الصدمة الأميركية مستمرة: تفجيرا مطار كابول كشفا عجزنا

اعتبر الكاتب الأميركي “ديفيد إغناطيوس” في مقالة نشرت بصحيفة “واشنطن بوست” أن التفجيريْن الانتحارييْن في محيط مطار العاصمة الأفغانية كابول شكّلا صدمة للمسؤولين الأميركيين، وأحد أسباب ذلك هو أن الولايات المتحدة لم تستطع منع تنفيذ هذه التفجيرات على الرغم من أن التقارير الاستخباراتية حذرت من هكذا سيناريو.

وتحدث الكاتب عن غياب المعلومات الاستخباراتية المفصلة لدى المسؤولين الاميركيين من أجل تعطيل الهجوم، مضيفًا أن المسؤولين الاميركيين لجؤوا إلى حركة “طالبان” من أجل مساعدتهم، إلّا أنه تبيّن أن مطار كابل غير محصّن بما يكفي من أجل منع تنفيذ مثل هذه الهجمات.

وفي الوقت نفسه، نقل الكاتب عن مسؤول رفيع في البنتاغون تحذيره من أن تنظيم “داعش خراسان” (الذي أعلن مسؤوليته عن التفجيريْن الانتحارييْن) ربما يخطّط لهجوم آخر.

وتابع الكاتب أن ما يحصل في كابل أدى إلى تبادل الاتهامات داخل إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن. وقال في هذا السياق إن بعض المسؤولين في البيت الأبيض اتهموا الجيش الأميركي بالاستعجال في إخراج القوات الأميركية، بينما رد البنتاغون أن الجدول الزمني للانسحاب حظي بتأييد البيت الأبيض.

ولفت الكاتب إلى أن المسؤولين الأميركيين من مختلف الأقسام اشتكوا من أن وزارة الخارجية الأميركية لم تقلّل من عدد الموظفين في السفارة الأميركية في كابل بالسرعة المطلوبة.

وبينما أشار الكاتب إلى أن “الـCIA” كانت قد حذّرت من هشاشة الحكومة الأفغانية، أشار في المقابل إلى أنه حتى “المتشائمين” كانوا يعتقدون بأن هذه الحكومة لن تسقط قبل حلول تشرين الأول/أكتوبر أو تشرين الثاني/نوفمبر القادمين.

“نيويورك تايمز”: قوة “داعش” و”القاعدة” في أفغانستان مستمرة

بدورها، نشرت صحيفة “نيويورك تايمز” تقريرًا قالت فيه إن التفجيريْن الانتحارييْن في محيط مطار كابل يشيران إلى قدرة الجماعات الإرهابية مثل “داعش” و”القاعدة” على ارتكاب مجازر دموية جماعية رغم المساعي الأميركية لمحاربتها.

وأضافت الصحيفة أن “داعش” و”القاعدة” أثبتا قدرتهما على البقاء بحيث تحوّلا إلى تنظيمات أكثر انتشارًا.

وسلطت الصحيفة الضوء على تنظيم “داعش خراسان”، مشيرة إلى تقرير صدر عن الأمم المتحدة في شهر حزيران/يونيو الماضي والذي جاء فيه أن ما بين ٨٠٠٠ و١٠٠٠٠ “جهادي” توجهوا إلى أفغانستان قادمين من آسيا الوسطى وشمال القوقاز وباكستان وإقليم “Xinjiang” في الصين، وذلك خلال الأشهر القليلة التي سبقت الانسحاب الأميركي من أفغانستان.

كذلك تابعت الصحيفة أن أغلب هؤلاء “الجهاديين” هم على صلة بـ “طالبان” أو “القاعدة”، إلّا أن هناك عددًا منهم مقرب من “داعش خراسان”، وقالت إن ذلك يشكل تحديًا كبيرًا للاستقرار والأمن الذي توعدت به حركة “طالبان” الافغانية.

ولفتت الصحيفة أيضًا إلى ما ورد في تقرير الأمم المتحدة عن أن عناصر متطرفة من حركة “طالبان” الباكستانية هم من أسّسوا “داعش خراسان” قبل ست سنوات، وهذه الجماعة زادت من وتيرة هجماتها خلال هذا العام.

كما أشارت الصحيفة إلى ما جاء في تقرير الأمم المتحدة عن أن المدعو “شهاب المهاجر” تولى قيادة هذه الجماعة في شهر حزيران/يونيو عام ٢٠٢٠، وأنه يحاول تجنيد عناصر من حركة “طالبان” وغيرها من الجماعات المسلحة.

كذلك قالت الصحيفة إن “داعش خراسان” يُعتبر في الغالب عدوًا لحركة “طالبان” الأفغانية، مشيرةً إلى مواجهات حصلت بين الطرفيْن وخاصة في شرق أفغانستان.

وتابعت المجلة أن التفجيرين الانتحاريين يطرحان التساؤلات حول ما إذا كانت “طالبان” قادرة على تنفيذ تعهداتها على صعيد عدم السماح لأفغانستان أن تكون منصة لتنفيذ الهجمات ضد الولايات المتحدة وحلفائها، وخلصت الى أن سيطرة “طالبان” على أفغانستان لا تعني أنها تسيطر على كل الجهات داخل البلد، وحذرت من تحول أفغانستان إلى ميدان المواجهة بين “داعش” و”القاعدة”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *