انفصام الملك سلمان: يُحارب المقاومة الفلسطينية ويُعارض التطبيع!

على الرغم من استقبالها وفودًا اسرائيلية تحت عناوين عدّة وفتح مجالها الجوي أمام طائرات العدو بُعيد توقيع اتفاق العار مع الصهاينة واعتقالها عددًا من الشخصيات الفلسطينية على خلفية دعمها للمقاومة، ذكرت صحيفة “وول ستريت جورنال” أن هناك خلافًا بين الملك سلمان بن عبد العزيز ونجله وليّ العهد محمد في ما يخص تطبيع العلاقات مع الكيان الغاصب، في مشهد يتعارض تمامًا مع كلّ خطوات الرياض حيال القضية الفلسطينية.

المقال الذي تشارك في كتابته ستيفين كالين من الرياض وسامر سعيد من دبي وكاتبة صهيونية تدعى فيليسيا شوارتز من “تل أبيب” في الأراضي المحتلة، طرح سؤالاً حول ما إذا كانت المملكة ستحذو حذو الإمارات في التطبيع مع العدو الإسرائيلي.

وبحسب المقال، فإنه في الوقت الذي يدفع فيه محمد بن سلمان إلى تجاوز القضية الفلسطينية وعقد صفقة مع “إسرائيل” برعاية أميركية على غرار الإمارات والبحرين، يعارض والده الملك سلمان ذلك.

وأضافت الصحيفة أن “الملك سلمان لطالما أيّد لسنوات عديدة مقاطعة “إسرائيل” والمطالبة بدولة فلسطينية مستقلة، إلّا أن نجله يرغب بإقامة علاقات تجارية مع “تل أبيب”، وإنشاء جبهة موحّدة ضدّ إيران وتجاوز الصراع الإسرائيلي – الفلسطيني الذي يعتبره معقّدًا وصعبًا”.

ولفتت الصحيفة إلى أن سلمان ذُهل بشدة خلال إجازته عند إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب في 13 آب/أغسطس، توقيع “إسرائيل” والإمارات اتفاقًا لـ”التطبيع الكامل” لعلاقاتهما.

وذكرت “وول ستريت دجورنال” أن سبب ذهول وصدمة الملك السعودي أن ولي العهد لم يبلّغ والده مُسبقًا بالاتفاق بين “تل أبيب” وأبو ظبي، وذكرت أن ابن سلمان خشي معارضة والده الاتفاق باعتباره لا يساهم في مطلب الفلسطينيين بإقامة دولة مستقلة، لدرجة أنه لو علم الملك لما كان بالإمكان أن توقع الإمارات اتفاقًا مع العدو الإسرائيلي بهذه السهولة، حسبما أوردت الصحيفة.

الصحيفة أشارت إلى أنه بعد إعلان اتفاق التطبيع الإسرائيلي الإماراتي طلب الملك السعودي الغاضب من وزير خارجيته فيصل بن فرحان إعادة التأكيد على التزام بلاده بإقامة دولة فلسطينية.

وتابعت الصحيفة: “بعد ذلك كتب أحد أفراد العائلة المالكة وهو السفير السعودي السابق في الولايات المتحدة تركي الفيصل مقالًا في صحيفة مملوكة للسعودية “جدد فيه موقف بلاده وألمح إلى أن الإمارات يجب أن تضغط على العدو الإسرائيلي من أجل تقديم المزيد من التنازلات”.

وكتب الفيصل: “إذا كانت أية دولة عربية ستتبع الإمارات فعليها أن تطالب في المقابل بسعر ويجب أن يكون ثمنًا باهظًا”.

وذكرت “وول ستريت جورنال” أنه “خلال اجتماع بين صهر ترامب وكبير مستشاريه جاريد كوشنر وولي السعودي محمد بن سلمان، قال الأخير إن والده لن يقبل باتفاق تطبيع بين “إسرائيل” والسعودية”، مؤكدا أن
“أقصى ما يمكن أن تفعله المملكة في الوقت الحالي بسبب اعتراض الملك السعودي هو المساهمة في انضمام البحرين الصغيرة إلى اتفاق التطبيع مع “إسرائيل””.

وتابعت الصحيفة إن “تطبيع العلاقات بين السعودية و”إسرائيل” قبل أية صفقة لإقامة دولة فلسطينية سيكون بمثابة تحول زلزالي في الشرق الأوسط، ما سيقلب موقفًا عربيًا دام عقودًا”، وأضافت: “تُشير التوترات على رأس الأسرة الحاكمة السعودية إلى أن موقف المملكة من الصراع المركزي في المنطقة المضطربة يمكن أن يتغير في وقت أقرب مما هو متوقّع لكن مثل هذا التحوّل قد ينطوي على مزيدٍ من الاضطرابات”.

وإذ لفتت الصحيفة إلى أن الإدارة الأميركية ضغطت للجمع بين السعودية و”إسرائيل” وكبار حلفائها الإقليميين وخصوم إيران الرئيسيين، رأت أن مثل هذا الترتيب سيسمح بمزيد من تبادل المعلومات الاستخباراتية ويخفف من عزلة “إسرائيل” فيما تقلل واشنطن من وجودها العسكري في أجزاء من الشرق الأوسط”، على حدّ زعمها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *