سلطت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية الضوء على قضية الطبيب السعودي “وليد فتيحي” – الذي يحمل الجنسية الأمريكية – والذي تعرض للتعذيب من قبل السلطات السعودية خلال اعتقاله لمدة أسبوع تقريبًا في فندق ريتز كارلتون في الرياض حيث لا يزال سجينًا.
وذكرت الصحيفة أن حوالي 200 شخصية سعودية بارزة جرى اعتقالها على خلفية حملة الفساد المزعومة في السعودية، وتم احتجاز “فتيحي” معهم، بينما لا يزال هو واحد من العشرات الذي يقبعون في السجن على الرغم من الإفراج عن الكثيرين منهم.
وقالت الصحيفة الأمريكية إن الطبيب السعودي – وهو خريج جامعة هارفرد- تم سحبه من قبل الحراس إلى غرفة التعذيب، وفقا لصديق له.
وأشارت إلى أن “فتيحي” أخبر هذا الصديق أنه تعرض للصفع في هذه الغرفة وعصبت عيناه، وجرد من ملابسه الداخلية، وقيد على كرسي، وصعق بالكهرباء في جلسة تعذيب واحدة استمرت لمدة ساعة.
ونقلت “نيويورك تايمز” عن صديق الطبيب السعودي -الذي تحدث دون عدم الكشف عن هويته لتجنب الانتقام- قوله إن معذبي فتيحي قاموا بجلده بشده لدرجة أنه بعدها لم يستطع النوم على ظهره لعدة أيام.
وأشار الصحيفة الأمريكية إلى أن الطبيب وصف الإيذاء الجسدي بعبارات عامة لأقاربه، كما أكد شخص قريب من العائلة ذلك.
كما وصف أصدقاء وعائلات المحتجزين الآخرين، أن ذويهم تعرضوا لنوبات من التعذيب.
ووفقًا لطبيب في مستشفى ومسؤول أمريكي يراقب القمع، فقد تم نقل 17 معتقلا -على الأقل- إلى المستشفى بعد فترة وجيزة من حمله القمع، بسبب الإصابات التي لحقت بهم أثناء وجودهم في الاحتجاز.
وأيضًا بحسب شهود عيان، مات ضابط عسكري كان محتجزا بعد ليّ عنقه خلال احتجازه، وفي علامات أخرى على الاعتداءات الجسدية، أبلغ ذوو معتقلات سعوديات من المدافعات الحقوقيات، وجماعات حقوق إنسان، عن تعرضهن للتعذيب بما في ذلك الصعق بالكهرباء.
وتقول “نيويورك تايمز” إن الجنسية الأمريكية التي يتمتع بها “فتيحي” تعني أن سوء معاملته، التي لم يتم الإبلاغ عنها سابقا، يمكن الآن أن تشكل تهديدًا من نوع خاص للعلاقات السعودية مع واشنطن.
وأوضحت الصحيفة أن أصدقاء أمريكيين لـ”فتيحي” يكثفون في الوقت الراهن من حملتهم؛ للضغط على واشنطن للتعامل مع قضيته، ويقولون إن الصمت العام لإدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب إزاء سجنه تتعارض مع تباهيه المتكرر بجهوده الناجحة لتخليص المواطنين الأمريكيين المحتجزين في السجون بالخارج.
من جانبه قال “هاوارد م. كوبر” محامي “فتيحي”، في خطاب إلى وزارة الخارجية في يناير/كانون الثاني، إن الطبيب أوضح لزوجته وعائلته أنه يخشى على حياته، وإنه لا يستطيع تحمل وضعه الحالي لفترة أطول وإنه يرغب في الحصول على كل مساعدة ممكنة.
وبحسب الصحيفة، فقد حصل الطبيب السعودي “فتيحي” على جنسيته الأمريكية أثناء دارسته وممارسته للطب في الولايات المتحدة، حيث كان يعيش أحد أبنائه هناك، وبعد عودته إلى المملكة أسّس مستشفى خاصًا في جدة وأصبح معروفًا كمحاضر لتحفيز الناس.
ولفتت الصحيفة إلى أن سبب احتجاز “فتيحي” لا يزال غير واضح، لكن الصديق الذي نقل بالتفصيل كيفية معاملته، قال إنه تم استجوابه في الأصل عن أحد أقاربه وهو “عادل فقيه”، أحد كبار مساعدي ولي العهد، ويعتقد “فتيحي” بأن المحققين كان يبحثون عن أدله ضد “فقيه” على حد قول الصديق.