رأى محلّل الشوون العربية في صحيفة “معاريف” آفي يسسخروف أن حزب الله نجح في تشكيل معادلة ردع حقيقية أمام جيش الاحتلال مع تصريحات (الأمين العام لحزب الله السيد حسن) نصر الله بأنّ أيّ استهداف لعناصره، حتى على الأرض السورية سيؤدي إلى استهداف جنود إسرائيليين.
وقال يسسخروف إن “قبول “إسرائيل” بدفع الثمن هذا أدّى إلى تكبيل أيدي الجيش مرات عدة في نشاط ضد عمليات تهريب الوسائل القتالية وعتاد لصواريخ دقيقة من سوريا إلى لبنان”، حسب تعبيره.
وبحسب المحلّل الصهيوني، النموذج الذي يبرز هنا هو إطلاق النار التحذيري الذي نُفّذ قبل نصف سنة تقريبا باتجاه آلية كانت تقل مقاتلين من حزب الله بالقرب من المعبر الحدودي مع سوريا في جديدة يابوس. في الفيديو الذي نُشر حينها على الإنترنت لوحظ أن الطائرة التي عملت ضد أولئك العناصر أطلقت النار بالقرب من الآلية من أجل تحذيرهم، وفقط بعد أن خرجوا منها وفرّوا نُفّذ هجوم حقيقي، انتهى بتفجير السيارة. ربما بقيت التكنولوجيا بحوزتهم. المعنى هو أنّ الجيش الإسرائيلي يفضّل العمل بقفازات جراحية أمام “عدوّ” رفع منذ وقت القفازات.
وأضاف يسسخروف “بالإضافة إلى ذلك، يبدو أيضًا أن النشاط الكثيف للجيش الإسرائيلي، الذي استمرّ سنوات على مدار الساعة، لمنع انزلاق تكنولوجيا دقيقة من إيران وسوريا إلى حزب الله في لبنان، لم ينجح، وهذه التكنولوجيا أصبحت بأيدي التنظيم اللبناني.. عمليًا، كلّ تصعيد كهذا سيضع “إسرائيل” أمام عدوّ أخطر بأضعاف ممّا شهدناه في 2006. في الواقع الاستخبارات الإسرائيلية والجيش تحسنوا منذ ذلك الحين، لكن يمكن أن نفهم أن حجم الضرر في الجبهة الداخلية سيكون أضعاف ما شهدناه قبل 14 سنة.
وتابع المحلّل الصهيوني “في الوقت الحالي بدا أنّ متخذي القرارات في الحكومة الاسرائيلية ومقربين من نتنياهو، الذين سارعوا لشجب رئيس الأركان السابق موشيه يعلون حيال تصريحاته أن صواريخ حزب الله ستصدأ (عشية انسحاب الجيش الإسرائيلي من جنوب لبنان 2000)، تبنوا حاليا هذه المقولة كإستراتيجية: كلنا نصلّي بأن تؤدي الأمطار الأخيرة إلى صدأ الصواريخ والقذائف الصاروخية لحزب الله، وإلّا الله يستر!”.
هذا وأشار المحلّل الصهيوني الى أن “الشعور العام هو أنّ العملية الإسرائيلية الواسعة التي تهدف لإبعاد إيران عن الحدود، أبعد من تحقيق هدفها، فما يحصل هو العكس الإيرانيون وحزب الله يقتربون منها أكثر وأكثر ويحاولون بناء جبهة إضافية إلى جانب الجبهة اللبنانية”.