ستكون العاصمة اللبنانية بيروت، يوم الاثنين المقبل، على موعد مع إنطلاق مؤتمر دولي تحت عنوان “الوصول إلى الحقيقة والسلام، تحدّيات وفرص” برعاية نائب رئيس مجلس النواب إيلي الفرزلي، من تنظيم منظمة “الأفق الجديد”.
ويشارك في المؤتمر الذي يستمر لثلاثة أيام نخبة من الشخصيات الفكرية والأكاديمية والسياسية والإعلامية من أميركا، روسيا، أوروبا والعالمين العربي والإسلامي. ومن بين المتحدثين سيكون رئيس منظمة” الأفق الجديد” نادر طالب زاده، المفكر الروسي أليكسندر دوغين، والنائب عن “حزب الله” ابراهيم الموسوي، وذلك في اليوم الأول، في حين يتحدث في اليوم الثاني منسق “شبكة أمان” للدراسات الاستراتيجية أنيس النقاش، وفي اليوم الثالث السيد محمد قائمقامي.
في هذا السياق، قد يكون من الطبيعي أن تستقبل العاصمة اللبنانية العديد من المؤتمرات الدولية أو الإقليمية، إلا أن هذا المؤتمر يحظى بإهتمام دولي وإقليمي لافت في كل مرة يعقد فيها في أيّ دولة من دول العالم، نظراً إلى التضييق الذي تسعى الولايات المتحدة الأميركية، بالإضافة إلى إسرائيل طبعاً، إلى ممارسته عليه، وهو ما يُترجم من خلال التهديدات التي تصل إلى المشاركين الأميركيين على نحو خاص، من قبل مكتب التحقيقات الفيدرالية “FBI”، من دون تجاهل وضع رئيس منظمة” الأفق الجديد” على قائمة الإرهاب العالمي. والاشخاص الذين تعرضوا للتهديد هم: مايكل معلوف من وزارة الدفاع، سكوت ريكارد المسؤول السابق في وكالة الأمن القومي، مايكل سبرينغمان المسؤول السابق في وزارة الخارجية، ساندر هيكس الناشط ومرشح الكونغرس الأميركي، البروفيسور فيرنيليا راندال أستاذ القانون الأميركي من أصل أفريقي، إضافة إلى آخرين.
المؤتمر، هذا العام، يتضمن 4 محاور أساسية: تأثير إسرائيل واليمين المتطرف على السياسة الخارجية لإدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الإنقسامات العميقة داخل الولايات المتحدة الأميركية وانعكساها على دورها الخارجي، العقوبات الأميركية وتأثيرها على النظام العالمي والخيارات المتبقية للقوات المستهدفة لإنشاء أطر بديلة، التعددية القطبية ودور التقارب الديني في حوار الحضارات.
في هذا الإطار، توضح الباحثة في المنظمة ومستشارة رئيسها زينة مهنّا، في حديث لـ”النشرة”، أن هذه هي المرة الأولى التي يعقد فيها المؤتمر في بيروت، وتشير إلى أن السبب يعود إلى أن المشاركين الأميركيين لا يستطيعون الحضور إلى إيران بسبب العقوبات الأميركية، بالإضافة إلى علاقة المحاور المطروحة، بعد قرار الرئيس الأميركي نقل السفارة الأميركية في إسرائيل إلى القدس وما طرح خلال زيارة وزير الخارجية الأميركية مايك بومبيو إلى بيروت، من دون تجاهل عامل أساسي هو أن غالبيّة المشاركين الأجانب عندما طرح الموضوع عليهم فضّلوا أن يكون مكان انعقاده في لبنان.
وتشير مهنا، بعد أن توضح أن المؤتمر يعقد عادة في إيران في حين عقد سابقاً في العراق، إلى أن الولايات المتحدة سبق لها أن فرضت عقوبات على المنظّمة، بالإضافة إلى وضعها مع أمين عام المنظمة، الذي هو زوجها أيضاً، على لائحة الإرهاب العالمي، مع ما يعني ذلك من فرض عقوبات عليهما، وتضيف: “بعد تأكيد المشاركين الأميركيين حضورهم إلى المؤتمر علمت الإدارة الأميركية بذلك، الأمر الذي دفع مكتب التحقيقات الفيدرالية إلى التوجه مباشرة إلى منازلهم، وتمّ تهديدهم بحال مشاركتهم بعقوبة السجن لعام واحد، بالإضافة إلى غرامة مالية تبلغ نحو 20 مليون دولار”.
هذا الواقع، بحسب ما تؤكد مهنا، دفع المشاركين الأميركيين إلى الإعتذار عن الحضور، ما اضطر المنظمة إلى الإستعانة بمحاضرين آخرين من بلدان مختلفة، في حين أن مشاركة الأميركيين ستكون من خلال مقابلات عبر “سكايب”، وترى أن سبب إستهداف المؤتمر يعود إلى أن الضيوف الأميركيين، الذين شاركوا في الدورات السابقة، كانوا من العاملين سابقاً في البنتاغون والمخابرات المركزية الأميركيّة، وهم كانوا يفضحون الممارسات الأميركيّة، الأمر الذي لا تريده الولايات المتحدة بأيّ شكل من الأشكال.
في المحصلة، تشدّد مهنا على أن الرسالة التي تريد إيصالها المنظمة من هذا المؤتمر، هي أن كلمة الحق يجب أن تقال من أي مكان، وبأن العقوبات لا يمكن أن تحد المنظمة من الناحية الجغرافية.