دمشق – علي حسن
لم يعُد خافيًا على أحد أنّ التنظيمات الإرهابية التكفيرية التي قاتلت الجيش السوري على كامل الجغرافيا السورية، من صنع ورعاية وتمويل النظام التركي ومن خلفه أمريكا والعدو الصهيوني.
لم تُشكّل تلك التنظيمات إلّا لخدمةِ مصالح الرئيس التركي رجب الطيب أردوغان و”تل أبيب” ولتكون جيشًا إرهابيًا بديلًا يسعى لتحقيق أهدافهما الاحتلالية في سوريا ومؤخراً في ليبيا، واليوم في بلاد القوقاز.
المُحلّل السياسي السوري شريف شحادة قال لموقع “العهد الإخباري” إنّ ” إردوغان هو من خلق الجماعات الإرهابية التكفيرية في سوريا بالشراكة مع الأمريكي والصهيوني، وهم من أمروها بتخريب سوريا ودعموها وموّلوها لذلك، وهو اليوم يرسل هؤلاء المقاتلين الذين يشكلون تلك الجماعات الإرهابية سواء أكانوا سوريين أم غير سوريين إلى ليبيا للقتال هناك، خدمةً له ولأهداف مشاريعه الاحتلالية وفي كراباخ اليوم أيضًا”.
وأضاف “كلّ التنظيمات المتطرفة التي قاتلت الجيش السوري في سوريا هي جيشٌ إرهابي يعمل بإمرة أردوغان، ومقاتلوه جُنّدوا من كل الجنسيات وسبق وأن سلّمت الحكومة السورية مئات الإرهابيين إلى الدول التي ينتمون إليها”.
وتابع شحادة: “التركي يلعب بهؤلاء المقاتلين كما يشاء، منهم من يظنُّ نفسه مجاهدًا لأن التركي أقنعه بأن الأمر كذلك بفتاوى شيوخه، ومنهم من هو مرتزق يقاتل لأجل المال، وهذا الإرهاب سوف يرتد على تركيا تمامًا كما ارتد إرهاب القاعدة على أمريكا بعد أن شكلتها الأخيرة ودعمتها لقتال السوفييت في أفغانستان وانقلبت عليها، ورغم أنّ أردوغان هو الداعم المباشر للإرهابيين في سوريا إلا أنه تابع لأمريكا والدور الذي يلعبه أكبر من حجمه”.
وأكد شحادة لـ”العهد” أنّ “توظيف الإرهاب لا يمكن أن يخدم تركيا، ليس فقط في سوريا أو ليبيا إنما في ساحات عديدة، فأردوغان اليوم يأخذ هؤلاء الإرهابيين أيضاً إلى القوقاز ودوره هناك كما دوره في سوريا تخريبي وكارثي بعكس الدورين الإيراني والروسي الداعيين إلى وقف القتال وبدء الحوار، وهذا يدل على الحقد التركي الدفين على السوري والليبي والأرمني أيضاً ويدل على أطماعه الاحتلالية وكأنه زعيم عصابة تتنقل من مكان لآخر”.
ولفت إلى أنّ “ما يفعله أردوغان له نتائج كارثية على الشعب التركي وسيؤدي حتماً إلى اختلال وانهيار الاقتصاد التركي. وها هو سعر صرف الليرة التركية قد وصل اليوم لأدنى مستوى لها مقابل الدولار وعلى المعارضة التركية أن تتحرك وتحرك الشعب التركي برمته في وجه المشاكل التي يضعه إردوغان فيها بسبب استخدامه للإرهاب المتطرف”.
وختم شريف شحادة حديثه لـ”العهد” مؤكدًا أنّ “أفعال إردوغان ستُشعل المنطقة برمّتها ويجب على روسيا وإيران أن تضعا له حدًا، لأن الإرهابيين الذين يستخدمهم اليوم في سوريا وليبيا والقوقاز قد يستخدمهم مستقبلًا في موسكو وطهران، وكلّما تأخر محور مكافحة الإرهاب بالقضاء على تنظيمات أردوغان التكفيرية كلّما تعمّق الإرهاب وزاد الانفلات الأمني في المنطقة وتحوّل الإرهابيون إلى قنابل موقوتة تنفجر في عواصم المنطقة”.