“هآرتس”: سياسة واشنطن حيال طهران وصلت إلى طريق مسدود

نشرت صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية مقالاً لمحلل الشؤون الأمنية والعسكرية فيها عاموس هرئيل، رأى فيه أن المفاوضات الإئتلافية بعد الإنتخابات الإسرائيلية تحتل حاليًا بطبيعة الأمور حيِّز اهتمام معظم الإعلام الإسرائيلي.

واعتبر المحلل أن رئيس الولايات المتحدة دونالد ترامب غارق اليوم بشكل خاص بتداعيات ورطة جديدة من صنع يديه، إثر شكوى ضده بسبب إقدامه على الضغط على أوكرانيا للتحقيق بمعلومات سلبية عن أحد خصومه الديمقراطيين جو بايدن.

وفي سياق آخر، لفت المحلل العسكري إلى أنه ومنذ إستلام ترامب منصبه في كانون الثاني/يناير 2017، وطّد علاقات مع زعماء معسكر الدول السنية المحافظة، التي معظمها حملت رواسب قاسية من فترة ولاية سلفه باراك أوباما، مضيفًا أن الشهور الأخيرة لم تلقَ إستحسان أي من هؤلاء الزعماء وأثرت أيضًا على علاقاتهم مع الإدارة الحالية، ولكن في الخلفية يأتي العداء بينهم وبين إيران، إلى جانب حالة الإحباط المتزايدة إزاء ما رأته الدول السُّنية كضعف أميركي خطير مقابل طهران. حسب الكاتب.

ورأى الكاتب أن كل زعماء المنطقة الذين دعموا ترامب في سياسة معاداة إيران القاسية التي اعتمدها، أيضًا هم مشغولون بأزماتهم الخاصة ومرتابون بشأن نسبة إلتصاق الرئيس الأميركي بإستراتيجيته القديمة.

واضاف هرئيل أن “الفرضية المألوفة في الغرب هي أن القيادة الإيرانية تريد العودة الى المفاوضات حول موضوع النووي، لكنها تطمح الى فعل ذلك بشروطها، للخروج من الأزمة التي تعاني منها عبر نقل الضغط الى الملعب الأميركي والأوروبي. وفي غضون ذلك، لم يتحقق تقدير بعض الجهات الإستخبارية (منها جهات إسرائيلية)، التي اعتقدت أن الخطوات الإيرانية الإستفزازية سوف تسرّع قمة بين ترامب ونظيره الإيراني الرئيس حسن روحاني على هامش الجمعية العمومية للأمم المتحدة في نيويورك هذا الأسبوع”.

واعتقد المراسل العسكري في الصحيفة أن مهاجمة منشآت النفط كشفت الضرر الهائل الذي يمكن أن يحدثه الإيرانيون، رغم المبالغ الضخمة التي إستثمرتها دول الخليج في المنظومات الدفاعية بدعم أميركي، مضيفًا أن إنتاج النفط السعودي تضرر لعدة شهور على الأقل وأسعار النفط قفزت، لكن الرد الأميركي يُلخّص في غضون ذلك عبر الإعلان عن عقوبات إضافية ضد إيران وشائعات عن هجمات سايبر، حاليًا ثمة تقديرات بأن إيران سوف ترفع سقف مراهنتها وستبادر إلى هجمات إضافية، في ظل الردود الأميركية والسعودية الضعيفة.

وبيّن أن سياسة واشنطن حيال طهران تبدو أمام حائط مسدود، معتبرًا أن حلفاءها في الشرق الأوسط مرتابون وغارقون بآلام رأس داخلية، متسائلاً هل كل هذا يقود الى إعادة النظر، في الولايات المتحدة أو في “إسرائيل”، بشأن دراسة الرؤية التي كانت كامنةً في الإنسحاب الأميركي من الإتفاق النووي، رغم تحفظات الكثير من كبار مسؤولي الإستخبارات في الدولتين؟
وختم عاموس قائلاً :”نتنياهو الذي وصفه ترامب على الأقل حتى الفترة الأخيرة بأنه صديقه المقرب، الآن سيواجه صعوبات على ضوء نتائج الإنتخابات”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *