تسبّبت السيول والفيضانات التي نتجت عن الأحوال الجوية التي شهدتها الأراضي الفلسطينية المحتلة خلال الأسبوع الماضي بأضرار فادحة في قاعدة “حتسور” التابعة لجيش الاحتلال تقدر بملايين الدولارات.
مسؤول كبير في سلاح الجو الإسرائيلي قال “لم نستعدّ كما يجب للأمطار الغزيرة التي سقطت الأسبوع الماضي وللفياضانات التي حدثت في أعقابها، وأدّت الى أضرار كبيرة طالت طائراتٍ حربية وتجهيزات الدعم في القاعدة”.
وبحسب المسؤول الكبير، كما تنقل صحيفة “هآرتس”، كان يُمكن منع الأضرار التي لحقت بالطائرات التي تقدر بعشرات ملايين الدولارات.
مع ذلك، ألقى الضابط الصهيوني الكبير بمسؤولية الحادث على ما أسماها “السلطات المدنية”، التي حمّلها مسؤولية أيضا عن عدم تصريف مياه الأمطار.
وأشار الضابط الى أن القاعدة التي غمرتها المياه موجودة في منطقة تحدث فيها سيول، وسلاح الجو وحده لا يمكنه تصريف مياه الأمطار حين الفيضانات”، لافتًا الى أن “جزءًا من الطائرات في القاعدة أُخرج قبل الفياضانات الى مدارج طيران لمنع تضررها، لكن حوالي 50 مليون ليتر من المياه الفائضة تدفّقت الى المكان وغمرته المياه بسرعة”.
كذلك تنقل “هآرتس” عن المسؤول الكبير في سلاح الجو الإسرائيلي أن ثماني طائرات تضرّرت جراء الفيضانات في مستودعات الطائرات حيث تم الاحتفاظ بها، خمسة منها تضرّرت بشكل طفيف وثلاث طائرات تضرّرت كثيرًا، لكن التقديرات تتحدّث عن أنه سيكون بالإمكان في الأسابيع المقبلة إعادتها الى العمل”.
الرقابة العسكرية للاحتلال اضطرّت الى السماح بنشر الخبر مرغمة
من جانبها، ذكرت القناة 12 الاسرائيلية إلى أن التقديرات الأولية تشير إلى أن قيمة الأضرار تقدر بملايين الدولارات، موضحة أن سلاح الجو التابع لجيش الاحتلال حاول التكتّم على هذه الحادثة ومنع نشرها بواسطة الرقابة العسكرية.
وبحسب القناة، اضطر جنود في القاعدة أيضًا إلى إنقاذ بعض الميكانيكيين الذين وجدوا أنفسهم عالقين وسط مياه الأمطار التي وصلت في بعض الأماكن إلى ارتفاع ستة أمتار ونصف المتر.
وبيّنت القناة أن سلاح الجو حاول يوم الخميس الماضي الضغط على الرقابة العسكرية في محاولة لمنع نشر الخبر، بزعم أن ذلك قد “يضر بأمن الدولة”، وبعد 3 أيام، عندما أدركت الرقابة أنه لم يعد من الممكن التكتّم على الخبر الذي وصل إلى وسائل الإعلام، أقرّت الرقابة النشر.
بالموازاة، فتح سلاح الجو الإسرائيلي تحقيقًا حول سبب عدم تجهز القاعدة الجوية لإمكانية حدوث فيضانات، ولماذا لم يجرِ طمر مياه النهر لمنع تشكل السيول وتدفق مياه النهر إلى القاعدة علما بأن حالة الطقس كانت معروفة مسبقًا، وما هي الأسباب التي حالت دون تخليص الطائرات والمعدات المتضررة فور تشكل فيضان النهر.
وتقول القناة إن الفيضانات والسيول تسبّبت بخسائر مالية أولية تقدر بحوالي 2 مليار شيكل، إذ ترجح تقارير شركات التأمين ارتفاع قيمة الأضرار والخسائر الاقتصادية أكثر.
وتتحدّث التقديرات التي تنقلها القناة 12 عن أنه ستكون هناك حاجة إلى ميزانية بحوالي نصف مليار شيكل لإصلاح الأضرار التي لحقت بالممتلكات، من شبكات الطرقات ومشاريع البنى التحتية، إضافة الى شبكة الصرف الصحي وتصريف مياه الأمطار وشبكة الكهرباء والاتصالات الأرضية.
وقدّر وكلاء شركات التأمين الأضرار التي لحقت بالممتلكات الخاصة بمبلغ مليار ونصف المليار شيقل، معظمها عن المركبات التي غرقت وجرفتها السيول والفيضانات، حيث قدمت إلى الآن أكثر من 50 ألف دعوى للمطالبة بالتعويضات عن الأضرار والخسائر الخاصة بممتلكات المستوطنين، على ما أوردت القناة 12.