اعتبر محلّل الشؤون العسكرية في موقع “والاه” أمير بوحبوط أن رئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو كان يرغب كثيراً في أن يخفف أجواء الحرب الدائرة مع غزة، مضيفًا أن الأخير واقع في شرك بين الرغبة في توجيه ضربة حقيقية لحماس عبر المخاطرة بتدهور الوضع إلى معركة، وبين الرغبة في فرض وقف لإطلاق النار من دون دفع ثمن مباشر.
واشار بوحبوط الى أن نتنياهو يراهن اليوم على حالة الطقس من جهة، وعلى مزاج قيادة حماس والجمهور الفلسطيني في قطاع غزة من جهة ثانية، فهجمات ليلة الإثنين الثلاثاء لم تفده في الحقيقة، وفعليًا هو قلّص مكوثه في الولايات المتحدة وبعد ذلك أعاد تعزيز فرقة غزة.
ولفت بوحبوط الى أن قيادة “حماس” ستجري السبت المقبل مهرجاناً على حدود غزة، من المتوقع أن يشارك فيه أكثر من مئة ألف متظاهر بمناسبة ذكرى يوم الأرض والذكرى السنوية لبدء مسيرات العودة.
واضاف المحلل العسكري أن الجيش الصهيوني يستعد لـ”سيناريو متطرف” يشمل آلاف الفلسطينيين المتحمسين الذين يركضون إلى السياج من عدة بؤر، يخربونه ويحاولون التسلل إلى المواقع والمستوطنات، معتبرًا أنه في وضع كهذا، سيضطر الجيش إلى تفعيل قوة أكبر، والنتيجة المباشرة يمكن ان تكون عشرات الشهداء، وهذا الأمر يمكن أن يجبر حماس، وفق سياساتها، على الرد بإطلاق صواريخ. من هنا كل شيء مفتوح، والأيام الأخيرة المتبقية للمعركة الإنتخابية يمكن أن تتبدّل ولا تشمل فقط أمطارًا، إنما سقوط صواريخ حتى لحظة التصويت في الصناديق، حسب “والاه”.
ورأى بوحبوط أنه “لهذه الأسباب قرر نتنياهو إستدعاء قيادة فرقة إلى فرقة غزة، وثلاثة ألوية نظامية وفوج مدفعية لكي يكون مستعدًا لتدهور الوضع الأمني على الحدود، وخاصة للتمهيد لسيناريوهات التطرف يوم السبت، ويكمكن أن يطلب منهم التوغل داخل الأراضي الفلسطينية لصد الهجمات”.
ووفقًا للكاتب، فإن “حماس” التي تقرأ الخريطة الصهيونية جيدًا، قرّرت “عصر الليمونة” حتى النهاية، ومن أجل التأسيس لهدوء في الأيام القريبة هي تمارس ضغطًا كبيرًا مع إطلاق الصاروخ بإتجاه هشارون وإصابة منزل مدني. وإذا لم يكن واضحًا أن كل شيء هشّ في النقب الغربي بعد وقت قصير من بيان الجبهة الداخلية عن العودة إلى الروتين، وإلغاء التوجيهات الخاصة للمستوطنات في المنطقة، تم تفعيل صافرات الإنذار على إثر إطلاق صاروخ على الكيان المحتل. وهذه الليلة أيضًا أطلقت صواريخ على عسقلان، حيث رد الجيش على جزء منها بهجمات وعلى جزء آخر لم يرد، بهدف منع تدهور إضافي للوضع القائم”.
وختم محلل الشؤون العسكرية في موقع “والاه” قائلًا: “في هذه المرحلة هدف حماس هو ممارسة أقصى حد ممكن من الضغط على “إسرائيل” للحصول على إنجازات لصالح الشارع الفلسطيني”، مضيفًا أن “الإختبار الحقيقي سيكون يوم السبت، إذا مرّت معظم المظاهرات بهدوء نسبي، بدون قتلى، فإن التأهّب في الجيش سينتقل ليوم الإنتخابات حيث ستكون الخشية من تأثير مباشر لحماس على الناخب الإسرائيلي أثناء التصويت في الصناديق”.