ينازع القطاع الصحي في لبنان بسبب الأزمة الاقتصادية الحادة. وزارة ومستشفيات حكومية وخاصة إلى مستوردي الادوية والمستلزمات الطبية، الجميع يعاني من تداعيات المِحنة الخانقة تزامنا مع ارتفاع أعداد الإصابات والوفيات جراء فيروس “كورونا”.
مدير العناية الطبية في وزارة الصّحة العامّة الدكتور جوزيف الحلو
وفي هذا السياق، أكد مدير العناية الطبية في وزارة الصحة العامة الدكتور جوزيف الحلو أن “الوزارة تسابق الوقت كي لا تتزايد الأقام بشكل لافت كما يجري”، مضيفا أن “الوضع الحالي غير مقبول ولم نجد تجاوبا أو التزاما كافيا من قبل المواطنين بالقرارات والاجراءات”.
واعتبر الحلو في حديث تلفزيوني أنه “إذا لم نلتزم كما يجب بالقرارات والاجراءات سنتجه إلى الهاوية”، مؤكدا أننا “دخلنا عنق الزجاجة ولا خيار أمامنا سوى الإقفال الكلي لتنخفض أعداد الإصابات”.
نقيب المستشفيات الخاصة في لبنان سليمان هارون
بدوره، دعا نقيب المستشفيات الخاصة في لبنان سليمان هارون الوزارة إلى “إعادة النظر بالقرار المتعلق بتلبية نداء الاستغاثة لمرضى “كورونا” من قبل المستشفيات الخاصة”، موضحا أنها “لا تزال تنتظر قرار دفع المستحقات فضلا عن انها تعاني من نقص في الطواقم التمريضية”.
وطالب هارون في حديث تلفزيوني “الوزارة والمستشفيات الحكومية بالتعاون مع المستشفيات الخاصة لتأمين أجهزة التنفس الاصطناعي”، مشددا على أن “المستشفيات الخاصة ليست كبش محرقة لتحميلها مسؤولية ما وصلنا إليه”.
وأكد أن “المستشفيات الخاصة لن تستسلم وستعمل على تطوير قدراتها على علاج المزيد من المرضى”.
مدير مستشفى الحريري الحكومي د. فراس الأبيض
وفي سياق متصل، قال مدير مستشفى الحريري الحكومي د. فراس الأبيض إن “أعداد الإصابات والوفيات بـ”كورونا” ليست جيدة، أسرة المستشفيات ستمتلئ قريبا، لكن حادثتين حصلتا أمس شجعتاني”، موضحا أن ” سيدة تسعينية غادرت إلى منزلها اليوم بعد أن تعافت تمامًا”.
وأضاف الأبيض في تغريدة له على تويتر أن “خير الناس هو من سيبقى معنا بعد زوال كل هذه المصاعب”.
نقيبة المسلتزمات الطبية سلمى عاصي
من جهتها، أكدت نقيبة المسلتزمات الطبية سلمى عاصي أن “المفاوضات جارية لحلّ أزمة المستلزمات”، لافتة الى أنها “ستعقد اجتماعا مع حاكم مصرف لبنان رياض سلامة يوم الجمعة المقبل”.
وفي حديث إذاعي، وصفت عاصي الوضع بـ”الدقيق” لأنّ المخزون شارف على الانتهاء، محذّرة من “رفع الدعم عن المستلزمات لأنه سيؤدي الى كارثة فعلية، وسيصبح سعر بطارية القلب مثلا 100 مليون، فمن سيتحمّل هذا الثمن؟”.
كما اكدت عاصي ان “لا أحد قادر على تحمّل الوضع، لا سيما المواطن، والفاتورة ربّما ترتفع الى اكثر من 5 اضعاف والسؤال من سيغطّي هذا الامر، لا الجهة الضامنة قادرة ولا الوزارة كذلك”.
نقيب مستوردي الادوية كريم جبارة
أمّا نقيب مستوردي الادوية كريم جبارة فأكد في حديث إذاعي “أننا متجهون الى ترشيد الدعم مع خطة بديلة للحفاظ على القدرة الشرائية لدى المواطن والصناديق الضامنة”.
مستشارة رئيس الحكومة للشؤون الطبية بترا خوري
من جانبها، قالت مستشارة رئيس الحكومة للشؤون الطبية بترا خوري إننا “وصلنا إلى مراحل صعبة من كورونا وقد وضعنا خطة والمطلوب من الجميع الالتزام بها لكي نخفف من الضغط”.
وأضافت خوري في حديث إذاعي أنها تعتمد على معايير دولية بموافقة أي لقاح وتنتظر حكم المنظمات.
نقيب الصيادلة في لبنان غسان الأمين
هذا وأكد نقيب الصيادلة في لبنان غسان الأمين أنّه “بعد ارتفاع سعر صرف الدولار في السوق السوداء أصبح سعر الدواء في لبنان، والذي يباع بالليرة اللبنانية، من الأرخص في المنطقة”، معتبرا أنّ “تهريب الدواء يبقى في نطاق ضيّق ومحدود، وذلك لأنّه عادة ما يكون عبر المطار الذي وبسبب جائحة “كورونا” لم يستعد كامل حركته”.
ولفت الأمين في حديث صحافي إلى أنّ “فاتورة استيراد الدواء هذا العام كانت أقل من العام الماضي وهذا يعني أنّ التهريب ليس بكميات كبيرة وأنه ليس سببًا رئيسيًا لفقدان الدواء من الصيدليات”، مشيراً إلى أن “السبب الأساسي هو الأزمة السياسية وتداعياتها على الدولار، فضلا عن تأخّر مصرف لبنان بالموافقة على فواتير الدواء والذي يؤمن دولار استيراده بسعر الصرف الرسمي”.
وتحدّث الأمين عن سبب أساسي ساهم في فقدان عدد من الأدوية وهو “تهافت المواطنين خلال الشهرين الماضيين وبعد الحديث عن توجه مصرف لبنان لرفع الدعم عن المواد الأساسية ومنها الدواء، على تخزينه في منازلهم خوفا من ارتفاع سعره”.
كما أكّد الأمين أنّ “مخزون الدواء تراجع مؤخرا من ستة أشهر إلى ما لا يزيد على الشهر ونصف الشهر، لذلك باتت الصيدليات تبيع المواطن حاجته فقط”، محذرا من “تفاقم أزمة الدواء ما دام أن الاستيراد يتراجع”، ولفت إلى أنّ “المواطنين خزّنوا أدوية الأمراض المزمنة وأدوية الأعصاب وبعض أدوية السرطان التي تباع في الصيدليات، ولذلك هناك نقص في هذه الأدوية أكثر من غيرها”.