لا اعرف ماذا اقول ولكن الاستغباء الى هذه الدرجة خطير.
فلا يعقل ما يتم تداوله حول مقررات سيدر، انه يجب وقف دعم الكهرباء وإلغاء نصف رواتب الرؤساء والنواب والفئة الأولى وحسم أو وقف معاشات التقاعد وغيرها، بالإضافة إلى رفع الضرائب واسعار المحروقات.
جميع الشعب مع تخفيض رواتب الرؤساء والوزراء والنواب والحسم من مخصصاتهم وخاصة أجور حاكم مصرف لبنان ونوابه، ولكن لا يعقل أن يتم تخفيض رواتب الحد الأدنى للاجور والموظفين العاديين مع ارتفاع الضرائب واسعار المحروقات.
كما لا يجوز الاقتراب من لقمة عيش وتعليم اطفال العسكر المتقاعد الذي افنى عمره وشبابه وصحته بالسهر على امن الوطن.
إلا إذا كنا نتكلم عن قانون السخرة على زمن العثماني الذي كان يفرض على الفلاح العمل بالمجان ودفع الضريبة واطعام الانكشاري.
وكيف سيتم تقليص عدد موظفي القطاع العام وأين يذهبون ومن اين يعيشوا ونحن نتكلم عن بطالة تتجاوز ٣٤ بالمائة يعني بهذه الحالة قد تتجاوز البطالة ال ٥٠ بالمائة .
والسؤال الكبير اذا لبنان قادر أن يقوم أو يريد تطبيق ما جاء بمقررات سيدر، اذا لماذا الاستدانة.
يعني اذا لبنان اوقف دعم الكهرباء وقام بتخفيض رواتب الرؤساءوالوزراء والنواب والمدراء العامين وخفض عدد موظفي القطاع العام، لن يكون بحاجة إلى استدانة من أحد بل ربما هو سيقرض باريس.
اذا المشكلة ليست بسيدر ولا بالقطاع العام والموظفين، المشكلة بأن الفئة التي سرقت أموال الدولة غير مستعدة أن ترد “قرش واحد” الى الخزينة وحتى أن مات الشعب من الجوع.
في الختام لماذا لا تعلن الحقيقة كما هي أن لبنان افلس، وان حجة العقوبات الامريكية هي شحمة على فطيرة، وان مقررات سيدر التعجزية هي فقط لتحميل الشعب عدم تطبيق هذه المقررات الخرافية الهلامونية.
“انه يا الله الحق عليك يا شعب رفضت تدفع ضريبة على الأوكسجين كرمال هيك فلس البلد.”
ولا تخافوا، الشعب لن يتحرك فهو “غشيان” ويهتف بالروح بالدم افديك يا زعيم، ويعرف أن اقل واحد فيكم يملك ثروة تجعله يعيش هو وأولاد أولاده بافخم منتجعات العالم آكل شارب من فوائد ما تم جمعه.
على كل حال بين سندان مقررات سيدر ومطرقة عقوبات الامريكاني راحت فقط على الشعب اللبناني.