ربما هذا المقال العاشر الذي اكتبه اليوم ومن ثم امحيه، فانا اشعر بالإحباط من كل شيء وخاصة وضعنا المذري، ولكن منذ يومين تلقيت اتصالا من أحد علماء الدين يقول لي عليك أن تكتب والا انت اثم شرعا بعيدا عن من يقرأ او من لا يقرأ، وأيضا دار نقاش مع أحد السادة ( رجل دين) وأيضا اكد هذا الموضوع، وانا اذكر هذه النقطة لاطالبهم بدوري أن يتم إيصال الذي اكتبه الى صناع القرار أو اقله اعتماد جزء منه أن أمكن أو محاولة فتح نقاش من أجل ما يمكن انقاذه.
اولا: علينا أن نؤمن ونجزم بأنه لا يوجد بهذا العالم من هو قادر ان يسلك دربنا الصعب والوعر والشاق، الا الذين نذروا أنفسهم وحياتهم وعقلهم وقلبهم لله.
يقول الله سبحانه وتعالى :
فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ إِذَا فَرِيقٌ مِّنْهُمْ يَخْشَوْنَ النَّاسَ كَخَشْيَةِ اللَّهِ أَوْ أَشَدَّ خَشْيَةً ۚ.
وهناك من يخشى ويخاف امريكا اكثر مما يخاف من الله.
ثانيا: يجب أن نفهم ونعي وان نقول الحقيقة للجميع بأننا غرباء في هذه الدنيا، لانه عندما نعلن عن دخولنا البركان لقطع راس الافعى يعني بأننا فئة انتحارية استشهادية، وهذه الفئة على مر التاريخ هي نادرة.
ثالثا: يجب أن نكون واثقين بأن غالبية الذين يحيطون بنا هم فقط لتحقيق مكاسبهم اما عند المواجهة مع اقوى قوة بالعالم فالامور تختلف كثيرا، لان هؤلاء يتسابقون بأيام السلم والانتصار والبحبوحة للجلوس بالصفوف الامامية ورفع اصواتهم ونفخ عروقهم على شاشات التلفزة، وشوفيني يا منيرة، اما بأيام الحرب…
رابعا: علينا أن نكون منطقيين وان نقول لانفسنا من هو الذي سيعترض أو يعارض تحجيم الطائفة الشيعية ويرفض نزع سلاح حزب الله:
ا – لانه غياب القوى الوطنية وتراجعها امام القوى الطائفية، حتما القوى الطائفية سترحب بتحجيم الطائفة الشيعية في لبنان، أن لم يكن حقدا وخوفا اقله من أجل التساوي بالمقاييس والمعايير، لانه من الحق الطبيعي لاي طائفة ان تقول لماذا يجب أن تكون الطائفة الشيعية موحدة وتمتلك كل هذه القوة وهذا الدعم والتمثيل بينما بقية الطوائف منقسمة مجزءة.
ب- كل القوى والأحزاب التي تخسر المعارك الانتخابية وتفقد تمثيلها بالسلطة بسبب شعبية حزب الله تتمنى ان يضعف الحزب كي تنفك الناس من حوله وتصبح قادرة على المشاركة بالسلطة.
وحتى القوى التي ليست بتنافس مباشر مع حزب الله ولكن بسبب دعم حزب الله لخصومها ستعمل ما بوسعها لإضعاف حزب الله كي يتم اضعاف خصومها.
ج – يوجد كثيرين من مصلحتهم اضعاف الطائفة الشيعية ونزع سلاح حزب الله وخاصة الذين يتبعون امريكا وحلفاء بعض دول مجلس التعاون الخليجي وحتى من فهم المقاومة خطأ، بسبب قضية القدس واليمن والصراع مع الاستكبار والاستعمار والصراع العربي الصهيوني، وربما تزعجهم هذه الأدبيات وتولد لديهم الحقد علينا لانهم يشعرون باننا نزايد عليهم ونعمل على تحجيم دورهم واظهارهم امام انصارهم واتباعهم والراي العام على انهم متخاذلين.
خامسا: وأيضا من مستعد ان يقف معنا ضد العقوبات الأمريكية والبريطانية وبعض الدول العربية التي تفرض على حزب الله والطائفة الشيعية.
ا- رجال الأعمال والمال والتجار بالداخل اللبناني يهمهم كثيرا أن تفرض عقوبات مالية على حزب الله والطائفة الشيعية، لانه مع خروج كل تاجر شيعي من حلبة الاستيراد والتصدير والصناعة والتجارة ستحل مكانه شركة أخرى مما يزيد بارباح هذه الشركات من خارج الطائفة الشيعية وتتسع أسواقها وتزدهر تجارتها.
ب – رجال المال والاستثمار يهمهم كثيرا أن تزيد العقوبات على حزب الله والطائفة الشيعية لأنهم يعلمون أن الكثير من أصحاب الاموال في الطائفة الشيعية التي تخشى وتخاف ان تصادر أموالها، سيكونوا مضطرين للتعامل مع رؤوس أموال من خارج الطائفة مما يزيد بنسب ارباحهم على حساب الطائفة الشيعية.
د – حتى الراغبين بالهجرة من خارج الطائفة الشيعية أو العمل خارج لبنان مستفيدين من هذه العقوبات وترتفع حظوظهم اكثر.
وفي الختام كما تستبسل الطائفة الشيعية بالدفاع عن نفسها، ايضا امريكا تستبسل وتفعل ما بوسعها للقضاء عليها، لانها بدات تعتبر الشيعة يشكلون خطرا عليها وعلى سياستها بالمنطقة، لذلك امريكا بحثت بعمق عن مكامن ضعفنا والتفت حولنا بهدوء وتضغط لعصرنا، وحتما ماضية بمخططها حتى إنهاء دورنا ووجودنا وتجربتنا بالمقاومة والمواجهة.
الرجاء لم يبق إلا خيار وحيد وهو كما نشرت باكثر من مقال التظاهر رفضا للعقوبات ومحاولة إشراك كافة اللبنانيين بهذا الرفض وبحال تعذر الأمر فاما أن نكون شعبا واحدا واما نكون شعوب حينها يجب أن تتغير كافة المعادلات ولكن لا يجوز أن نجوع ونموت مرتين مرة عند تحرير الوطن ومرة أخرى لانا قمنا بتحرير الوطن.