اعتبر الكاتبان الأميركيان بروس ريدل وأنيل شيلاين في مقالة نُشرت على موقع معهد “Brookings” أن مقاربة الرئيس الأميركي جو بايدن حيال ملف اليمن تعاني من خللٍ كبير.
وأشار الكاتبان إلى أن بايدن كان قد أعلن أن الولايات المتحدة ستوقف الدعم الأميركي “للعمليات الهجومية” في اليمن، وشددا على أن الحرب التي تقودها السعودية على هذا البلد هي أصلًا عملية “هجومية”، إذ لفتا إلى أن السعودية نفذت ما لا يقل عن ٢٣،٢٥١ غارة جوية خلال الفترة ما بين شهر آذار/مارس عام ٢٠١٥ وتموز/يوليو عام ٢٠٢١ أدت إلى مقتل وجرح ١٨،٦١٦ مدنيًا.
كما تابع الكاتبان أن كلام بايدن عن وقف الدعم “للعمليات الهجومية” عبارة عن أُكذوبة، طالما استمرت الولايات المتحدة بتقديم الدعم المادي والكلامي لما أسمياه “حرب السعوديين الاختيارية”.
كذلك، تحدث الكاتبان عن خلل يتمثل بعدم مطالبة بايدن برفع الحصار عن اليمن بشكل فوري، حيث قالا إن أي حصار لا يمكن أن يكون ذا طابع دفاعي، وبالتالي من المفترض أن تنهي الولايات المتحدة تورطها في الحرب على اليمن بعد إعلان بايدن في شهر شباط/فبراير الماضي وقف الدعم “للعمليات الهجومية”.
وأضاف الكاتبان أن سبب عدم احراز التقدم في الملف اليمني هو أن الولايات المتحدة تبقى من حيث الفعل داعمًا كبيرًا للسعودية، وأشارا إلى أن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان لم يتلقَّ معاملة “المنبوذين” كما كان تعهد بايدن.
عقب ذلك، قال الكاتبان إن على بايدن أولًا أن يطالب السعوديين برفع الحصار على الفور ومن دون شروط.
ثانيًا، فتحدث الكاتبان عن ضرورة أن يطلب بايدن من بريطانيا تقديم مشروع قرار جديد إلى مجلس الامن يقدم حوافز من شأنها تشجيع أنصار الله على الجلوس على طاولة المفاوضات، وتابعا أنه في حال سيطرت أنصار الله على ما كان يعرف في السابق “باليمن الشمالي”، فإن ذلك سيعكس حقيقة الوضع على الأرض، بحسب تعبيرهما.
كذلك شبّه الكاتبان ملف اليمن بملف أفغانستان، حيث قالا إن أنصار الله كما حركة طالبان تحظى بالشرعية الناتجة عن مواجهة قوة اجنبية غازية.
وأضافا إن اميركا والسعودية ستخرجان في النهاية رغم امتلاكهما معدات عسكرية متطورة، بينما طالبان وأنصار الله تقاتلان في موطنهما ولا خيار أمامهما سوى مواصلة القتال.
وأشار الكاتبان إلى ما قاله بايدن عن أنه لن يطلب من القوات الأميركية أن تقاتل إلى ما لا نهاية في حرب أهلية داخل دولة أخرى (في سياق حديثه عن أفغانستان)، واعتبرا أنه يجب تطبيق النهج نفسه على ملف اليمن حيث تبقى واشنطن متورطة في “حرب السعوديين العبثية والكارثية”.