينية والعلاقات الإسلامية، محمود الهباش، من اقتحام مرتقب للرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ للحرم الإبراهيمي الشريف في الخليل اليوم للاحتفال بعيد “الأنوار” اليهودي.
وقال الهباش “إن هذا الاقتحام إمعان من جانب إسرائيل في العدوانية والعنصرية بحق شعبنا الفلسطيني، وإمعان في استفزاز مشاعر الفلسطينيين بل مشاعر الملايين من العرب والمسلمين الذين يقيمون وزنا لمسجد عظيم مقدس مثل المسجد الإبراهيمي”.
وأضاف أن هذا يأتي في سياق السياسة الإسرائيلية العدوانية القائمة على الاستيطان، وهو أيضا استمرار للتنكر لأي احتمال لتحقيق سلام قائم على العدل والشرعية الدولية.
من جانبه، قال وكيل وزارة الاوقاف حسان أبو الرب إن هذه خطوة استفزازية لمشاعر المسلمين والعرب جميعا، واعتداء على واحد من مقدساتنا الإسلامية وانتهاك بحقها.
وأضاف أن الاحتلال الإسرائيلي يتحمل تداعيات هذه الخطوة، معتبرا أنها هجمة جديدة وتشجيع للمستوطنين لمواصلة اقتحاماتهم واعتداءاتهم على المقدسات سواء المسجد الأقصى المبارك أو الحرم الإبراهيمي وعلى الكنائس أيضا.
وأكد أبو الرب أن كل هذه الإجراءات لن تغير من واقع الحال، ومن إسلامية هذه الأمكنة، وأن الأرض ستبقى إسلامية عربية.
إلى ذلك، هاجمت صحيفة “هآرتس” العبرية في افتتاحيتها، قرار الرئيس الإسرائيلي، الاحتفال بعيد “الأنوار” اليهودي بالحرم الإبراهيمي في الخليل، وقالت: “من بين كل الأماكن، اختار هرتسوغ مدينة الخليل، تلك المدينة التي تجسّد بشاعة ووحشية الاحتلال وعنف المستوطنين”.
وأضافت “زيارة هرتسوغ إلى هذا المكان الذي اضطر معظم سكانه الفلسطينيين إلى هجر منازلهم ومحلاتهم فيه بسبب إرهاب المستوطنين، هي شرعنة رسمية للظلم الذي يُرتكب هناك كل يوم، بما فيه المجزرة التي ارتكبها باروخ غولدشتاين وراح ضحيتها 29 من المصلين في الحرم الإبراهيمي في عام 1994”.
وتابعت “لا يوجد مكان آخر في الضفة تتضح فيه معالم نظام الفصل العنصري الإسرائيلي بهذا الشكل المرعب: شوارع معزولة يُحظر على الفلسطينيين السير فيها … حظرٌ على دخول سيارات الفلسطينيين الذين ما زالوا يعيشون هناك … نقاط تفتيش للفلسطينيين عند كل مفترق …. العنف والإذلال هما الصفة اليومية لكل مواطن فلسطيني على أيدي المستوطنين وأطفالهم، وكذلك على أيدي أفراد الجيش وحرس الحدود المنتشرين في كل زاوية”.
ويقع المسجد الإبراهيمي في البلدة القديمة من الخليل، الخاضعة لسيطرة الاحتلال الإسرائيلي، ويستعمر فيها نحو 400 مستوطن يحرسهم حوالي 1500 جندي من قوات الاحتلال.
وإثر المجزرة، التي ارتكبها باروخ غولدشتاين عام 1994 في الحرم الابراهيمي، واسفرت عن استشهاد 29 فلسطينياً، أغلقت سلطات الاحتلال الحرم الإبراهيمي والبلدة القديمة لمدة ستة أشهر كاملة، بدعوى التحقيق في الجريمة، وشكلت ومن طرف واحد لجنة “شمغار”، وخرجت في حينه بعدة توصيات، منها: تقسيم الحرم الإبراهيمي إلى قسمين، وفرضت واقعا احتلاليا صعبا على حياة المواطنين الفلسطينيين في البلدة القديمة، ووضعت الحراسات المشددة على الحرم، وأعطت للاحتلال الحق في السيادة على الجزء الأكبر منه، حوالي 60% بهدف تهويده والاستيلاء عليه، وتكرر منع الاحتلال رفع الأذان في الحرم الإبراهيمي مرات عديدة.
وفي تموز/يوليو 2017، أعلنت لجنة التراث العالمي التابعة لـ”اليونسكو” الحرم الإبراهيمي موقعا تراثيا فلسطينياً.