نبّهت الكاتبة سينتيا ميلر إدريس من أن المقاربة التي اعتمدتها الولايات المتحدة في محاربة الإرهاب والتطرف منذ وقوع هجمات 11 أيلول، والتي ركزت بشكل أساس على أجهزة إنفاذ القانون والاستخبارات، غير مناسبة في مواجهة التطرف اليميني “الحديث” الذي لم يعد محصوراً في الجماعات الهامشية.
وفي مقالة نشرت بمجلة “ذي أتلنتيك”، قالت الكاتبة إن التطرف الذي تشهده الولايات المتحدة اليوم هو ذو طابع “ما بعد التنظيمي”، الذي يتميز بالنشاط على الانترنت وتفتيت الجماعات المنظمة، وأن العنف يرتكبه بشكل أساس الأفراد المتأثرون بما ينشر على الانترنت، والذي لا علاقة له بمخططات قادة الجماعات”.
الكاتبة أشارت إلى أن الهجمات اليمينية الأخطر التي شهدتها الولايات المتحدة خلال الأعوام العشرين الماضية نفذها في الغالب أفراد ليسوا منتمين رسمياً لأي جماعة، وأن نسبة 14% فقط ممن اعتقلوا حتى الآن على خلفية اقتحام مبنى الكونغرس ينتمون إلى جماعات متطرفة.
وشددت الكاتبة على أن محاربة هكذا نوع من التطرف تتطلب من الحكومة الفدرالية الأميركية أن تنظر إلى الموضوع على أنه قضية سلامة عامة ترتبط بالمجتمع الأميركي بأكمله، موضحة أن على الحكومة الفدرالية أن تخصص الكثير من الجهد والموارد لمنع تبني الفكر المتطرف، وذلك تزامناً مع تكثيف الإجراءات الأمنية.
إدريس اعتبرت أن الحكومة الفدرالية لم تستطع حتى الآن تبني هكذا مقاربة، مضيفة أن ذلك يعود جزئياً إلى رفض الحزب الجمهوري اتخاذ أي خطوات تتعلق بالتطرف اليميني.
كما ذكرت عاملًا آخر يتمثل بتركيز الحكومة الفدرالية على الجانب الأمني دون أن تقوم بها يكفي على صعيد منع تبني الفكر المتطرف.
وشددت الكاتبة على أن الولايات المتحدة ستبقى تواجه المشاكل في محاربة هذا التطرف، بينما تستخدم أدوات مخصصة لأزمات الماضي، مؤكدة على ضرورة أن تدرك الحكومة الفدرالية أن التطرف اليميني اليوم يمثل قضية سلامة عامة تحتاج مقاربة شاملة.