عندما سمعت صراخ زوجتي وهي تقول انها تختنق انها تختنق، فقزت مسرعا الى الغرفة لأشاهد طفلتي الصغيرة التي لم تتجاوز اعوامها الست، تعاني من صعوبة شديدة من التنفس، وقد جحظت عيناها وتغير لون جلدها وشفتيها الى الازرقاق مع تحول اظافرها للون الداكن كالأموات، ورغم ضآلة جسدها الا انها كانت تحاول وبكل قوتها، ان تمزق ما عليها من ثياب علها تصل الى اخر ذرة اوكسجين موجودة بالغرفة.
نعم في هذه اللحظة الفاصلة وامام هذا المشهد المؤلم وانت تشاهد فلذة كبدك يختنق، تشعر بان الزمن توقف وحركتك اللاإرادية ايضا تلاشت، حتى صوتك ابتلع مع لسانك، صدقا كل ما اصفه لكم حصل باقل من ثانية، وايضا في نفس الجزء من الثانية يمر بعقلك الف سؤال وسؤال، ومن احد الاسئلة هو هل قصفت اسرائيل بيئة المقاومة بصاروخ يحتوي على اليورانيوم المنضب.
لتدرك بعد لحظات ان كل ما تشاهده ويحدث مع صغيرتك، هو بسبب الروائح التي تصدر من النفايات، فتقول بنفسك ما الفرق ان تقصفك اسرائيل بسلاح بيولوجي جرثومي لتقتلك، وبين من يجعلك تعيش بين النفايات لتموت بنفس الجرثومة، وبذات الطريقة، انما بالقنبلة او الصاروخ الجرثومي، تموت بطريقة اسرع وربما افخم، اما الموت بسبب جرثومة النفايات، يجعلك تتألم حتى الموت لانك ستشعر انك جرذ او فأر يعيش بين القمامة، وعند موتك تكون قد قتلت معك كل عائلتك ومحيطك.
لا استطيع ان اصف لكم، كم كرهت نفسي بهذا الوقت وشعرت بحقارة وجودي، قائلا من المعيب والعار ان نموت بسبب النفايات في مستوعب من النفايات، ونحن الذين نصور للعالم اننا قادرين ان نزلزل عروشهم وندمر جبروتهم.
وكم تمنيت لو ان عدوتنا اسرائيل قصفتنا بسلاح جرثومي، كنا اقله متنا بطريقة مشرفة اكثر، وكان موتنا سيسجل بمكان ما انتصار للامة
لان المجتمع الدولي سيشجب ويدين ويعاتب وينتقد وربما خرجت مظاهرات ببعض شوارع العالم تنديدا بجرائم بني صهيون.
ربما لو قصفتنا عدوتنا اسرائيل بالجرثومي كانت ستخسر اجرة الطيار وتكاليف الوقود وصيانة الطائرة وسعر القذيفة الجرثومية يعني اقله كنا خسرنا اسرائيل المال.
انا اعلم بان لا احد يسمع او يقرأ، لان ضمير الكثيرين قد قتل، ولكن هذه الرسالة اتركها لابنتي عندما تكبر بحال ان بقي احدا حي بهذه البيئة، لأخبرها، اني قمت بما استطيع دفاعا عنها وعن كل طفل بهذا الوطن.
لن اتكلم اكثر ولكن احذروا الطوفان قادم؟؟؟!!!.