في وقت تشن السعودية فيه عدوانا وحشيا وترفع حصارا يخنق الشعب اليمني ويمنع وصول المساعدات الإنسانية عنه، يتفاقم الوضع الصحي والغذائي في البلاد بعد 5 سنوات حرب اغرقت اليمنيين في مستنقع الأوبئة والمجاعة.
وفي هذا السياق، حذرت الأمم المتحدة من أن “أكثر من 16 ألف يمني يواجهون بالفعل ظروفًا شبيهة بالمجاعة، وأن العدد قد يتضاعف 3 مرات إلى 47 ألفا بين كانون الثاني/يناير وحزيران/يونيو من العام المقبل”.
وأوضح المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة ستيفان دوجاريك أمس الخميس في مؤتمر صحفي أن “الأرقام الجديدة تكشف عن مستويات قياسية من انعدام الأمن الغذائي الحاد في اليمن، وأن الوقت ينفد لتجنب المجاعة في البلاد”.
وأضاف أنه وفقا لمعلومات “منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة” (FAO) و”برنامج الأغذية العالمي” (WEP) و”منظمة الأمم المتحدة للطفولة” (UNICEF)، فإن معاناة تجمعات سكانية من ظروف شبيهة بالمجاعة، أو المرحلة الخامسة من انعدام الأمن الغذائي قد عادت بالفعل إلى اليمن لأول مرة منذ عامين.
بدوره، قال المدير العام لبرنامج الأغذية العالمي ديفيد بيزلي إن “الأرقام المقلقة يجب أن تكون بمثابة نداء استيقاظ للعالم”، مضيفا أن “اليمن على شفير المجاعة، وعلينا ألا ندير ظهورنا لملايين العائلات التي هي بأمس الحاجة”.
3 محافظات مهددة بخطر الموت جوعًا
وأفادت بيانات الأمم المتحدة أن قرابة 10 آلاف يمني في محافظة الجوف (شمال صنعاء) يعيشون ظروفا شبيهة بالمجاعة، ومن المرتقب أن يبلغ عدد الذين يعانون من ظروف قريبة من المجاعة في محافظة عمران (القريبة من صنعاء) نحو 12 ألفا، فضلاً عن 15 ألفا و500 شخص في محافظة حجة (شمال صنعاء) بنهاية النصف الأول من العام المقبل.
وأضاف برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة في بيان له أمس أن عدد الذين يعانون من سوء التغذية في اليمن سيزيد من 3.6 ملايين إلى 5 ملايين في النصف الأول من العام 2021.
من جهته، حذر المجلس النرويجي للاجئين في اليمن من أن 13.5 مليون يمني يواجهون خطر المجاعة، وأن الآلاف يعيشون فعلاً ظروف المجاعة حاليًا في اليمن.
وتوقع المجلس أن تتضاعف هذه الأرقام في الأشهر القليلة المقبلة، وقال إن 5 سنوات من العدوان “حولت الغذاء إلى سلاح يُستخدم ضد الشعب اليمني على شكل حصار اقتصادي، وقيود على الواردات، وهجمات قاسية على المزارع والصيادين”.
وأوضح المجلس أنه “بسبب انخفاض التمويل خفض مساعداته الغذائية بمقدار النصف”، وأشار إلى أنه ما زال هناك وقت لتغيير هذا المسار، ومنع حدوث مجاعة تاريخية أخرى”.