في مقالة مشتركة نشرها موقع “آسيا تايمز”، قال الفيلسوف الأمريكي نعوم تشومسكي والمؤرخ الهندي فيجاي براشاد إن الاجتياح الأميركي لأفغانستان عام ٢٠٠١ كان عملًا إجراميًا، مشدّديْن على أن الدعم الأميركي للجماعات المتطرفة في أفغانستان ساهم بارتفاع وتيرة الحرب الاهلية في هذا البلد (قبل الاجتياح الأميركي).
وتطرق الكاتبان إلى الانسحاب الأميركي المعلن من أفغانستان حيث اعتبرا أن المسألة هذه ليست بذلك الوضوح كما قد تبدو، مذكريْن بأن الرئيس الأميركي جو بايدن أعلن أنه سيتم سحب القوات الأميركية من أفغانستان مع حلول تاريخ الحادي عشر من أيلول/سبتمبر القادم، وكذلك أعلن البنتاغون في اليوم نفسه أن 2500 جندي سيغادرون أفغانستان مع حلول التاريخ المذكور، فيما نشرت صحيفة “نيويورك تايمز” بتاريخ الرابع عشر من آذار/مارس الماضي عن ان هناك 3500 جندي أميركي في أفغانستان على الرغم من ان الرقم العلني هو 2500.
وبحسب الكاتبين، هذا التفاوت بالأرقام هو “غموض متعمد”، خاصة أن هناك تقريرًا صدر عن أحد أقسام البنتاغون يُفيد بأن لدى الولايات المتحدة حوالي 16000 مقاولاً على الأرض في أفغانستان، وهؤلاء يقدمون خدمات مختلفة تشمل على الأرجح الدعم العسكري.
عقب ذلك، نبه الكاتبان إلى انه لم يتخذ أي قرار بسحب المقاولين او القوات الأميركية الإضافية التي يبلغ عديدها 1000جندي (التفاوت بين 3500 و2500)، فالقصف الجوي الذي يشمل الضربات بواسطة الطائرات المسيرة لن يتوقف، وكذلك الامر بالنسبة لمهام القوات الخاصة.
وأضاف الكاتبان أن الولايات المتحدة على ما يبدو مستعدة للسماح بعودة حركة طالبان إلى الحكم بشرطيْن، الأول أن يستمر الوجود الأميركي في أفغانستان والثاني أن لا يكون لخصوم الولايات المتحدة مثل الصين وروسيا أي دور في هذا البلد.
وذكر الكاتبان بأن وزيرة الخارجية الأميركية الأسبق هيلاري كلنتون كانت قد اقترحت انشاء طريق حرير يربط بين آسيا الوسطى وأفغانستان والهند، وذلك خلال زيارة قامت بها إلى الهند عام ٢٠١١، والهدف من هذه المبادرة كان قطع الطريق على روسيا في منطقة آسيا الوسطى ومنع انشاء مشروع الصين “حزام واحد طريق واحد”.
واستبعد الكاتبان ان تشهد أفغانستان الاستقرار، مشيريْن إلى ما قاله وزير خارجية اوزباكستان السابق والأمين العام الحالي لمنظمة تعاون شنغهاي فلاديمير نوروف في شهر كانون الثاني/يناير الماضي، عن أن تنظيم داعش الإرهابي يقوم بنقل مقاتليه من سوريا إلى المناطق الشمالية لأفغانستان.
وفي الختام، تحدّث الكاتبان عن أن موضوع حقوق النساء في أفغانستان أصبح منسيًا، وأن الاعتبارات الجيوسياسية تحتل أولوية على أي مخاوف على الشعب الافغاني.
وخلصا الى أن الولايات المتحدة ستحافظ على وجودها في أفغانستان لمواجهة الصين وروسيا.