اعتبرت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أن الدورة الثلاثين للقمة العربية التي عقدت في تونس جاءت لتؤكد التخاذل والهوان الذي وصل إليه النظام الرسمي العربي وخضوعه واستسلامه شبه الكامل للإرادة الأميركية على حساب الحقوق والمصالح العربية.
وأكدت الجبهة أنّ ما تضمّنه البيان الصادر عن القمة خلا تمامًا من أيّة قرارات عملية تجاه السياسات الأميركية الإسرائيلية التي تُهدد المصالح العليا للأمة العربية وتجاه قرار الرئيس الأميركي الاعتراف بالقدس عاصمة لكيان العدو الإسرائيلي ونقل سفارة بلاده إليها،وإجراءاته ضد الأونروا وأخيرًا توقيعه قرار إعلان السيادة الإسرائيلية على أراضي الجولان العربية السورية.
وشددت الجبهة على أن القمّة لم تُقدم على تهديد صريح لمصالح البلدان التي نقلت أو تنوي نقل سفاراتها إلى القدس المحتلة، التي طالما تشدقت بها الأنظمة الرسمية العربية، باعتبار أنّ لا حلّ للصراع بدونها.
وأضافت الجبهة أن البيان لم يتطرّق إلى مسألة التطبيع المتصاعد من قبل العديد من الأنظمة العربية مع الكيان الصهيوني، وهو الأمر المخالف لقرارات قمم عربية سابقة وللإرادة الشعبية ولقرارات مؤسسات عربية جامعة آخرها تلك الصادرة عن الاتحاد البرلماني العربي الذي انعقد مؤخرًا في الأردن، الأمر الذي يُعتبر تشجيعًا لاستمرار التطبيع وتوسعه.
كذلك اعتبرت الجبهة أن خلوّ البيان من رفض صريح وواضح لخطة ترامب أو ما يسمى “صفقة القرن” يجعل الشكوك قائمةً إزاء موقف غالبية الزعماء العرب من هذه الخطة وتطبيقها، الذي يعني فعليًا تصفية القضية الوطنية الفلسطينية، لافتة إلى أن إصرارَ قمة الرؤساء العرب على رفض عودة سوريا إلى الجامعة العربية هو بمثابة مكافأة للإرهاب وداعميه وممويله، بل وتشجيعًا له على أن يستمر في استباحة بلدان وطننا العربي.
وأشارت الجبهة إلى أن ما خرج به البيان الختامي للقمة العربية يؤشر إلى مستقبل النظام الرسمي العربي الذي سيكون أكثر تخاذلًا وهوانًا في المستقبل، محذرة من أنه قد يصل حد انهياره بالكامل أمام المشروع الأميركي الصهيوني التوسعي في وطننا العربي على حساب أرضه وشعوبه وثرواته وحقوقه.
ودعت الجبهة كل القوى الحية في الأمة العربية إلى استنهاض هممها وتنظيم صفوفها لمواجهة الواقع الخطير، والشروع الفعلي في تشكيل الجبهة الشعبية العربية، التي يُنتظر منهأن تستعيد دور الجماهير العربية في المواجهة مع هذا المشروع الإمبريالي الصهيوني الموغل في صلفه وعنجهيته وتمدده.