كيف سيصوم المسلمون شهر رمضان في ظل وباء كورونا والحجر الصحي؟

توقف الإعلامي الفرنسي بيير هاسكي في زاويته “Géopolitique “على أثير إذاعة “فرانس-انتر” عند شهر رمضان الذي يبدأ غداً الجمعة في فرنسا وغالبية البلدان حول العالم، في ظل أزمة كورونا.

وأوضح الصحافي أنه بعد عيد الفصح اليهودي والمسيحي، أتى الدور على المسلمين حول العالم لاكتشاف صيام رمضان في زمن وباء كورونا، خاصة وأن رمضان يعد حدثاً اجتماعياً بامتياز، ترافقه حركية استثنائية في الشوارع حتى وقت متأخر من الليل. غير أن ذلك لن يكون ممكناً هذا العام.

وعلى غرار غالبية سكان العالم، فإن غالبية مسلمي العالم يخضعون لإجراءات الحجر الصحي المنزلي الوقائية ضد تفشي فيروس، بما في ذلك إغلاق أماكن أو دور العبادة ومنع التجمعات. حتى إن السلطات في السعودية حظرت العمرة.

ومنظمة الصحة العالمية، أصدرت توصيات محددة للمسلمين خلال شهر رمضان، ونصحت الأشخاص المصابين بفيروس كوفيد- 19 أو أولئك الضعفاء صحياً باستشارة الطبيب قبل اتخاذ قرار الصيام.

فالإسلام كغيره من الديانات الكبرى الأخرى، عانى من التهديد المتزايد لوباء كورونا، إذ إن مسألة قبول أن يتسبب فيروس بقطع الشعائر الدينية الجماعية، تعد أمراً غير مقبول للكثير من المسلمين والمسيحيين واليهود.

نجد أمثلة على ذلك في جميع الديانات، ففي إيران، إحدى البؤر الكبرى للوباء، اندلعت فيها مظاهرات عنيفة مطالبة بفتح مواقع الحج في مدينة قم المقدسة التي تعد مركز فيروس كورونا في البلاد.

ولدى المسيحيين، إذا كان مشهد البابا فرنسيس وهو يصلي وحده في ساحة القديس بطرس سيبقى إحدى الصور القوية لوباء كورونا، فإن فهناك المزيد من التردد حيال مسألة الابتعاد الاجتماعي بين الإنجيليين، كما هو الحال في مدينة ميلوز الفرنسية أو البرازيل أو الولايات المتحدة في الأيام الأخيرة.

وينطبق الشيء نفسه على اليهود الأرثوذكس المتطرفين، الذين يشكلون 15% من سكان إسرائيل، وبينهم 50% من حالات الإصابة بفيروس كورونا في الدولة العبرية.

وإذا كان صيام رمضان ثم العيد في ختامه سيمران في أجواء “حزينة” بين الحجر والأزمة الاقتصادية، فهناك قيمة أخرى ستكون في دائرة الضوء هذا العام، وهي التضامن الذي نحن بأمس الحاجة إليه، في ظل الظرف العالمي الخطير الذي يمر به المؤمنون في جميع الديانات وغيرهم، على حد سواء، في مواجهة عدو مشترك، هو وباء كورونا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *