أكّد رئيس المكتب السياسي في حركة “حماس” اسماعيل هنيَّة أن التاريخ لن يرحم الدول العربية التي تعترف بـ”إسرائيل” وتطبع العلاقات معها، كما أن الشعوب لا تنسى.
وفي مقابلة مع موقع “ميدل إيست آي” البريطاني، قال هنية إن “أي صفقة يبرمها بلد عربي مع “إسرائيل” سيُعرض ذلك البلد للخطر في آخر المطاف”.
وأضاف في سياق الحديث عن اتفاقات التطبيع الأخيرة، إن الإمارات ستخسر نتيجةً لتلك الاتفاقيات مع الاحتلال، لأن هدف “إسرائيل” هو الحصول على موطئ قدم عسكري واقتصادي في المناطق القريبة من إيران”، محذرًا: “سوف يستخدمون بلدكم عتبة، ولا نرغب في أن نرى الإمارات العربية المتحدة تستخدم من قبل الإسرائيليين كمنصة انطلاق”.
وأشار هنية إلى أن “المشروع الصهيوني مشروع توسعي، وهدفه خلق إسرائيل العظمى. ونحن لا نرغب في رؤية الإماراتيين أو البحرينيين أو السودانيين يُستخدمون وسائل عبور لهذا المشروع، وإن التاريخ لا يرحم، وإن الشعوب لا تنسى، وإن القانون الإنساني لا يغفر.”
وأعرب عن تطلُّع “حماس” إلى اليوم الذي ترى فيه الإماراتيين الذين باعتباره طالما دعموا القضية الفلسطينية تاريخيا، ينأون بأنفسهم عن هذه الاتفاقيات.
المصالحة الداخلية
هنية قال إن حماس استشعرت حدوث “تغييرات إيجابية” على الأرض في الضفة الغربية فيما يخصُّ ملف المصالحة الداخلية، كنتيجة لمحادثات المصالحة مع حركة فتح.
وكشف هنية: “ما نسمعه منهم (قادة فتح) في الجلسات المغلقة هو تأكيدهم على أهمية مشاركة “حماس”، لأن الأخيرة لديها الحق في أن تشارك في الإدارة اليومية لشؤون الحكومة”.
ورأى هنية أن هناك أشياء إيجابية وتحديات كُبرى، قائلاً: “شهدنا تغييرات إيجابية على الأرض.. لا أريد أن أبالغ في التفاؤل واستباق الأحداث ولكن هناك أشياء إيجابية، فالتحديات كبيرة وما زلنا في بداية الطريق”.
وبالنسبة لموقف “حماس” من اتفاق “أوسلو”، أجاب هنية أن أوسلو ماتت عندما مات الرجلان اللذان وقعا عليها، رئيس الوزراء الإسرائيلي إسحاق رابين وزعيم منظمة التحرير الفلسطينية ياسر عرفات”.
وتابع هنية “عندما أصدرت حماس وثيقتها السياسية التي عبرت فيها عن استعدادها لقبول دولة تقوم على حدود 1967، إنما فعلت ذلك شريطة ألا يتم التخلي عن حقوق الفلسطينيين.
كما أعلن عن نية “حماس” و”فتح” خوض الانتخابات الفلسطينية من خلال قائمة مشتركة في الانتخابات المفترض إجراؤها.
تبادل الأسرى
وأكد هنية أن حماس مستعدة لمواجهة أي هجوم جديد يُشن على غزة، وحذر من أن أي حرب قادمة ستكون تكاليفها مرتفعة على الاحتلال الإسرائيلي.
وأضاف: “خلال ستة أعوام أصبحت إمكانيات حماس أفضل بكثير، ولدينا مفاجآت للعدو. ولذلك لن يكون قرار شنّ الحرب سهلًا بالنسبة لـ”إسرائيل” .. التكاليف سوف تكون باهظة”.
وعن مصير عملية تبادل الأسرى مع الاحتلال الإسرائيلي والى أين وصلت، بيّن هنية أن مصر تقوم حاليًا بالتفاوض مع الاحتلال على تبادل مقترح للأسرى، وأن وفدًا مصريًا نقل مطالب “حماس” إلى الجهة الأخرى، وما زالت الحركة تنتظر تلقي “رد واضح”.
أمَّا عن استيلاء المستوطنين على الأراضي الفلسطينية بزعم عودتهم إلى الأراضي التي كان أسلافهم يسكنونها، فقال هنية: “كانت هذه الأرض ملكًا لنا قبلهم، نحن نتحدث عن أرض محفورة في تاريخنا، نحن نتكلم عن القدس، التي هي أولى القبلتين بالنسبة للمسلمين ومسرى النبي محمد (ص)، نحن نتكلم عن الفلسطينيين الذين ينتمون إلى هذه الأرض منذ وقت طويل قبل أن يصل هؤلاء الصهاينة من أوروبا. لن نتخلى أبدًا عن وطننا ولن نتنازل عن أي جزء منه. لن ندّخر جهدًا للعمل على تحريره، وما لا نتمكن نحن من تحريره فستحرره الأجيال القادمة، بلا شك”.
وأوضح أنَّ الحركة الصهيونية تؤمن بالقوة وتسعى للتمكين لنفسها بالقوة، دون أدنى احترام لحقوق الإنسان أو لأعراف القانون الدولي. مستشهدًا بأوسلو التي أثبتت أن “إسرائيل” لا تنشد السلام حسب قوله.
وحول الانتخابات الأمريكية، قال هنية إن حركته لا تعول على انتصار قد يحققه المرشح الرئاسي الأمريكي جون بايدن، معتبرًا في الوقت نفسه أن دونالد ترامب أسوأ زعيم في تاريخ الولايات المتحدة، مشيرا إلى أن السياسة الخارجية الأمريكية لا تتبدل بتبدل الرئيس، فهي راسخة في الدولة العميقة.