بعد إصرار أهالي بلدة “بيتا” جنوب نابلس بالضفة الغربية على رفض إقامة بؤرة “أفيتار” الاستيطانية على قمة جبل صبيح في البلدة واستمرار فعاليّاتهم حتى إخلاء الجبل بشكل كامل وعودة أصحاب الأراضي إليها، اضطّر الصهاينة هناك لمغادرة البؤرة التزامًا بالاتفاق المبرم مع حكوم الاحتلال نفتالي بينيت، مع الإبقاء على البيوت المتنقلة في الجبل، حسب تبرير إعلام العدو.
نائب رئيس بلدية بيتا موسى حمايل كان قد شدّد على أن أهالي بيتا سيواصلون فعاليّاتهم حتى إخلاء الجبل من أية آثار للمستوطنين وجيش الاحتلال بشكل كامل، وليس كما يحاول الاحتلال استخدام أراضي الجبل لأمور أخرى كمدرسة دينية أو غيرها، أراضي الجبل لها أصحابها ويملكون أوراقًا ثبوتية بها.
وبموجب شروط الصفقة التي نشرتها الحكومة الصهيونية أول من أمس الخميس، اضطرّ المستوطنون إلى المغادرة البؤرة الاستيطانية بعد ظهر الجمعة وكانت آخر السيارات تخرج من أفيتار وفقًا للموعد النهائي 4:00 عصرًا.
ووفق حمايل، فإن جبل صبيح تبلغ مساحته بشكل كامل نحو840 دونمًا، والبؤرة الاستيطانية أقيمت على 20 دونمًا من مجمل الأراضي، لكن وجودها واستخدامها بأيّة طريقة كان سيؤثر على جميع أراضي الجبل.
إعلام العدو ذكر أن وحدة عسكرية نُشرت في الموقع، بينما ستراجع الحكومة الإسرائيلية الوضع القانوني للأرض التي أقيمت عليها البؤرة الاستيطانية، وتنظر في تنظيمها.
بالموازاة، أكدت هيئة مقاومة الجدار والاستيطان على لسان مدير مكتبها في شمال الضفة المحتلة مراد اشتيوي أن اتفاق حكومة الاحتلال مع المستوطنين على إخلاء البؤرة والإبقاء على البيوت المتنقلة على قمة الجبل، وفحص إمكانية استخدامها كمدرسة دينية، هي محاولة شرعنة للبؤرة.
وبعد إقامة بؤرة “أفيتار” الاستيطانية قبل حوالي شهرين، أطلق أهالي بلدة بيتا والقرى والبلدات المجاورة فعالياتهم اليومية، من أجل إزالة البؤرة، حيث استشهد خلال تلك الفعاليات خمسة شبان أربعة منهم من بلدة بيتا بينهم طفل والآخر من بلدة يتما جنوب نابلس.
كما أصيب أكثر من ألف فلسطيني بجروح وبالاختناق بالغاز وبالسقوط خلال الفعاليات، وكان بين الجرحى 80 أصيبوا بالرصاص الحي ولا زالوا يعانون من إصابتهم، فيما اعتُقل أربعة شبان بينهم جريح.