قلق الصهاينة من تصاعد العمل المقاوم في فلسطين المحتلة، وتحديداً في الضفة الغربية التي يعتبرونها منطقة آمنة لهم دفع قيادة جيش العدو إلى رفع درجة الاستنفار في شهر تشرين الثاني/ نوفمبر خشية تصاعد العمل المقاوم والذي من المتوقع أن ينتهي فيه ما وصفوه بهدوء هذا العام.
المقال التالي يلخص أسباب القلق ودوافع الاستنفار:
“صحيفة يديعوت أحرونوت” – يوسي يهوشوع
العملية التي أُحبطت بالأمس في منطقة نابلس من قبل قوة تابعة للواء غولاني كانت نوعًا من مواجهة من مسافة قريبة وكان يمكن أن تنتهي بطريقة أخرى. بلال عدنان 28 عامًا، ضابط في جهاز الأمن الفلسطيني، اندفع مع سيارته إلى الحاجز، فتح النافذة وأطلق من مسدسه خمس طلقات. المقاتلون، الذين وصلوا إلى المنطقة أول من أمس فقط، تصرفوا بطريقة عملانية جيدة وأطلق أحدهم النار على المخرب وقتله.
بالنسبة الى الجيش الإسرائيلي، النتيجة جيدة وتشير إلى تحسّن في الأداء العملاني للمقاتلين الموجودين في منطقة فرقة الضفة الغربية. في السنوات الأخيرة حصلت عدة مواجهات مع “مخرّبين” (فدائيين) في منطقة رام الله وكذلك في (مستوطنة) أريئيل، حيث تبيّن خلالها أن القوات لم تتصرف كما هو مطلوب ولم تنهِ المواجهة كما هو متوقع منها.
قائد الفرقة، العميد ينيف ألئلوف، الذي تسلّم مهامه قبل حوالي سنة، قرّر أخذ الموضوع على أنه مشروع شخصي هدفه إعداد القوات للمواجهة مع “مخرّبين” من مسافة قريبة، وتحسين القدرة العملانية.
المواقع جرى تحصينها وتمّ تعزيزها بنشاطات هندسية، الحراسات في الحواجز قُلّصت للحفاظ على اليقظة، وكلّ القوات خضعت لإعداد مسبق يشمل تدريبا واسعا في حرب الاشتباك وإطلاق النار من مسافة قريبة، في مرحلة مسبقة.
إضافة لذلك، مقاتلون في الخدمة الدائمة من وحدة دوفدوفان جرى إخراجهم من وحدتهم، تنقلوا بين كل السرايا في الضفة الغربية ودرّبوا على كيفية التعامل بشكل أفضل في المواجهات وفي المعارك الجسدية، مثل عمليات طعن.
العميد ألئلوف يرغب أن تنتهي المواجهات من دون إصابات في صفوف قواته. هذا طموح مبالغٌ فيه. العمليات في الضفة الغربية منهكة وتشكل صعوبة في الحفاظ على اليقظة، ومن المتوقع أن توقع إصابات في صفوف الجيش، لكن يوجد هنا “روح” جديدة في معالجة التهديدات.
الهدوء النسبي يجب أن يُنسب قبل كل شيء إلى وباء “كورونا”، الذي أدى إلى انخفاض دراماتيكي بحجم “الإرهاب”(العمليات الفدائية)، وبعد ذلك إلى النشاطات التكتيكية للقوات.
بخصوص “كورونا”، هناك ارتفاع مقلق في تفشي الوباء في مناطق السلطة الفلسطينية، ومنسّق موضوع “كورونا” البروفيسور روني غمزو اقترح بالأمس منع دخول فلسطينيين إلى “إسرائيل” أو إجراء الفحوصات لهم. المشكلة هي أنه يدور الحديث عن 200 ألف من هؤلاء، أكثر من نصفهم تقريبًا يعملون بتصاريح عمل.
حوالي 50 ألف عامل في المستوطنات يدخلون عبر فتحات في السياج عبر غضّ طرف إسرائيلي.
لا يوجد في الحقيقة طريقة لمنع وصولهم، خاصة على خلفية الأزمة الاإقتصادية، منذ الإعلان عن الضمّ في شهر أيار/مايو ليس هناك تنسيق أمني بين الجيش الإسرائيلي وأجهزة الأمن الفلسطينية، والنشاطات العسكرية تجري بدون تعاون.
إضافة لذلك، يواصل أبو مازن رفضه أخذ أموال الضرائب التي تصل إليه من “إسرائيل”، مبلغ يقدر بعدة مليارات من الشواكل، وهذا لأنه يرى أن فكرة الضمّ لم تنزل عن جدول الأعمال حتى الآن.
أبو مازن ينتظر نتائج الانتخابات في الولايات المتحدة، وهو يتمنى فوز بايدن وحينها فقط ربما سيوافق على النزول عن الشجرة.
الاحتمال الثاني، فوز ترامب إلى جانب الذكرى السنوية لوفاة ياسر عرفات واغتيال أبو العطا في غزة، تجعل شهر تشرين الثاني أكثر تفجرًا، الشهر الذي من المتوقع أن ينتهي فيه الهدوء الذي استمر هذا العام.