بعثَ الرّئيس الإيراني حسن روحاني رسالة إلى الجمعيّة العامّة لمنظّمة الأمم المتّحدة لمُناسبة اليوم العالمي للتّضامن مع الشّعب الفلسطيني، دعا فيها المُجتمع الدّولي لمُواجهة مُمارسات الكَيان الصهيوني القَاتل للأطفال والمُنتهك لحقوق الإنسان وقرارات المنظّمة الدّولية.
وفي مستهلّ الرّسالة التي بعثَها بالنّيابة عن الحكومة والشّعب الإيراني أعلن الرّئيس روحاني دعم إيران الحازم للشّعب الفِلسطيني من أجل نَيل حقوقه المَشروعة، وقال: أنّ يوم 29 تشرين ثاني/نوفمبر يذكّر بأكثر من 7 عقود من احتلال أرض فلسطين من قِبَل الكيان الصهيوني الغاصب وآلام ومعاناة الشّعب الفِلسطيني واستمرار الظّلم والجَور بحقّ هذا الشّعب المظلوم.
وأضاف أنّ “هذا الأمر يأتي في الوقت الذي نشهد يوميًا المَزيد من السّياسات العُدوانيّة والعنصريّة والجرائم المنظّمة من قبل هذا الكيان، ومنها مُتابعة مشروع الضّم وقتل الشّعب الفلسطيني المظلوم ومواصلة إجراءات الحَظر المُناقضة لحقوق الإنسان ضدّ سكّان غزّة في ظروف تفشّي فيروس كورونا، وفَرض القيود عليهم وحِرمانهم من الحصول على الحدّ الأدنى من الإحتياجات الطبيّة والمُساعدات الصحيّة”.
ورأى روحاني أنّ “استمرار تشريد نحو 5 ملايين فلسطيني، واتّساع نِطاق الإحتلال عن طريق بِناء المُستوطنات في الضّفة الغربيّة والقُدس الشرقيّة، والتّطهير العرقي للفلسطينيين، وفرض الحصار الظّالم على قطاع غزّة؛ تعدّ ضمنَ التّداعيّات المُحزنة لاحتلال فلسطين. وفي هذا الصّدد فإنّ تشديد إجراءات الكَيان الصهيوني في تهويد القُدس وتغيير نسيجها السّكاني والجغرافي وكذلك دعم القوّات الصهيونيّة للمتطرّفين الصّهاينة في التّعرض لحقوق الفلسطينيين، تحصل في الوقت الذي أخذت فيه أوضاع هذه المنطقة أبعادًا خطيرة جدًا بسبب البناء الواسع للمستوطنات والترحيل القسري للسّكان غير اليهود”.
ولفت إلى أنّ نهج الكيان الصهيوني هذا يهدف في الواقع إلى تهويد وتخريب المظاهر التاريخية والإسلامية للقدس والسّيطرة على كامل الأراضي الفلسطينيّة ومنع حقّ العودة للفلسطينيين، وتكشف مرّة أخرى عن النّوايا العُنصرية لهذا الكيان في احتلال المزيد من أراضي الفلسطينيين وعدم الإكتراث بحقوقهم المشروعة، معتبرًا أنّ إيران ترى بأنّ هذه الإجراءات لا تؤدي فقط إلى تصعيد الأوضاع المتَدهورة في الأراضي المحتلّة بل ستكون لها أيضًا تداعيّات أمنية إقليمية ودولية واسعة.
وختم الرّئيس روحاني قائلاً: إنّ جميع إجراءات الكيان الصهيوني هذه تحصل للأسف في الوقت الذي لم يتّخذ المجتمع الدّولي أي خطوة مؤثّرة لأنّهاء هذه التراجيديا وضمان الحقوق المهدورة للشّعب الفلسطيني الأعزل”، مضيفًا أنّ “هذا الكيان وبسبب الدّعم الذي يتلقّاه من بعض الدّول الأعضاء دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي يوسّع يوميًا نطاق إجراءاته اللاإنسانيّة ضدّ الفلسطينيين. كذلك فإنّ هذا الكيان باتخاذه إجراءات وسياسات عدوانيّة في منطقة الشّرق الأوسط خاصّة العدوان على سوريا ولبنان وبرنامجه السّري لإنتاج أسلحة الدّمار الشّامل قد عرّض السّلام والإستقرار في المنطقة كلّها للخَطر”.