أكد رئيس المكتب السياسي لحركة “حماس”، إسماعيل هنية، أنّ سياسة تصنيف “حماس” كحركة إرهابية أو محاصرتها وعزلها سياسة فاشلة، مشدداً على أنّ القدس في قلب أولويات الحركة، وهي تسعى للحفاظ عليها وحمايتها من مخططات الاحتلال، إلى جانب قضية الأسرى والعمل على تحريرهم في صفقات تبادل.
هنية تطرّق إلى سعي حماس لكسر الحصار الظالم على قطاع غزة، والحفاظ على علاقة وثيقة مع أهلنا في مخيمات اللجوء في لبنان والأردن وسوريا. ونبّه إلى أولوية الحفاظ على القضية الفلسطينية، وعدم التفريط بأي من حقوق الشعب الفلسطيني، وفي مقدمتها حق العودة، وإقامة الدولة وعاصمتها القدس، وتحرير الأسرى.
كما أكّد أنّ من أولويات حماس تعظيم قوة المقاومة في غزة والضفة للنهوض بالعمل المقاوم. وقال “شعبنا في الداخل المحتل جزء لا يتجزأ من خارطة الاشتباك مع الاحتلال”، مشيرًا إلى أنّ الحركة تركز كثيرًا في دورتها الجديدة على تعزيز حضور شعبنا في الشتات على خارطة العمل المباشر لإسناد المقاومة.
ونوّه إلى أنّ من أولويات الحركة استعادة وحدة الشعب الفلسطيني، وإنهاء الانقسام، وتحقيق المقاومة، إلى جانب بناء تحالفات سياسية، وتوسيع علاقاتها السياسية مع محيطها العربي والإسلامي، والانفتاح على الجميع، منبهًا إلى أهمية مد جسور العلاقات مع المجتمع الدولي، والاستفادة من الحركات العالمية، والتغيّرات المهمة على مواقف الشعوب تجاه القضية الفلسطينية.
لن نصمت كثيرًا على استمرار حصار غزة
من جهة أخرى، أكد هنية انه “لا يمكن للحركة أن تصمت كثيرًا على استمرار حصار غزة، والعالم يجب أن يدرك أنه قد بلغ السيل الزبى”، مشيرًا إلى تشكيل طواقم في غزة والخارج من أجل وضع خطة متكاملة لكسر الحصار، وأنه على الاحتلال أن يدرك أنه لا أحد في العالم سيتراجع عن الموضوع سواء المتضامنين أو قوافل كسر الحصار بأي طريقة.
وأكد أن المقاومة سوف تسند أيّ خطوة تقوم بها أيّ جهة من أجل كسر الحصار عن غزة، وستقطع ذراع الكيان الصهيوني إذا امتدت على أي جهة تريد أن تكسر هذا الحصار الظالم.
كما أوضح أنّ شبكة العلاقات السياسية للحركة واسعة، ومعنية بالكل بدون استثناء، مع التركيز على أنّ هناك تيار مقاومة واسعًا في المنطقة، وحماس ترتكز على هذا التيار لإسناد المقاومة في غزة والقدس.
وشدد على أنّ علاقة الحركة مع إيران استراتيجية، وتشكل ركنًا مهمًا في مشروع المقاومة، وتقدم دعمًا سياسيًا وماديًا وعسكريًا وتقنيًا للمقاومة.
وفي ملف التطبيع، أكد هنية أن التطبيع كله شر، ولا يمكن أن يعود بخير على أي دولة عربية، ويشكل اختراقًا سياسيًا وأمنيًا وعسكريًا للمنطقة العربية، مبينًا أن الدول المطبعة لا تستطيع فرض التطبيع على شعوبها.
هنية: قرار بريطانيا اعتبار حماس منظمة إرهابية اعتداء جديد على شعبنا وحقوقه
وكان هنية قد اعتبر أنّ قرار وزيرة الداخلية البريطانية “بريتي باتيل” اعتبار حماس منظمة “إرهابية” اعتداء جديد على شعبنا وحقوقه، وخطوة مدانة ومستنكرة تعبر عن الانحياز للاحتلال الصهيوني، وتتماهى مع محاولاته تجريم نضالاته، وإن حجة القلق على الجالية اليهودية بلندن كدافع له كاذبة.
واعتبر هنية في بيان أنّ هذا القرار عديم الجدوى أو التأثير على حركتنا ونضالنا وشعبنا، ولن يثنينا عن المضي في الدفاع عن شعبنا وحقوقه بكل الوسائل المشروعة عبر المقاومة الشاملة.
وأكد أن قيادة المقاومة هي التي تحدد أساليب المواجهة، مشيرًا إلى أنّ القرار يتعارض مع القانون الدولي وحقنا الثابت في المقاومة والنضال من أجل الحرية والعودة والاستقلال.
وذكر هنية أن صمود شعبنا الفلسطيني والتفافه حول قواه الوطنية المناضلة كفيل بإضعاف وإجهاض كل القرارات التي تمس حقوقه الثابتة بما فيها الحق في مقاومة الاحتلال.
وشدد على أن شرعية حماس تستمدها من هذا الشعب وأمتنا وأحرار العالم ونضالنا الوطني، ولن تجد هذه القرارات ذات الصبغة السياسية والانتخابية والمنحازة للاحتلال أي تأثير أو مكان أمام الشعوب والأحرار والنخب والفعاليات الداعمة للحق الفلسطيني، وهي لن توقف التعاطف المتنامي مع القضية الفلسطينية داخل المجتمع البريطاني والغربي بشكل عام.
وبيّن هنية أنّ القرار جاء بذكرى جريمة وعد بلفور المشؤوم التاريخية، والذي كان الأولى أن تعتذر بريطانيا عنه لشعبنا الفلسطيني وللعالم بأسره، ووقف العزف على الوتر “الإسرائيلي” بدلًا من تجديد انحيازها له.
وأشاد بكل الأحرار على المستوى الوطني والإقليمي والدولي الذين عبروا عن الموقف الأخلاقي برفض القرار، وأدانوا بوضوح هذا الموقف العدائي، وطالبوا بالتراجع عنه وإلغائه.
وختم هنية: “لقد بدأنا بالتحرك الواسع لمواجهته وعزله وإدانته عبر مكاتب العمل بقيادة الحركة وعلاقاتها الوطنية والعربية والإسلامية والدولية.. وجهودنا متواصلة لقطع الطريق على الاحتلال للاستفادة منه”.