كاتب سعودي يتهم الفلسطينيين بـ«توقيع وثائق البيع للمنظمات الصهيونية» وآخر يعتبر أن «قضية يهزها مسلسل لا مستقبل لها»

واصل كتاب سعوديون نشر مقالات تحمل إساءة للفلسطينيين، وتشيد بشخصيات إسرائيلية، تزامناً مع استمرار الجدل حول اتهامات التطبيع التي وجهت لمسلسلات تنتجها قنوات مملوكة من قبل المملكة.

وتحت عنوان « الفلسطينيون: بحر من الكراهية لا ينقضي» كتب محمد الساعد في صحيفة «عكاظ»، أمس الإثنين، قائلاً: « تاريخ السعوديين مع القضية الفلسطينية تاريخ طويل، أنهكهم وكبلهم وأرهقهم مادياً وسياسياً، دفعوا خلاله ثمناً غالياً نتيجة إيمانهم بها وتفانيهم من أجلها، على الرغم من أن القضية الفلسطينية بدأت قبل تأسيس السعودية لدولتها الثالثة 1932م بأكثر من عقدين، إلا أن الكذب والتزوير على الرياض لم يكن عبثاً أو طريقاً تاه فيه الفلسطينيون وعرب الشمال، بل كان تزويراً ممنهجاً ومقصوداً.»

صحيفة «الجزيرة» نشرت مقالاً تشيد فيه بغولدا مائير… والسجال حول التطبيع في الدراما يتواصل

وأضاف: «طوال مئة عام أو تزيد، أي منذ اتفاقية تيودور هرتزل – مؤسس الحركة الصهيونية – والسلطان عبد الحميد التي سبقت حتى وعد بلفور، والتيه يلاحق بعض الفلسطينيين، لكنهم أبداً لم يضعوا يدهم على طريق الخلاص الذي يبدأ بلا شك من إيقاف خيانتهم لقضيتهم».
وزاد: «كل ما يفعلونه هو اتهام الآخرين دون أن يتوقفوا ولو للحظة واحدة أمام مرآة التاريخ ليروا أن أياديهم هي من وقّعت وثائق البيع للمنظمات الصهيونية، وأن مخبريهم هم من ينقلون الأسرار للإسرائيليين، وأنهم لوحدهم من أخذ الجنسية الإسرائيلية ومن التحق بالكنيست الإسرائيلي، ومن يعمل في جيش الدفاع الإسرائيلي، وهم لوحدهم من اعترف بإسرائيل ومن تفاوض معها سراً في أوسلو 1993، وطابا 1999، ألا يتذكرون ياسر عرفات وهو يحتضن بيريز وإسحاق رابين.»
وبعد استعراض محطات تاريخية زعم أن هدف مقاله «كشف الابتزاز العاطفي الذي استخدمه الفلسطينيون وآلة الإعلام القومية المتطرفة ومن بعدها الإسلاموية ضد السعوديين، وكيل التهم الباطلة وتزوير الوثائق ضدهم وضد قادتهم، بهدف واحد لا ثاني له هو الاسترزاق من وراء قضيتهم والانتقام من قدر خروج البترول في أراضي بدو الصحراء لا في مزارع حيفا ويافا».
وقبل أيام، نشرت صحيفة «الجزيرة» السعودية مقالاً للكاتبة سهام القحطاني، خصصته لمديح رئيسة حكومة إسرائيل الراحلة غولدا مائير، حيث وصفتها بـ«المكافحة»، لافتة إلى أن «الخوف والغضب والإحباط ونشأتها على الظلم والاضطهاد، هو ما شكل شخصيتها، وجعلها تصل لما وصلت إليه.»
وزادت في المقال الذي حذفته الصحيفة من موقعها الإلكتروني لكنه بقي في نسخة الصحيفة الورقية: «الصهيونية جعلت منها أشهر امرأة يهودية في تاريخ (إسرائيل) الحديث، فتفوقت قوتها وتأثيرها على أجمل جميلات العالم».
وختم المقال حديثه عن مائير بالقول: «استحقت أن تكون المرأة الوحيدة التي أصبحت رئيسة وزراء، بل وأقوى امرأة في تاريخ (إسرائيل) الحديث لتتساوى مع مرتبة وقيمة كل من استر وديبورا في تاريخ (إسرائيل) القديم». واحتفلت إسرائيل بمقال القحطاني ونشرته على موقعها على «فيسبوك».
إلى ذلك، تواصل السجال حول اتهامات التطبيع لقناة «أم بي سي» السعودية لإنتاجها مسلسلات تمرر في مشاهدها حوارات تقلل من أهمية القضية الفلسطينية، إذ انتقد الناشط البحريني، إبرهيم شريف على صفحته على «تويتر» هذا «التطبيع» قائلاً: «القضية الفلسطينية محفورة في الوجدان العربي والضمير الإنساني، لن يخسفها حفنة من المطبعين ومرتزقة الكلمة والفن الذين فقدوا كرامتهم فأرادوا عرض ما تبقى من كرامتنا في سوق الفن الهابط»، وأعاد شريف تغريدة الصحافي السعودي سلمان الدوسري التي قال فيها إن «القضية التي يهزها مسلسل لا مستقبل لها».

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *