أكدت وزارة الخارجية الفلسطينية أن القدس المحتلة تتعرض لحرب شاملة ومفتوحة بهدف استكمال تهويدها بالكامل وتغيير معالمها وواقعها وهويتها الحضارية والتاريخية، عبر استهداف يومي ومتواصل لكل ما هو عربي فلسطيني فيها، يشمل جميع مناحي الحياة الفلسطينية فيها أيضًا.
واعتبرت الوزارة في بيان لها أن “الاحتلال يعمل على طرد وتهجير المواطنين لتفريغ القدس من سكانها الأصليين، وهدم المنازل والمنشآت بالجملة تحت حجج وذرائع واهية، وقضم تدريجي للأرض الفلسطينية في المدينة المقدسة وبلداتها وأحيائها، وتغيير معالم باطن الأرض وسمائها عبر مشاريع استيطانية تقوم على الحفريات التهويدية من جهة ومشاريع استيطانية تهويدية في أجوائها، واستهداف يومي للمقدسات ودور العبادة المسيحية والإسلامية، وعزل القدس تمامًا عن محيطها الفلسطيني وربطها بالعمق الإسرائيلي، بالإضافة الى اغراق القدس بمدن استيطانية ضخمة تحيط بها من الجهات الأربع وبناء جيوب استيطانية قابلة للتمدد والانتشار كسرطان في الأحياء العربية، وغيرها من أشكال وأساليب التهويد القديمة الجديدة”.
ولفتت إلى “ما يجري من استهداف إسرائيلي إحلالي لحي البستان في بلدة سلوان بغرض ارتكاب مجزرة هدم جماعي لما يزيد عن ١٠٠ مبنى وتهجير أكثر من ١٥٥٠ مواطنًا، وما يتعرض له حي الشيخ جراح من هدم بالجملة ومصادرات للمنازل لأغراض استيطانية توراتية”.
وقالت الوزارة: “ليس هذا فحسب، بل أعلنت بلدية الاحتلال في القدس أمس عن مشروع استعماري تهويدي يهدف إلى إقامة حديقة توراتية للمستوطنين على أسطح الأسواق التاريخية في القدس، بما في ذلك زراعة أشجار ووضع ألعاب ترفيهية للمستوطنين لتغيير إطلالة أسطح تلك الأسواق، ضمن سياسة تهدف إلى تزوير معالم قلب القدس وبلدتها القديمة ومحاصرة الأقصى، في تجاهل واضح لدائرة الأوقاف الإسلامية ومصادرة مكشوفة لدورها وصلاحياتها”.
وأدانت الوزارة بأشد العبارات حرب الاحتلال التهويدية بكافة أشكالها ضد القدس ومواطنيها ومقدساتها، معتبرة أن تغيير معالم أسطح الأسواق التاريخية القديمة في القدس ليس فقط جريمة يحاسب عليها القانون الدولي، واستخفافًا بقرارات الأمم المتحدة ومنظماتها المختصة ذات الصلة، وإنما أيضا سخرية إسرائيلية مقصودة من المجتمع الدولي وشرعياته وقراراتها الخاصة بالحالة في فلسطين.
واستغربت “صمت المجتمع الدولي على جرائم الاحتلال المركبة في القدس وتجاهله ولا مبالاته تجاه ما تتعرض له من إبادة لكل ما هو فلسطيني، وهو الصمت الذي لم يعد يعتبر تواطؤًا ومشاركة في الجريمة فقط، بل فقدان المجتمع الدولي لما تبقى من مصداقية له في تعامله مع الاحتلال الإسرائيلي لأرض دولة فلسطين، الأمر الذي يؤدي إلى انتشار أوسع لحالة اليأس والإحباط السائدة في المنطقة، ويفتح الأبواب أمام الفوضى وعدم الاستقرار”.