نتنياهو فشل في تحقيق أهدافه ضدّ إيران

بعد أن أطاحت حكومة نفتالي بينيت ويائير لابيد ببنيامين نتنياهو الذي سيطر على الحكم في كيان العدو لنحو 12 سنة، تبيّن أن كلّ شعارات الأخير ولا سيّما في سياق المواجهة مع إيران لم تكن سوى كلام منثور لم يؤدِ عمليًا الى أية نتائج. هذا ما توصّل إليه معلّق الشؤون السياسية في موقع “والاه” باراك رابيد.

رابيد رأى أن “نتنياهو ومنذ أن عاد الى السلطة في العام 2009 وضع التهديد النووي الإيراني على رأس أولوياته”، وقال “أحيانا كان يبدو أن هذا هو الموضوع الذي من أجله هو بالسياسة وأحيانا كان يبدو أنه يستخدم هذا الموضوع من أجل السياسة”. وعندما سئل كيف يريد ان يذكره التاريخ أجاب “حارس أمن إسرائيل”، لكن بالأمس غادر نتنياهو مكتب رئيس الحكومة بعد أكثر من 12 عاما في المنصب وأبقى لخليفته نفتالي بينت واقعًا فيه إيران قريبة أكثر من أي وقت الى القنبلة الذرية.

وتابع “عندما عاد نتنياهو الى مكتب رئيس الحكومة قاد سوية مع وزير الأمن (الحرب) حينها إيهود باراك الاستعدادات لهجوم إسرائيلي على المنشآت النووية في إيران.. استثمر أكثر من عشرة مليارات شيكل في بناء القدرة العسكرية من أجل ذلك. جرت نقاشات متتالية. في السنوات بين 2010 – 2012 وقف نتنياهو مقابل اتخاذ قرار حاسم هل ينفذ الهجوم أم لا. في الحالات الثلاث تراجع في اللحظة الأخيرة. في المرة الأولى ادعى أن ذلك بسبب معارضة شديدة من إدارة باراك أوباما، المرة الثانية بسبب معارضة رؤساء الأجهزة الأمنية ومرة ثالثة الذريعة كانت معارضة الوزيرين يوفال شتاينتس وإيلي يشاي في الكابينت. لكن في الخلاصة على الرغم من تهديداته وخطاباته، نتنياهو لم يعطِ الأمر بالهجوم على إيران”.

وأردف “ادعى نتنياهو خلال السنوات أن تهديداته بمهاجمة إيران لم تكن فارغة.. هو يعتقد بأن حقيقة أن الولايات المتحدة، القوى العظمى في أوروبا، روسيا والصين اعتقدوا بأن تل أبيب قد تهاجم طهران، الأمر الذي ساعد في بلورة ائتلاف دولي واسع لفرض عقوبات على النظام الإيراني، العقوبات التي
أعادت في نهاية الأمر الإيرانيين الى طاولة المفاوضات. نتنياهو عارض مفاوضات الأمريكيين معهم، ورأى أنه كان على الولايات المتحدة زيادة الضغط أكثر وأكثر الى أن يخضع الإيرانيون ويتخلوا بالمطلق عن برنامجهم النووي. هذا كان تطلّعا غير واقعي”.

بحسب رابيد، منذ أن انتخب دونالد ترامب للرئاسة الأمريكية، رأى نتنياهو في ذلك فرصة للقضاء على الاتفاق النووي الذي يكرهه. وبعد الانسحاب من الاتفاق بدأت واشنطن بتشجيع من “إسرائيل” حملة ضغط قصوى على إيران، وأعادت كل العقوبات التي رفعت عن الإيرانيين وفرضت أيضًا حوالي 1500 عقوبة إضافية. لكن منذ انسحاب ترامب من الاتفاق النووي جمع الإيرانيون حوالي 3 أطنان من اليورانيوم المخصّب بمستوى منخفض وعشرة كيلوغرامات من اليورانيوم المخصّب لمستوى 20% وقيّدوا عمل المراقبين التابعين للأمم المتحدة في منشآتهم النووية. وفي فترة ولاية نتنياهو للسلطة، فقط قبل عدة أشهر، بدأ الإيرانيون بتخصيب اليورانيوم لمستوى 60% وإنتاج يورانيوم معدني.

رابيد أشار الى أنه وبعد ثلاث سنوات من انسحاب ترامب من الاتفاق، فإن الوقت اليوم لانطلاق الإيرانيين نحو القنبلة بحسب تقدير خبراء مختلفين بـ 3-4 أشهر فقط.

ووفق معلّق الشؤون السياسية في موقع “والاه”، عندما تولّى بايدن منصبه وأعرب عن نيّته العودة الى الاتفاق النووي كان يبدو أن نتنياهو ربما غيّر الاتجاه وانتقل من المواجهة العلنية وعاد للتهديد بعملية عسكرية إسرائيلية في إيران. هذه المواجهة العلنية وصلت لذروتها في خطابه بالأمس داخل جلسة الكنيست، قبل ساعة على انتقاله من كرسي رئاسة الحكومة الى كرسي رئيس المعارضة.

ولفت رابيد الى أن نتنياهو قدّم في خطابه بالأمس الولايات المتحدة كدولة معادية يجب مواجهتها وليس أكبر حليف لـ”إسرائيل”. ووصف الرئيس الأمريكي جو بايدن، الذي وقف قبل أسابيع قليلة إلى جانب “تل أبيب” أمام العالم بأسره وأمام حزبه بشأن الحرب في غزة ، بأنه النظير المعاصر للرئيس الأمريكي السابق فرانلكين روزفلت الذي رفض قصف خطوط السكك الحديدية إلى أوشفيتز (معسكرات الإبادة). كل ما كان ينقص هو أن يتهم نتنياهو الولايات المتحدة بالتعاون مع ألمانيا النازية.

وذكر رابيد أن دبلوماسيين صهاينة استمعوا الى خطاب نتنياهو لم يعرفوا أنفسهم من حجم الدهشة، وقالوا “يبدو انه في هجومه على الإدارة الأميركية قرر نتنياهو حرق النادي وبعده الطوفان. نتنياهو مستعد لتخريب علاقات “إسرائيل” – الولايات المتحدة لاحتياجاته الشخصية ويحاول إبقاء الأرض المحروقة للحكومة الجديدة مع إدارة بايدن”.

وخلص رابيد الى أن سياسة نتنياهو أدّت الى جعل إيران أقرب إلى حافة قنبلة نووية واتساع الفجوة بين “إسرائيل” والولايات المتحدة، معتبرًا أن تغيير الحكومة في “اسرائيل” يمثّل فرصة لإعادة التفكير في السياسة في الموضوع الايراني، وإذا استمرت الحكومة الجديدة في فعل الشيء نفسه فسيكون ذلك خطأ فادحًا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *