دلالات رسالة الاعتذار «الإسرائيليّة» لحزب الله… وأهميّتها في هذا التّوقيت

كشف النقاب عن فحوى رسالة إسرائيليّة بعثت بها ​تل أبيب​ إلى قيادة ​حزب الله​ بواسطة ​الأمم المتحدة​، وتفيد بأن تل أبيب لم تكن تعرف بوجود (الشهيد) علي محسن، ولم تكن تقصد قتله، وأنه لا صحة لأيّ رسائل إسرائيليّة لحزب الله عبر وسطاء دوليين ك​روسيا​، أو غيرها.

هذه رسالة بالغة الدّلالات.. فهي تؤشّر إلى أيّ حدّ بات كيان العدو يتحسّب لردّ ​المقاومة​، وحالة الارتداع التي أصبح يعيش فيها وتكبّل قوته.. كلّما حاول يائساً الخروج منها.. لكنّه سرعان ما يدرك خطأ حساباته ويقر بعجزه وعدم قدرته على تجاوز معادلات الرّدع، ويحاول تفادي عقاب المقاومة وأثره على هيّبة جيش الاحتلال الذي تتحطّم معنويّاته مع كل ضرّبة ردّعيّة جديدة توجّهها له المقاومة حتى وهو في ذروة استنفاره وجاهزيّته واستعداده لتلقي ردّ المقاومة الآتي في أيّ لحظة بكل تأكيد، وهو الأمر الذي يزيد من أثر قوّة ردع المقاومة على معنويات ضباط وجنود الاحتلال…
إنّها معادلات الردع والرّعب التي تفرضها المقاومة مع كل تطوّر في الصراع، والتي كان آخرها اتخاذ سماحة قائد المقاومة ​السيد حسن نصرالله​ قراراً بالردّ على أيّ اعتداء يستهدف أحد كوادر المقاومة في سوريّة أو أيّ مكان أخر، بالردّ عليه من ​لبنان​، وليس فقط من مزارع شبعا… واليوم تنتظر “إسرائيل” ردّ المقاومة وهي تقف على “رجل ونص”، في حالة من الارتباك والاستنفار بانتظار الردّ الآتي… وتحاول التّخفيف منه عبر رسالة الاعتذار.. لكنّ المقاومة لا تسكت على عدوان، وهي لا تسمح تحت أيّ ظرف بحصول أيّ تغيير في قواعد الاشتباك، ولهذا على قادة العدو تحمّل تبعات خرقهم هذه القواعد التي رسمتّها معادلات الردّع التي فرضتّها المقاومة، وتعزّزت اثر كلّ انتصار حقّقته.
لكن ما هي أهمية هذه الرسالة الإسرائيليّة في هذا التوقيت؟
أولًا، تكشف حالة الضعف التي باتت عليها القوّة الصهيونيّة، وعدم قدّرتها على تجنب عواقب اعتداءاتها.. كما أنّها تعترف بعجزها مسبقاً عن منع ردّ المقاومة، لدرجة اعتبار الردّ قدراً لا مفر منه ولا يمكن تفاديه إلّا عبر الاعتذار الذي يبطن في طياته تمنياً بأن يكون الردّ محدوداً وغير كبير.
ثانياً، تظهر إلى أي مدى باتت المقاومة قوّة ترّعب قادة العدو وتشكّل لهم هاجساً وقلقاً وكابوساً لا يستطيعون التّخلص منه… وهذا ما يفسّر تواتر المؤامرات ضدّ المقاومة والسعي إلى إثارة الفتن في وجهها وإشغالها في حروبٍ وصراعاتٍ. داخلية بعيداً عن أولوية الصراع مع الاحتلال الصهيوني ودعم مقاومة الشعب العربي الفلسطيني…
ثالثاً، تكرّس نتائج انتصار تمّوز التّاريخي والاستراتيجي الذي نعيش ذكراه هذه الأيام، وهو الانتصار الذي تعزّز بالانتصار الثّالث للمقاومة ومعادلتها الذهبية والذي اطلق عليه التحرير الثاني، بعد تحرير الألفين، في تمّوز من عام 2017، على قوى ​الإرهاب​ التكفيري في الجرود اللبنانيّة السوريّة، وتوجيه صفعةٍ جديدةٍ للمخططات الصهيونيّة الأميركيّة.. التي أخفقت في محاولتها النّيل من المقاومة وإجهاض انتصاراتها و​القضاء​ على النموّذج والمثال الذي شكّلته بالنسبة للجماهير العربية بإثبات القدّرة على إلحاق الهزائم بالقوّة الصهيونيّة وتحطيم أسطورتها وتحويلها إلى قوّةٍ منهزمةٍ ومرتدعةٍ… النشرة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *