يُراجع جيش الاحتلال أساليبه ونظرياته المتبعة في التعامل مع “أعدائه”، إذ تشكك المؤسسة الأمنية الاسرائيلية في نجاعة جزء من نشاطاتها ضد إيران في سياق ما يُسمى بـ”المعركة بين الحروب”، وذلك لجهة الأضرار التي تسببها هذه النشاطات قياسا بـ”الانجازات” أو النتائج.
وفي هذا السياق، ذكر الكاتب الصهيوني ينيف كوفوفيتش في مقالة نشرتها صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية أن “سلسلة تقارير صدرت في السنوات الأخيرة أفادت أن “إسرائيل” هاجمت من جملة الأمور، عشرات الحاويات التي تهرِّب النفط من إيران إلى سوريا”، مشيرا إلى أن “الإنجازات التي أنتجتها نشاطات محددة من “المعركة بين الحروب” لا تبرر وجودها، في ظل الضرر الذي قد تسببها، ما يستدعي إعادة دراسة طرق أخرى لكبح النفوذ الإيراني”.
وأوضح الكاتب أن “”المعركة بين الحروب” هو اسم يشمل نظرية عمل الجيش، وتهدف إلى العمل على سلب قدرات التأثير من دول ومنظمات معادية دون الانجرار للحرب”، لافتا إلى أنه “خلال السنوات الأخيرة يعمل الجيش وفق هذه النظرية في عدة ساحات، لكنه يخصص أساس مساعيه لمنع تمركز إيران في المنطقة وتسليح المنظمات المتحالفة معها ومن بينها حزب الله”، وأضاف أنه “من بين الأهداف التي وُضعت في “المعركة بين الحروب”، تقليص تهديدات قائمة ومتشكلة، إبعاد الحرب وخلق ظروف أفضل للانتصار بها، تعزيز الردع والحفاظ على حرية العمل العسكرية الإسرائيلية”.
الكاتب أشار إلى أن “المؤسسة الأمنية في الآونة الأخيرة باتت تجد أن التطورات في المنطقة تغيّر الوضع، إذ إن استقرار نظام الأسد (الدولة السورية) والتدخل الروسي في سوريا لا يسمحان لـ”إسرائيل” بالعمل في الدولة كما كانت تريد”، وقال إن “إدارة جو بايدن (الرئيس الأميركي) ترغب في سحب القوات الأميركية من الشرق الأوسط والحفاظ على الاستقرار في العراق”، واعتبر أن “تبديل الإدارة الأميركية كشف التدخلات الروسية وعمق تأثيرها في المنطقة كلها”.
ورأى كوفوفيتش أن “الانعكاسات واضحة حتى الآن: التقارير الصادرة بعد الانفجار الذي حدث في مفاعل “نطنز” نُشرت قبل ساعات من قدوم وزير الدفاع (الحرب) الأميركي لويد أوستين إلى “إسرائيل”، الذي لم يكن على علم بالعملية، وهذا ما عمّق التوتر بين واشنطن وتل أبيب”، مضيفا أنه “بالمقابل، زعزع التقرير الوارد في “وول ستريت جورنال” المتعلق بالهجمات الإسرائيلية ضد السفن الإيرانية واغتيال مسؤولين إيرانيين، سياسات الغموض حول هذه النشاطات”.
ونقل الكاتب عن مسؤولين صهاينة كبار في المؤسسة الأمنية أن نظرية “المعركة بين الحروب” أثبتت نجاحها في ساحات أخرى، وذلك بسبب الحرص على إدارة مسؤولة للمعركة”، مضيفا أن جيش العدو وصل إلى استنتاج هام، أن النظرية لم تعد ذات صلة في عدد من الساحات، ويجب العمل كجزء مما يُعرف بأنه أمن جارٍ”.