نظّمت جبهة العمل الإسلامي في لبنان والمستشارية الثقافية الإيرانية حفلاً تأبينياً لإحياء ذكرى مرور عام على رحيل الدبلوماسي الثوري الإيراني حسين شيخ الإسلام بعنوان “عام على الرحيل.. شيخ الإسلام مآذن الأقصى تفتقدك”، بمشاركة عدد من العلماء والشخصيات والإعلاميين.
الساعي لتوحيد الشعوب المسلمة
بَداية مع كلمة وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف الذي أشار إلى أنّ شيخ الإسلام حمل بفكره فلسطين ولبنان وسوريا، وطالما سعى من أجل ارتقاء المسلمين وتحرير القدس الشريف من نير الصهاينة،
وأضاف ظريف أنّ “شيخ الإسلام كان دائماً ينظر إلى الثورة الإسلامية بصفتها ظاهرةً عالمية وبصفتها نهضةً في كلّ العالم الإسلامي. وكان يسعى دائماً من أجل توحيد الشعوب المسلمة، لافتاً إلى أنّ آخر مسؤوليات شيخ الإسلام كانت مدير عام مؤتمر الدفاع عن مقاومة الشعب الفلسطيني”.
لا يُصالح ولا يُهادن
بدوره، تحدّث المستشار الثقافي الإيراني في لبنان عباس خامه يار عن مزايا الراحل الأخلاقية وطبيعته الإيمانية، مؤكداً انشغال شيخ الإسلام بقضية القدس وفلسطين والمقاومة التي أخذت كل مساحة عقله وجغرافيا فكره وشعوره.
واعتبر خامه يار في هذا المسار أنّ شيخ الإسلام كان لا يُصالح ولا يُهادن مع أيّ أحد ولا يخاف من أيّ سلطة.
موقف إيران: “الحق ضدّ الباطل”
بعدها كانت كلمة رئيس الإتحاد العالمي لعلماء المقاومة العلامة الشيخ ماهر حمود فقال: “لقد عايشت وعاشرت هذا الراحل الكبير في مرحلتين، المرحلة الأولى وهي الأهم كثيراً، للبحث عن مخرج من الفتنة التي عصفت في لبنان في أواخر الثمانينات وما سمّي بوقتها حرب المخيمات، وفي الحقيقة في تلك المرحلة لمست من المرحوم الكبير التواضع أولاً وهي أهم صفة في الحقيقة دون أي مبالغة كأني أرى المسؤولين الايرانيين بشكلٍ عام وخاصة الذين هم في السلك الدبلوماسي وأيضا الذين هم في السلك العسكري والأخوة في الحرس الثوري”.
وأضاف حمود “إنّ إيران أثبتت مرة أُخرى أنّ موقفها يعتمد على الحق ضدّ الباطل وليس على الإنتماء المذهبي”.
محطاتُ حياة شيخ الإسلام
بعدها كانت كلمة رئيس الهيئة الإدارية في تجمع العلماء المسلمين في لبنان الشيخ حسان عبد الله. فذكر بعضاً من محطات حياة حسين شيخ الإسلام، قائلاً “بداية كان في الأداء العملي في الولايات المتحدة الأمريكية فكان قائداً لإحتلال وكر الجاسوسية، ثمّ واكبها بمواكبة إعداد وتأسيس المقاومة الإسلامية في لبنان”.
فلسطين ستعود إلى أهلها
وأللضاف أنّ “المحطة الثالثة أنّه ختم حياته بالوحدة الإسلامية كسبيل وحيد لترسيخ الأمر الأوّل وتكريس المبدأ الأساسي الذي بُنيت عليه الثورة الإسلامية في إيران وهو: يجب أن تزول إسرائيل من الوجود”.
ختم اللقاء التأبيني التكريمي بكلمة فلسطين ألقاها عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي الشيخ نافذ عزام، حيث شهد “أنّ حسين شيخ الإسلام حرص دائماً على تقديم كلّ أشكال الدّعم للقضية الفلسطينية في كافّة المواقع التي عمل فيها”.
وأشار عزام إلى “أنّ هناك صعوبات كبيرة تواجه القضية الفلسطينية اليوم في ظلّ الموقف المتلبد للغرب وأمريكا تحديداً، وفي ظلّ هرولة بعض العرب للتطبيع مع إسرائيل”.
وتابع “هذا لا يمكن على الإطلاق أن يفت في عضدنا وسنكون دائماً عند حسن ظنّ إخواننا وأهلنا وأصدقائنا وحلفائنا، وسنحقق ما كان يصبو إليه شيخ الإسلام، ستعود فلسطين إلى أهلها”.