كشف النقاب في الكيان الصهيوني عن موافقة السلطات هناك على السماح بإعطاء 500 تاجر فلسطيني جديد من قطاع غزة تصاريح للدخول إلى إسرائيل، في إطار تفاهمات التهدئة التي يجري تطويرها برعاية الوسطاء في هذه الأوقات، فيما قال القيادي في حماس محمود الزهار إن الحديث عن “الهدنة الطويلة” يعد “اختراعات لفظية مضللة”.
وجاء ذلك في تقرير نشرته هيئة البث الإسرائيلية، ذكرت فيه أن منسق أعمال حكومة الاحتلال في المناطق الفلسطينية، الجنرال كميل أبو ركن، تلقى خلال الأيام الماضية تعليمات من القيادة السياسية، للموافقة على دخول 500 تاجر إضافي من قطاع غزة إلى الكيان الاسرائيلي.
وسيكون هذا العدد مضافا إلى خمسة آلاف تاجر من غزة، سبق وحصلوا على تصاريح دخول إلى الدولة العبرية، وذلك في تقدم الجهود الرامية لتطوير التهدئة مع حركة حماس في غزة.
وهؤلاء الحاصلون على التصاريح يتمكنون من إنجاز معاملاتهم التجارية، كما يتمكنون من العمل بهذه التصاريح داخل الكيان، وهي خطوة استباقية لإصدار تصاريح عمال خاصة بغزة، في حال انتهى الجدل القائم حولها بين المؤسسة العسكرية (الجيش)، والمؤسسة الأمنية (الشاباك)، حيث توافق الأولى على خطوة دخول العمال، في حين تعارضها الثانية.
وحسب التقرير، فإنه في حال استمر الهدوء في قطاع غزة، فمن المتوقع أن تصادق الحكومة على إدخال عمال من القطاع للعمل في الكيان الصهيوني، وهي الخطوة التي يعارضها جهاز (الشاباك) حاليا.
وفي هذا السياق أيضا، ذكرت تقارير إسرائيلية أن من بين الخطوات القادمة إدخال الأسمدة وإطارات السيارات والغاز والسلع المختلفة إلى قطاع غزة، التي كانت إسرائيل تمنع إدخالها في الماضي.
وذكرت قناة “inews 24” الإسرائيلية أن حكومة تل أبيب تعول على أن يؤدي ضخ الأموال، وإنعاش الوضع الاقتصادي في القطاع، إلى الهدوء معها.
يشار إلى أن وسطاء التهدئة، خاصة مصر والأمم المتحدة، يقودون منذ فترة اتصالات بين دولة الاحتلال وحركة حماس، بهدف تطوير تفاهمات التهدئة التي جرى التوصل إليها قبل عدة شهور، من خلال الاستمرار في تقديم المشاريع الإغاثية العاجلة للسكان المحاصرين في غزة، وكذلك تنفيذ مشاريع بنى تحتية كبيرة.
ومنذ أسابيع تشهد حدود قطاع غزة هدوءا حيث لم تنظم منذ مطلع العام “مسيرات العودة” على الحدود كما جرت العادة، إذ ستتوقف هذه المسيرات حتى نهاية مارس القادم، على أن تنظم بعد ذلك بشكل شهري. ورغم أن هناك من يربط بين هذه الخطوة وسير تفاهمات التهدئة الجديدة، تقول الهيئة المشرفة على المسيرات إن ذلك غير صحيح، وإن القرار جاء في إطار تقييم المرحلة السابقة، وضمن برنامج عمل جديد للمسيرات.
في المقابل، جددت حركة حماس نفيها لوجود أي اتصالات من أجل عقد “هدنة طويلة” مع الاحتلال. وقال الدكتور محمود الزهار، عضو المكتب السياسي لحركة حماس، إن ما يتم ترديده حول مساع لعقد هذه الهدنة يعد “اختراعات لفظية مضللة”.
وأكد خلال مقابلة مع قناة “فلسطين اليوم” أن الاحتلال لا يقبل بالتهدئة الطويلة أصلا، مبينا أن “مسيرات العودة جاءت لتقول إن الشارع الفلسطيني وليس المقاومة فقط يريد كامل فلسطين”.
وأكد كذلك على أن “من يثق في الاحتلال الإسرائيلي بأنه مشروع سلام فهو جاهل بحقيقة الواقع”، وأضاف: “هذا الكيان بني على الاحتلال، وجميع الدول العربية ضربت منه، فهو مشروع عدواني، ومن يظن أنه كيان مسالم فهو مخطئ والدليل ما سترونه في المستقبل للدول التي هرولت له”.
يشار إلى أن حركة حماس سبق وأن نفت في تصريح صحافي ما يتم تداوله في بعض وسائل الإعلام حول “تهدئة طويلة الأمد” مع الاحتلال الإسرائيلي، وما صاحبها من “فبركات وأكاذيب وافتراءات”.
ونوهت إلى أن هذا الموضوع “لم يُعرض أصلا في لقاءات الحركة مع الوسطاء”.
وأشارت إلى أن ما ينشر في وسائل الإعلام هو “امتداد لحملات التحريض والتشويه لحركة حماس ولمواقفها ولبرنامج المقاومة، ولا نستبعد أن تكون جزءا من عمليات إشغال الرأي العام للتغطية على تنازلات خطيرة”.
ولفتت حركة حماس إلى أنها عودت الشعب الفلسطيني على الوضوح والصراحة، وقالت في بيانها: “أي نقاش للقضايا الوطنية واتخاذ أي قرارات بشأنها لن يكون إلا في إطار الإجماع الوطني والشراكة السياسية”.
يشار إلى أن حركة فتح وقيادة السلطة الفلسطينية انتقدوا خلال الفترة الماضية كثيرا حركة حماس، واتهموها بالسعي لإبرام تفاهمات جديدة من شأنها أن تكرس تطبيق “صفقة القرن”، وفصل غزة عن باقي المناطق الفلسطينية.