رصدت وزارة الأوقاف والشؤون الدينية الفلسطينية أن قوات الاحتلال الاسرائيلي اقتحمت المسجد الأقصى المبارك أكثر من 24 مرة، ومنعت رفع الأذان في الحرم الابراهيمي 57 وقتا تحت حجج واهية تخدم المستوطنين وسياسة التهويد خلال الشهر المنصرم.
وأضافت وزارة الأوقاف في تقرير لها أن ” قوات الاحتلال الإسرائيلي استغلت الأعياد اليهودية، بتكثيف اقتحاماتها، وجائحة كورونا في حرمان المصلين من الوصول إلى المسجد الأقصى، في سبيل فرض واقع تهويدي جديد في المدينة المحتلة ومسجدها، كما فرضت قوات الاحتلال العديد من القيود والاجراءات للحد من وصول المصلين إلى المسجد الأقصى، بذريعة الاجراءات الوقائية من الفيروس، وانتشرت قوات مكثفة على مداخل المدينة والبلدة القديمة، كما نصبت الحواجز ما اضطر العشرات إلى أداء الصلوات أمام بواباته”.
وأشار التقرير إلى تركيب أجهزة وسماعات في منطقة باب الأسباط، بالإضافة إلى الاعتداء على طلبة مدرسة الأقصى الشرعية فور خروجهم من المدرسة، وممارسة قوات الاحتلال أبشع سياساته في اعتقال وطرد وابعاد حراس المسجد الأقصى، فقد شهد هذا الشهر ارتفاعًا ملحوظًا في ذلك، ولم يسلم موظفو الأوقاف من تلك الاعتداءات.
كما اقتحمت شرطة الاحتلال الإسرائيلي مصلى باب الرحمة داخل المسجد الأقصى المبارك، وصورت ما بداخله، كما لم تسلم بقية المساجد في مدينة القدس من قرارات الهدم من قبل بلدية الاحتلال التي أخطرت بهدم “مسجد القعقاع” في بلدة سلوان.
وكثفت عصابات ما تسمى جماعات الهيكل وغيرها التحريض على المسجد الأقصى، ودعواتها المتكررة لاستباحة المسجد بأعداد كبيرة في أعيادهم التي نغصت حياة المسلمين بالمدينة وخاصة رواد المسجد الاقصى والبلدة القديمة، وتصدى حراس المسجد الأقصى، يوم السبت لمحاولة أحد المستوطنين اقتحام المسجد الأقصى المبارك من جهة باب الملك فيصل.
كما شهد الشهر الماضي قيام المتطرف “غليك” باقتحام المسجد على راس مجموعة من المستوطنين الذين لبسوا لباسهم التوراتي، وارتدى مستوطن قميصاً خطت عليه عبارات تدعو لبناء “الهيكل” أثناء الاقتحام الصباحي للمسجد الأقصى.
ويحاول المستوطنون بشتى الطرق، وخاصة في أعيادهم في هذا الشهر، النفخ بالبوق، وواصلت ما تسمى جماعات المعبد محاولاتها المتكررة لممارسة الطقوس اليهودية الخاصة في الأعياد داخل الأقصى في مسعى منها لتطبيق فكرة التأسيس المعنوي للمعبد المزعوم.
ورصد التقرير قيام مستوطنين بإقامة بيوت خشبية داخل البلدة القديمة، تحضيرًا لما يسمى “عيد العرش” اليهودي، والتي تهدف لزيادة الاقتحامات وجلب مزيد من المستوطنين المقتحمين للأقصى، ووسعت ما تسمى “جماعات الهيكل” المزعوم من دعواتها لتوسيع دائرة الاقتحامات للمسجد الأقصى خلال عيدي “العرش” و”فرحة التوراة”، مستنفرة عناصرها وموظفيها على كافة صفحات التواصل الاجتماعي وعبر الاتصال المباشرة والرسائل النصية، ووزعت تلك الجماعات بيانات في البلدة القديمة وساحة البراق، تدعو لمزيد من الضغط على المصلين والمرابطين والأوقاف الإسلامية، بهدف تغيير الواقع في المسجد الأقصى.
وأكد وكيل وزارة الأوقاف حسام أبو الرب أن المسجدين الأقصى والابراهيمي خط أحمر، وسياسة الاحتلال لن تثنينا عن عمارتهما ودوام الصلاة والحضور فيهما والدفاع عنهما، مشددًا أن “القدس والمسجد الأقصى لا يخضعان للمساومة، ولن نتنازل عن ذرة تراب، مبينًا أن محاولة الاحتلال لشطب القدس واهلها لن تفلح، بفعل الصمود الاسطوري للقيادة، وأبناء شعبنا”.