أكد وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف أن “بعض الدول الخليجية دائماً ما تحاول “شراء الأمن” عبر الوكلاء””، موضحا أنه “كما جرى الاعتماد على صدام حسين كوكيل، قبل أن يتولى هذا الدور الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، فإن بعض الدول الخليجية تريد من رئيس حكومة العدو الصهيوني بنيامين نتنياهو أن يكون وكيلاً لهم”.
وفي مقابلة مع مجلة “بوليتيكو” الأميركية، حذر ظريف من أن “هذا الأسلوب لن ينجح وأن نتنياهو سيجلب الحرب إلى أراضي هذه الدول الخليجية”.
وأعرب ظريف عن “استعداد إيران لإجراء حوار مع الدول المجاورة”، مؤكدًا أن “طهران كانت قد تقدمت باقتراح قبل أعوام بالتوصل إلى اتفاق أمني إقليمي، وهذه المبادرات لا تزال قائمة، ونرى أن وجود القوات الأجنبية في الخليج هو سبب التوتر في هذه المنطقة”.
وأضاف ظريف أن “نتنياهو بالكاد يستطيع البقاء خارج السجن، ناهيك عن توفير الأمن لبعض الدول الخليجية”.
وحول الملف النووي، قال ظريف إن “على الولايات المتحدة أن تعود إلى التزاماتها ونحن من جهتنا سنلتزم بالاتفاق في حال حصل ذلك”، معتبرًا أن “سبب عدم إجراء المحادثات مع الولايات المتحدة في الوقت الراهن هو أنه ليس هناك من شيء لإجراء الحوار حوله”، وأضاف أن “الأميركيين يريدون استخراج المزيد من التنازلات من إيران عبر الضغوط”.
ورأى أن “الأميركيين يريدون التوصل إلى اتفاق جديد أشمل وإجراء المحادثات حول ملفات مثل الصواريخ”، مشددًا على أن “هذه المقاربة لن تحقق شيئا، إذ إنه جرى التعامل مع هذه الملفات خلال المفاوضات التي جرت بين عامي 2003 و2015”.
وفيما يتعلق بالعقوبات المفروضة على إيران، قال وزير الخارجية الإيراني إن “العقوبات التي يجب رفعها هي معروفة، وإيران ستتخذ “خطوات جديدة” في حال استمرت الولايات المتحدة بعدم الالتزام بالاتفاق النووي”.
وأضاف ظريف أنه “لا يمكن النظر في ملفات مثل الصواريخ البالستية والقضايا الإقليمية إذا ما “نجحت الولايات المتحدة” في اختبار الاتفاق النووي”، لكنه استبعد في الوقت نفسه حصول ذلك، ورأى أن “واشنطن فشلت فشلاً ذريعًا في هذا الاختبار ليس فقط خلال حقبة ترامب وإنما أيضًا خلال الشهرين الأولين من حقبة بايدن”.
وأشار إلى أن “إنفاق السعودية على السلاح يساوي إنفاق إيران في هذا المجال قرابة سبعة أضعاف”، وسأل عما إذا كانت الرياض مستعدة لخفض هذا الإنفاق، إذ ان المسألة لا تتعلق فقط “بنزع سلاح إيران”. كما سأل عما إذا كانت السعودية مستعدة “لوقف دعم الإرهابيين في العراق وسوريا وأفغانستان”.
ولفت ظريف إلى أنه “لم يكن يتوقع من بايدن أن يتبنى نهجا مختلفًا، إذ إن السياسة الأميركية المتبعة حاليا لم تتغير عن سياسة إدارة ترامب”، مضيفا أن “وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكين تباهى بأنه منع كوريا الجنوبية من إعادة بعض الأموال الإيرانية عبر إحدى القنوات السويسرية، ما يعني أنه منع إيران من الاستفادة من أموالها لشراء الطعام والأدوية، ما يشكل جريمة حرب دولية”.
وفي ملف السجناء، نفى ظريف أن “تكون طهران قد تلقت أي اقتراحات حول صفقات تبادل”، مضيفا أن “إيران سبق أن أعلنت عن استعدادها لإجراء صفقة تبادل تشمل جميع الإيرانيين المحتجزين في أوروبا وإفريقيا وأماكن أخرى بناء على طلب الولايات المتحدة، مقابل الإفراج عن الأجانب الذين تحتجزهم ايران المتهمين بارتكاب الجرائم”.