فورين بوليسي: فصائل في الجيش تتصارع على السلطة ومخاوف من تصدير الأزمة الخليجية إلى السودان

قالت مجلة “فورين بوليسي” إن فصائل في الجيش السوداني باتت تتنافس على السلطة بعد الإنقلاب على حكم عمر حسن البشير الذي استمر لثلاثين عاما. ولم يبق خليفته في الحكم وهو وزير الدفاع أحمد عوض بن عوف سوى 24 ساعة حيث قرر التنحي بعد يوم من قيادة الإنقلاب على البشير. ولم يقدم بن عوف أي تفسير لقراره ولكنه سمى الجنرال عبد الفتاح البرهان عبد الرحمن ليحل محله.
وتقول المجلة إن التعديل الأخير في السلطة هو إشارة عن أن الإضطرابات التي يعاني منها السودان لم تنته بعد خاصة أن المتظاهرين لا يزالون يطالبون بإصلاحات سياسية واقتصادية، فيما جدد تجمع المهنيين السودانيين الذي قاد الإحتجاجات مطالبه بحكومة مدنية وأكد على أهمية استمرار الإعتصام أمام مقرات الجيش. ويرى بعض المراقبين أن تنحي بن عوف سريعا عن رئاسة المجلس العسكري يقترح أن جماعات داخل المؤسسة الأمنية لا تزال تتصارع خلف الأضواء على السلطة وأشاروا إلى فصيلين، واحد يضم مسؤولين لهم علاقة بالسعودية ومصر والإمارات العربية المتحدة وكان من بينهم بن عوف ومدير الإستخبارات صلاح قوش.
أما الفصيل الثاني فيضم أشخاصا لهم علاقة مع تركيا وقطر فيما يرى المراقبون أنه امتداد للأزمة الخليجية في السياق السوداني. وتقول سوزان ستيغانت، مديرة برنامج أفريقيا في معهد السلام الأمريكي: “لا أحد متفق على من سيكون في السلطة أو خارجها” و “هناك مخاطر من تصعيد العنف داخل هذه الفصائل”.

العسكريون الذين يحكمون السودان يحاولون نفس لعبة البشير.

وقال بيتون نوف، الدبلوماسي الأمريكي السابق الذي عمل في السودان إن على الولايات المتحدة التركيز ومنع انتقال التنافسات الإقليمية إلى السودان. وقال “السيناريو الكابوسي هو زرع المعسكرات في الشرق الأوسط في الوضع السوداني” وأضاف أن الولايات المتحدة لا تستطيع حل الأزمة بنفسها ولكن عليها قيادة إجماعا دوليا يقود إلى حكومة مدنية”. وتقول المجلة إن البشير قبل أشهر من الإطاحة به عقد محادثات مع القطريين والسعوديين لتقديم الدعم الإقتصادي له، وحاول التلاعب على الخلافات الإقليمية، حسبما قالت الباحثة في الشؤون السودانية ويلو بيريدج بجامعة نيوكاسل. وقالت إن الضباط العسكريين الذين يحكمون السودان يحاولون نفس لعبة البشير. وفي واشنطن دعا المسؤولون الأمريكيون لعملية انتقال سلمي للسلطة بدون لعب دور قيادي في العملية. وقال المتحدث باسم الخارجية الأمريكية “يجب على الشعب السوداني تحديد من يقوده إلى المستقبل. ويجب على الشعب السوداني أن يكون واضحا في المطالبة بعملية انتقالية يقودها المدنيون”.

إدارة دونالد ترامب كانت قبل الإطاحة بحكومة البشير على اتصال مع حكومته لرفع تصنيف الخارجية عن النظام السوداني كراع للإرهاب مقابل تحسين حقوق الإنسان والتعاون في مجال مكافحة الإرهاب.

وتقول المجلة إن إدارة دونالد ترامب كانت قبل الإطاحة بحكومة البشير على اتصال مع حكومته لرفع تصنيف الخارجية عن النظام السوداني كراع للإرهاب مقابل تحسين حقوق الإنسان والتعاون في مجال مكافحة الإرهاب. وعلقت الخارجية المحادثات مع أن المتحدث باسم ألمح لإمكانية فتحها من جديد بناء على الظروف الجديدة. وفرض التغيير المفاجئ على المتظاهرين معضلة واجهها الآخرون لعقود: كيف نفكك النخبة العسكرية الحاكمة للبلد؟ وانقسم الناشطون حول الموضوع. وقالت سارة عبد الجليل، المتحدثة باسم تجمع المهنيين السودانيين إن المجتمع الدولي يجب أن يركز على منع مذبحة في السودان مؤكدة على أهمية عدم تدخل أجنبي في الشأن السوداني. وهناك من يطالب في داخل المعارضة لدعم دولي كبير يهمش الجيش وينصب قيادة مدنية تقود العملية الإنتقالية. وبحسب رسالة لجماعات العمل المدني السوداني: “هناك أمل بحملة منسقة من داخل وخارج السودان تؤثر على المجلس العسكري الجديد لكي يسلم السلطة إلى حكومة انتقالية مدنية. ومن أجل هذا فنحن بحاجة إلى الإتحاد الإفريقي ومجلس الأمن الدولي“. وكان الإتحاد الإفريقي قد أصدر بيانا اعتبر فيه ان “سيطرة العسكر ليست الرد المناسب”. وقال بريت كارتر، الخبير في السياسات الأفريقية بجامعة ساثرن كاليفورنيا إن معظم قادة الإتحاد الإفريقي لا يحبون البشير. و “في نفس الوقت لا يريدون عمل شيء قد يشجع متظاهرين آخرين لاستلهام الأحداث الأخيرة في السودان والجزائر”. و”بالنسبة للإتحاد الأفريقي فكلما تم حل الأمر كان أفضل”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *