الشيخ بلال شعبان : المذاهب الفقهية ليست ديناً جديداً وإنّما هي رأيٌ بشريّ يُصيب ويُخطئ … فيديو

المسلمون بين الهوى والهوية
هو سماكم المسلمين من قبل وفي هذا
الاسلام : هو دين عظيم أنزله سبحانه لهداية الناس وإخراجهم من الظلمات إلى النور ويدعو إلى توحيد الله عز وجل وعبادته وحده دون سواه والالتزام بما أمر، والابتعاد عما عنه نهى وزجر وهو مشروع حياة متكامل يحقق السعادة في الحال والمآل
1 – يقول الله عز وجل:”إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ” الإسلام هو دعوة جميع الرسل والانبياء فكلهم دعوا إلى توحيد الله
2- الإسلام وصية إبراهيم قال الله تعالى :” وَوَصَّىٰ بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَا بَنِيَّ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَىٰ لَكُمُ الدِّينَ فَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ
3 – وهو وصية يعقوب عند موته قال تعالى : ” أَمْ كُنتُمْ شُهَدَاءَ إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِن بَعْدِي قَالُوا نَعْبُدُ إِلَٰهَكَ وَإِلَٰهَ آبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِلَٰهًا وَاحِدًا وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ
4- وفي آية أخرى يقول الله عز وجل : ” { وَمَنْ أَحْسَنُ قَولا مِّمَّن دَعَآ إِلَى ٱللَّهِ وَعَمِلَ صَٰلِحًا وَقَالَ إِنَّنِى مِنَ ٱلْمُسْلِمِينَ } فأحسن الناس قولا هو من وحد الله وحمل الخير لعباد الله وافتخر بالانتساب لدين الله
5- والاسلام هو دين ارتضاه الله تعالى لنا فكان من آواخر ما نزل على قلب الحبيب المصطفى قول الله عز وجل”الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا”..
6 – ويقول عز من قائل “هو سماكم المسلمين من قبل وفي هذا”
فهل هناك بعد قول الله من قول
أيها الكرام إنها دعوة الإسلام والمعين الصافي… إسلام دون مضاف إليه يجمع أهل القبلة والشهادة على اختلاف مذاهبهم وأعراقهم وألوانهم من شرق الارض إلى عربها ومن شمالها إلى جنوبها فمن قال:” لا إله إلا الله مخلصا بها قلبه دخل الجنة”.
بعضنا ارتضى هذا الدين العظيم ولكن الهوى يدفعه لترك الهوية والتمايز المذهبي عن غيره من المسلمين فبرزت مسميات الإسلام السلفي والخلفي والصوفي والأشعري والماتريدي الإثني عشري والزيدي والإباضي والحنفي والشافعي والمالكي
أيها الكرام الإسلام دين وعقيدة… والمذاهب الفقهية هي مدارس العلماء وآراؤهم في فهم النص وتبسيطه عن طريق استنباط الأحكام الشرعية من أدلتها وتبسيطها لعامة الناس فالمذاهب الفقهية ليست دينا جديدا ولا معسكرات نتموضع خلفها ليستهدف بعضنا البعض الآخر وإنما هي رأي بشري يصيب ويخطئ.
يقول الإمام الشافعي: ” رأي صواب يحتمل الخطأ،ورأي غيري خطأ يحتمل الصواب”.
ويقول أيضا: ” إذا خالف قولي قول رسول الله فاضربوا بقولي عرض الحائط
ويقول الإمام مالك: ” كل يؤخذ من كلامه ويرد إلا رسول الله “.
كما أن العلاقة بين أئمة المذاهب لم تكن علاقة تنافر واختلاف بل كانت علاقة حب واحترام فالامام أبو حنيفة النعمان يتحدث عن تتلمذه على يد الإمام جعفر الصادق رضي الله عنه فيقول لولا السنتان لهلك النعمان
والإمام جعفر الصادق يرد عليه فيقول خرجت من صلب الصديق مرتين فأنا أنتسب لأبي بكر رضي الله عنه من جهة والدي ووالدتي
كل تلك المسميات صناعة بشرية تؤدي إلى تقسم الأمة وشرذمتها وتحولها من أمة واحدة إلى فرق وملل ونحل مختلفة.
فإن كان الله عز وجل قد سمانا بالمسلمين فهل يجوز بعد كل ذلك أن نتسمّى بغير ما سمانا به الله تبارك في علاه ، من انتمى إلى غيره فقد جحد النعمة واستبدل الذي هو أدنى بالذي هو خير .
– وقد حذرنا الله تعالى من الخسران فقال تعالى “وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ”
ونفى القرآن نسبة أولئك إلى رسول الله فقال تعالى :”إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ ”
بل اعتبر ذلك نوعا من الشرك فقال تعالى :”مُنِيبِينَ إِلَيْهِ وَاتَّقُوهُ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَلَا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ من الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا كل حزب بما ليدهم فرحون”.

أيها الكرام إنها دعوة للأمة للتمسك بالاسم الجامع الشريف الذي سمانا الله تعالى به وراتضاه لنا
وتجاوز كل الأسماء الضيقة القائمة على التصنيف والإقصاء .. ولا سيما تعميق النعرات الطائفية، والنظريات الإقصائية.
فالإسلام ما جاء إلا لتوحيد الله وإسعاد عباد الله فربنا واحد وديننا واحد ونبينا واحد وكتابنا واحد وقبلتنا واحدة فهل نعي حقيقة هويتنا.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *