ذكرت صحيفة “الغارديان” في تقرير بعنوان “الهجوم على السفارة الأميركية في بغداد يظهر إخفاق الاستراتيجية الأميركية”، الى إنه طالما كان الهجوم على مقر للسفارة الأميركية أو تعرضها للتفجير مؤشرا على تدهور الولايات المتحدة، وبهذا تمثل مشاهد تعرض مقر السفارة الأميركية في بغداد للهجوم نهاية ملائمة للعقد المنتهي للتو.
واوضحت إن أحداث بغداد بالأمس ليست حاسمة بنفس الدرجة التي كان عليها إجلاء السفارة الأميركية في سايغون عام 1975 بالطائرات المروحية أو الاستيلاء على السفارة الأميركية في طهران بعد ذلك بأربعة أعوام. ولفتت الى أن القوات العراقية وصلت في نهاية المطاف لحماية مقر السفارة، واتضح أن السفير في عطلة ولهذا لم يتعرض للمهانة المصاحبة لضرورة الهرب بالطائرة المروحية من أعلى سطح المبنى، ولكن الهجوم أظهر للعيان بصورة جلية ضعف الولايات المتحدة بعد إنفاق نحو ترليوني دولار في العراق.
ولفتت الى إن المتظاهرين، الذين كانوا تحت إمرة كتائب حزب الله المدعومة من إيران، مروا عبر نقاط تفتيش حكومية. واوضح أن قوات الأمن، التي لم تتوان في السابق عن إطلاق عبوات الغاز لمهاجمة جماجم المتظاهرين المعارضين للنفوذ الإيراني في العراق، وقفت دون اكتراث تشاهد إطلاق عبوات المولوتوف على السفارة الأميركية.
ورأت أنه بالنسبة لإيران يمثل الهجوم على السفارة الأميركية في بغداد هو أحدث إجراء متعمد لزيادة تبعات وتكاليف الوجود الأميركي في العراق وبث الفرقة بين الحكومة العراقية والولايات المتحدة. ولفتت الى إن التنافس بين الولايات المتحدة وإيران على النفوذ في العراق كان يجب أن يتزايد مع تراجع تهديد تنظيم “داعش”، ولكنه يرى أن جهود الولايات المتحدة لتدمير الاقتصاد الإيراني عبر حملتها لممارسة ضغوط اقتصادية بالغة جعلت إيران تتصرف كمن لم يعد لديه ما يخسره.