توقّف موقع “تايمز أوف اسرائيل” عند الإعلان المشترك لحركتي “حماس” و”فتح” بشأن توحيد الجهود والتعهد بالقيام بكافة أنواع النضال لمواجهة خطّة الضمّ الاسرائيلية.
ورأى الموقع أن “موقف الفصيليْن الفلسطينييْن الرئيسييْن أثار شبح العودة إلى موجات العمليات الفلسطينية خلال الانتفاضة الثانية، عندما نفّذ مهاجمون تابعون لـ”فتح” و”حماس” العديد من التفجيرات “الانتحارية” وغيرها من الهجمات التي استهدفت الإسرائيليين”.
وقال الموقع إن الموافقة على الشراكة التي عرضها الأمين العام لحركة “فتح” جبريل الرجوب، ونائب مدير المكتب السياسي لحركة “حماس” صالح العاروري على أعلى مستوى، مشيرًا الى أن رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس أعطى الضوء الأخضر للحدث في وقت مسبق، وقال في بيان ليلة الأربعاء إنه يرحب بجهود الرجوب لخلق الوحدة الوطنية، فيما رحّب رئيس وزراء السلطة الفلسطينية محمد اشتية بالأجواء الإيجابية.
وإذ لفت الموقع الى أن كل القنوات الرسمية التابعة للسلطة الفلسطينية و”حماس” بثّت المؤتمر المشترك مباشرة، رأى أن اعتلاء العاروري، القيادي في حماس، المنصة، حرفيا ومجازيا، جعل من
الانتقادات الحادة التي وجهها الرجوب لخطط الضم الإسرائيلة – والتي تعهد
بمقاومتها كما فعل في عدة مرات سابقة – أكثر حدّة.
وأضاف “وزارة الخارجية الأمريكية وضعت جائزة بقيمة 5 مليون دولار مقابل معلومات عن العاروري الذي تتهمه بالتخطيط لعدد من الأعمال “الإرهابية””، وتابع “يُعرف عن العاروري، المسؤول من المنفى عن البنى التحتية لحركة “حماس” في الضفة الغربية، وقوفه وراء جريمة قتل ثلاثة فتية إسرائيليين في عام 2014، الذين اختُطفوا وقُتلوا بالقرب من مستوطنة ألون شفوت في كتلة عتصيون بينما كانوا في طريقهم إلى المنزل من المعاهد الدينية التي درسوا فيها”.
وبحسب الموقع، العودة إلى الكفاح المسلّح قد تُكسب “فتح” شعبيةً لدى الجمهور الفلسطيني. في استطلاع حديث للرأي أجراه المركز الفلسطيني للبحوث السياسية والمسحية، أيّد 52% من الفلسطينيين الكفاح المسلّح ردًا على الضم، واعتبر 45% منهم أنه الطريقة الأفضل للمضيّ قدمًا.
ونقل الموقع عن نيري زيلبر، وهو محلّل مقيم في “تل أبيب” وزميل مساعد في معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى أن “حماس” تأمل على الأرجح في أن يؤدي إعلان الوحدة – والتنسيق الموعود ضد “اسرائيل” – إلى قيود أقلّ على عملياتها في الضفة الغربية”.
وسأل زيلبر “إذا دخلت “فتح” في اتفاق تكتيكي واستراتيجي مع “حماس” على الأرض، إلى أي مدى ستسمح السلطة الفلسطينية باستمرار ذلك؟”.
وتابع زيلبر “الهدف النهائي الذي عبّر عنه الرجوب هو وقف الضمّ وإقامة دولة فلسطينية على حدود 1967.. من الواضح أن هذا ليس الاتجاه العام لـ”حماس”، ولكن إذا كان سيتم السماح لها بقدر أكبر من حرّية التصرف في الضفة الغربية، فإن عباس يخاطر بفقدان السيطرة على الحركة التي أطاحت بـ”فتح” من غزة، وتحاول من فترة طويلة إجباره على الخروج من الضفة الغربية أيضًا”.
وخلص الموقع الى أن قيام “فتح” بإعطاء الضوء الأخضر لحركة حماس من شأنه أيضا أن يجرد السلطة الفلسطينية و”فتح” من آخر بقايا شرعيتهما في عيون إسرائيلية، خاتمًا أن “استئناف “حماس” لأنشطتها، أو تجدّد أعمال “العنف” من قبل حركة فتح بنفسها، في الضفة الغربية ومنها، من شأنه أيضا أن يدفع إلى تدخل إسرائيلي أكثر شمولا من النهج المتبع منذ سنوات”.