في أجواء يوم القدس العالمي وتحت عنوان بين بدر وحطين ستتحرر فلسطين، أقامت حركة التوحيد الإسلامي إفطارها السنوي الحاشد في خان حراج التاريخي في طرابلس بحضور عدد من العلماء وممثلين عن الجمعيات الأهلية والقوى الوطنية والاسلامية والفصائل الفلسطينية، والعشائر العربية، وعدد كبير من أنصار الحركة ومحبيها.
وقد ألقى باسم فصائل المقاومة الفلسطينية أمين سر الفصائل أبو عدنان عودة كلمة اعتبر فيها أننا نحيي اليوم ذكرى معركة بدر وذكرى معركة فلسطين، فلسطين والقدس التي قالت كلمتها في وجه الطغاة الذين يطبعون ويبيعون القضية للصهاينة بالمجان، في وقت يردّ الشعب الفلسطيني على كل هؤلاء بأن القدس والاقصى أرض فلسطينية وعاصمة الارض والسماء.
وأضاف عودة ” من طرابلس الشهداء التي ما انكفأت يوماً عن نصرة فلسطين، من طرابلس الشيخ سعيد شعبان طرابلس مدينة العلم والعلماء، نؤكد أننا مع اهلنا في لبنان وكل شعوبنا الحرة نقف وراء الشعب الفلسطيني في المواجهة المستمرة والهجمة الجديدة على فلسطين، لافتاً إلى أن المؤامرة المتمثلة بالحصار الاقتصادي الذي تقوده الإدارة الأميركية والدوائر العربية المختلفة لشعب لبنان ولشعب سوريا ستكسر، وخيار الأمة الأوحد لن يكون إلا المقاومة على طريق تحرير فلسطين كل فلسطين.
الأمين العام لحركة التوحيد الاسلامي فضيلة الشيخ بلال سعيد شعبان اعتبر في كلمته أننا نجتمع اليوم في شهر الصوم كما في كل عام لنجدد ولاءنا وعهدنا لله سبحانه وللقرآن، ومشروع القرآن الذي يؤكد على واحدة الكلمة والاعتصام والأخوة على الله، تلك الأخوة العابرة للدول وللاصطفافات والحدود السياسية المصطنعة
نلتقي معاً في طرابلس الشام على مختلف أطيافنا وألواننا ومذاهبنا كأمة واحدة، نصوم صياما واحدا ونلتقي لقاء واحدا، فربنا واحد ونبينا واحد، قرآننا واحد وعدونا واحد هو الكيان الصهيوني الغاصب، نلتقي لنؤكد أخوتنا مع القدس والأقصى وفلسطين، فنحن جسد واحد وأمة واحدة ننتظر اللحظة المناسبة من أجل أن تتعانق أرواحنا في سماء الأقصى وفي سماء القدس.
شعبان وجّه التحية لأبطال الأقصى المنتفضين في تلك الهبّة التي كسرت هيبة الكيان الصهيوني الغاشم، وفيما الشعب الفلسطيني يجرّد من كل شيء إلا من كرامته إلا من دينه إلا من إيمانه، وينقطع عنه كل دعم عربي فيقف وحيدا إلا من التأييد الرباني، ها هو يكسر هيبة العدو الصهيوني في قلب القدس لذلك فإن الرجولة والبطولة تستمدّ وتستقى من هذا الشعب العظيم.
وأضاف فضيلته “من لبنان ومن كل مكان نعلن تضامننا الكامل مع القدس والأقصى وفلسطين، مشدداً على عدم وجود شيء اسمه حياد مع القضية الفلسطينية ونعتبر الحياد حالة من حالات الخيانة والتولي يوم الزحف، لأن الشعب الفلسطيني صاحب حق ويدافع ويقاتل نيابة عنا وعن الأمة جمعاء فهل يجوز الحياد في معركة الحق ضد الباطل؟
وتابع فضيلته ” نقف وراء الشعب الفلسطيني مستعدين متحفزين للمشاركة في مشروع مواجهة وعد الآخرة القريب جداً إن شاء الله، بعد أن تهاوت كل أنظمة الذل العربي، وبعد أن انكشف المطبعون في فرز صنفنا أنفسنا خلاله مع قضايانا المركزية ومع القدس وفلسطين، لنودع كل أشكال التجزئة والتفرقة والاختلاف. فمن طرابلس الشام من مخيمات لبنان نقول لأهلنا المقدسيين، جميعاً كبارا وصغارا شيبا وشبانا، سننفدُ إليكم عبر الحدود لنكون من الفاتحين والمستشهدين، لنرفع راية لا اله الا الله محمد رسول الله، لا لنرفع رايات التفرقة والشرذمة.
على الصعيد المحلي أكد فضيلته أننا في طربلس وفي ظل الخزي والعار الذي تمثله الطبقة السياسية الفاسدة في لبنان وفي ظل حصار لبنان وسوريا وفلسطين وتركيا وإيران، نسجل في رمضان أعظم ملحمة تلاق، هذا على الرغم من انكفاء كل المنظمات الدولية التي شاركت بالحصار من خلال إيقاف دعمها، فشنَّت علينا حرب الدولار حرب ضرب العملات، فكان الرّد في التضامن الداخلي بين المستضعفين لصناعة أروع ملحمة للأخوة، ملحمة تشبه ملحمة المؤاخاة الكبرى بين المهاجرين والانصار التي صنعها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ملحمة وقف فيها المغتربون من كل القارات إلى جانب اخوانهم المقيمين، ليقولوا لأمريكا لست قدراً لتحدّدي مصائر الشعوب، داعياً إلى تشكيل لجان شعبية في كل بلادنا، فنبحث عن الفقراء عن الأيتام والمحتاجين لتلبية حاجاتهم، لسنا بحاجة للـ usaid ، لسنا بحاجة إلى المنظمات الدولية كمنظمة الأغذية العالمية أو صندوق النقد غيره من المنظمات التي تدفع بشروط استعبادية، وهمّهما الوحيد دعم الكيان الصهيوني الغاصب ، لذلك سنصنع تضامننا في ما بيننا مليار و800 مليون مسلم بل خمسة مليارات مستضعف من كل الأطياف الانسانية ، سنصنع أُمَمَنا المتحدة وبنكنا الدولي ومؤسساتنا الدولية والمالية والزراعية، نتضامن في ما بيننا تضامناً فعلياً حقيقياً نقدم من خلاله كل الدعم للأقصى ولكل مشاريع الجهاد بعيداً عن كل الخلافات للانطلاق في معركة التحرير الكبرى.