والله العظيم عيب بكفي … بقلم ناجي امهز

هل قرأ أحدكم موقف القيادة السورية المشرف، من القرار البريطاني او أنهم اخفوه عنكم، لانه بحال قرأتم الموقف السوري، وتم مقارنته بما يجري في لبنان لادركتم أننا أصبحنا امام نهاية وطن، واضمحلال شعب، وظهور نوع من الأخلاق الغريبة عن كل ما عرفناه عن الاعراف او سمعنا فيه منذ الإنسان الأول.

الموضوع :
حدث ان لبنان هو متاخم للأراضي الفلسطينية المغتصبة من قبل الكيان الإسرائيلي، وذات يوم دخل جيش العدو الاسرائيلي واحتل جزء من لبنان اسمه الجنوب، وكما هو معروف من الجميع جيش العدو الاسرائيلي جيش مجرم يقتل يسجن يغتصب، لا يعترف ولا يخضع لأي قانون، وبسبب استفحال الظلم والانتهاكات لحقوق الإنسان والاعتقالات التعسفية والتغييب القسري لشبان وشابات أهالي الجنوب، بسبب دعمهم المقاومة الفلسطينية، لم يشعر اهالي الجنوب أنه هناك تضامن معهم من الحكومات العربية او المجتمع الدولي بالاضافة الى غياب الدولة التام عن اي فعل او عمل لتحرير الجنوب.
ومع مرور الايام ومن شدة ظلم العدو الصهيوني وغياب العالم عن نصرة هذا الشعب المستضعف، قرر هذا الشعب إطلاق المقاومة ليدافع عن نفسه ويحرر أرضه، ومن الصدف الديموغرافية ان غالبية أهالي الجنوب من الطائفة الشيعية، ولو كان غالبية سكان الجنوب من الطائفة السنية لفعلوا نفس ما قامت به الطائفة الشيعية.
وانطلقت المقاومة من رحم هذا الشعب الذي باع ذهبه ومحصوله وتبرع بما يملكه من مال والذي لا يملك شيئا تبرع بنفسه او بولده وانضمت إلى المقاومة خيرة رجال وإبطال هذا الوطن من مختلف المناطق اللبنانية، وقدم هذا الشعب الشهيد تلو الشهيد والجريح وراء الجريح وكان كل شبر يتحرر من هذه الأرض يكلف هذا الشعب ألم ودموع وعذاب وفقدان احبة.

وفي الختام انتصر الشعب اللبناني وخرج العدو الاسرائيلي من لبنان محترق ( سلسفيل يلي جابه على لبنان وفلسطين) .

وبدل أن يكرم هذا الشعب الذي حرر ارضه وأعاد للمنطقة والعالم العربي والامة هيبتها خاصة بعد مشهد هزيمة كل العالم العربي في عام 67 .

بدأ الذين كانوا يتعاملون مع العدو الاسرائيلي بالتحريض على المقاومة طائفيا بوالمحافل الدولية والعربية، وأصبح كل شيء يسيء للمقاومة ان كان دينيا او سياسيا يتم استغلاله لضربها علما ان المقاومة لم تضرب اي عميل إسرائيلي (كف).
وأيضا كان هناك بعض الافرقاء السياسيين الذين خافوا من انتهاء زعماتهم ودورهم السياسي أمام صعود شعبية المقاومة الكاسح، فذهبوا بدورهم ايضا بالتحريض على المقاومة إعلاميا وسياسيا.

وهكذا أصبح في الداخل اللبناني معارضة للمقاومة علما ان المقاومة لا دخل لها بأي شيء فهي لم تقترب من السلطة ولا حتى حاسبت العملاء الذين ظلموا وسجنوا وقتلوا أبناء المقاومة.

ومع نشوء معارضة داخلية تمثل 7% من الشعب اللبناني تعارض المقاومة لأسباب يخجل الإنسان التحدث بها لأنها لا تليق بالشعب اللبناني، تلقف العدو الاسرائيلي هذا الموضوع وكي ينتقم من المقاومة قام بتسويقه غربا وشرقا ومع المتغيرات السياسية والصراع بالمنطقة وإصرار المقاومة على تحرير فلسطين ودعم الشعب الفلسطيني وصلنا اليوم إلى ما وصلنا إليه.

وأصبحت كل دولة تريد ان تقترب من إسرائيل او تتحالف معها تسارع وتضع حزب الله على لائحة الإرهاب خدمة لاسرائيل.

وهكذا أصبح إذا اختلف رئيس الوزراء في الدولة الفلانية مع وزيره وأراد أن تتدخل إسرائيل يعلن عن وضع حزب الله على لائحة الارهاب، ولم يتوقف الأمر هنا بل إذا كان القانون الامريكي يعاقب بالحبس خمس سنوات لكل من يعمل لايك على صورة السيد نصرالله فإن بريطانيا قامت بدخول حفلة المزاد بفرض عشر سنوات سجن على كل من يعمل لايك لصورة السيد نصرالله واعتقد غدا بأنه ستأتي دولة وتفرض قانونا بإعدام كل من يعمل لايك، وإسرائيل تصرخ بالمزاد مين يزود مين يزيد.

وأنا هنا لا أريد ان اتدخل بما تفعله إسرائيل لأنه أمر طبيعي، فالمقاومة عدو أساسي لاسرائيل.

ولكن اسأل أين الشعب اللبناني والإعلام اللبناني والمؤسسات الحكومية اللبنانية أين أهالي واقرباء الجرحى والشهداء.

لماذا لا تخرج هذه الملايين منددة بهذا الحصار على المقاومة وبهذه العقوبات التي تفرض على المقاومة وبيئة المقاومة.

لماذا لا نسمع الهتافات بالشوارع ومسيرات الغضب اقله من اجل ان نظهر للعالم ان الشعب اللبناني شعب واحد .

ولنفرض بان الطوائف المتبقية لا تريد التظاهر رفضا لهذه القرارات الجائرة، أين أبناء الطائفة الشيعية من هذا الحصار الذي يفرض عليهم عالميا وتتم ملاحقة حساباتهم المالية ومصادرتها بالاضافة الى اعتقلاهم وطردهم من غالبية هذه الدول.
ماذا ينتظر أبناء الطائفة الشيعية، ان يقال بان كل شيعي لا يعادي المقاومة هو إرهابي، هل تنظرون الوصول إلى هنا، اصلا لا يحق لهذه الدول ان تقول لنا من نحب ومن نكره وهذه حرية شخصية، دفاعا عن حقوقكم تحركوا.

وفي الختام نحن بحاجة إلى وطن ومواطنة كما في سورية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *