أكد رئيس وحدة الدراسات والتوثيق في هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينية عبد الناصر فروانة في حديث لموقع “العهد الإخباري” أن الاحتلال الإسرائيلي يفرض تعتيما وحصارًا مشددًا على الأسرى الأربعة الذين أعيد اعتقالهم مساء الجمعة وفجر السبت الماضيين، وهم من ضمن الاسرى الستة الذين حرروا أنفسهم من سجن جلبوع عبر نفق حفروه في باطن الأرض في السادس من سبتمبر/أيلول الجاري.
وقال فروانة إن الاحتلال الاسرائيلي لم يسمح حتى اللحظة لأيّ محامٍ فلسطيني أو أي أحد من أفراد عوائلهم بزيارتهم أو الالتقاء بهم أو حتى التواصل مع بعضهم أو اجراء اي محادثة مع أي منهم، مؤكدًا أن “التعتيم والحصار يخفي الحقيقة ويُثير القلق والخوف على حياتهم وأوضاعهم الصحية”، وتابع “لعلّ من أهداف التعتيم هو إخفاء جرائم القمع والتنكيل والتعذيب الشديد الذي تعرض ويتعرض له الأسرى الأربعة بعد اعادة اعتقالهم”.
وبيّن فروانة أن “الاحتلال يرفض السماح للمحامين الفلسطينيين وممثلي هيئة شؤون الأسرى والمؤسسات الرسمية بزيارتهم أو الالتقاء بهم للاطلاع على أوضاعهم الصحية وطمأنة أهلهم وشعبهم عليهم في ظل تصاعد الحقد الاسرائيلي تجاههم وتجاه كافة الأسرى”.
وطالب فروانة اللجنة الدولية للصليب الأحمر بتحمّل مسؤولياتها والتوجه عاجلا الى إدارة السجون لمعرفة أماكن احتجازهم والعمل على زيارتهم لمعرفة ظروف احتجازهم وطبيعة معاملتهم والاطمئنان عليهم، خاصة وأن الاعلام العبري تناقل صورا للأسرى الأربعة ويظهر على أجساد بعضهم علامات عنف شديدة، بالإضافة إلى أخبار تفيد بأن تدهورا خطيرا قد طرأ على صحة الاسير زكريا الزبيدي، ونحن نجهل الحقيقة، مما يفاقم الوجع والقلق عليهم”.
وأضاف أن “سياسة الاحتلال في حجب المعلومات عنهم والتكتم على أماكن احتجاز الأسرى المعاد اعتقالهم زكريا الزبيدي ومحمد العارضة ومحمود العارضة ويعقوب قادري ومنع المحامين من الالتقاء بهم ونشر أنباء عن نقل الأسير زكريا الزبيدي مرتين إلى المستشفى يثير الكثير من مشاعر القلق على مصيرهم والخوف على حياتهم ويخشى أن يتم ايذاؤهم بشدة أو تصفية بعضهم انتقاما منهم. وهناك تاريخ حافل بالجرائم التي اقترفتها قوات الاحتلال ومحققو جهاز المخابرات أثناء التحقيق مع الأسرى والمعتقلين”.
وفي سياق متصل، أفادت هيئة شؤون الاسرى والمحررين في بيان أن محكمة الاحتلال رفضت التماس الهيئة المقدم للسماح لمحامي الهيئة بزيارة الأسرى الأربعة المعاد اعتقالهم، لافتة الى أن ما تسمّى “محكمة الناصرة المركزية” قرّرت رفض الالتماس الذي تقدم به محامي الهيئة للسماح له بزيارة الأسرى الأربعة الذين أُعيد اعتقالهم خلال الأيام الماضية.
وكان محامي الهيئة قد تقدم سابقا بالتماس للسماح له بزيارة كل من (زكريا زبيدي، ومحمود ومحمد العارضة ويعقوب قادري)، وذلك لمتابعة أوضاعهم الاعتقالية ورصد أماكن احتجازهم، لكن الالتماس تم رفضه.