تكشف، أمس الأحد، مزيد من المعلومات عن ضحايا الهجوم الإرهابي المزدوج الذي استهدف مسجدين في مدينة كرايست تشيرتش النيوزيلندية، أثناء صلاة الجمعة، ما خلف أكثر من 50 قتيلا، وعشرات الجرحى، وفق محصلة أولية غير رسمية.
وتشير الترجيحات إلى أن الطفل مسعد إبراهيم كان الضحية الأصغر في هذه المذبحة، إذ يبلغ من العمر 3 سنواتٍ فقط.
إبراهيم كان قد ذهب إلى مسجد النور مع والده وأخيه الأكبر عبدي، حينما علقت الأسرة في هذا الهجوم المميت.
الشاب مسعد وهو من ضحايا المجزرة فقد في الزحام عندما بدأ إطلاق النار، في حين فر أخوه عبدي للنجاة بحياته، وتظاهر أبوه بالموت بعد أن أصيب بطلقٍ ناري.
بحثت الأسرة عنه بلا جدوى، في مستشفى كرايست تشيرتش، وبعدها نشروا صورةً لمسعد مبتسماً مع أخيه عبدي، كُتب عليها: «إنا لله وإنا إليه راجعون. سأفتقدك أخي العزيز».
أما ألتا مرعي فقد أكدت أن زوجها زولفيرمان صياح شكَّل درعاً لحماية ابنه في أثناء الهجوم في مسجد لينوود.
وأضافت أنَّ ما فعله صياح الشجاع تسبب في تلقيه معظم الطلقات، وإصابته بإصاباتٍ بالغة أكثر من ابنه ابن رشد بكثير.
وأضافت: «حالته الآن مستقرة بعد أن خرج من عمليةٍ جراحية وتجميلية كبيرة وناجحة».
ومن بين الضحايا كذلك عائلة سورية من اللاجئين، يُقال إنَّهم وصلوا إلى نيوزيلندا منذ أشهرٍ قليلة. ومات خالد مصطفى في مسجد النور، في حين فُقد ابنه حمزة، وابنه الآخر زيد (13 عاماً)، موجود في مستشفى كرايست تشيرتش، حيث خضع لجراحة دامت 6 ساعات الليلة الماضية، حسبما قال علي عقيل، المتحدث الرسمي باسم منظمة التضامن السوري في نيوزيلندا.
في السياق، كشف عبد الرحمن حاشي، إمام مسجد دار الهجرة في مدينة مينيابوليس الأمريكية، والبالغ من العمر 60 عاماً، أنَّ ابن أخته البالغ من العمر 4 أعوام، كان ممن قُتلوا في الحادثة. وتلقى مكالمةً هاتفية من زوج أخته عدنان إبراهيم ديري، الذي كان في المستشفى هو الآخر مصاباً بجراحٍ من طلقاتٍ نارية.
إمام مسجد النور تحدث لأول مرة لوسائل الإعلام، منذ وقوع المجزرة. وحسب تصريحات جمال فودة إمام مسجد النور، فإنه كان على بعد حوالى خمس دقائق من إلقاء الخطبة من منبره في المسجد، عندما بدأ بعض المصلين بالقفز والصراخ، بعد أن بدا وكأن هناك ثلاث طلقات نارية أطلقت عليهم.
وحين كان يتجهز للخطبة، تساءل عودة عما إذا كان بعض الشبان يلعبون حوله أو يصدرون مجرد ضجيج، قبل أن يعرف أن مهاجما يقوم بقتل المصلين المسلمين.
روى شهود عيان وأصدقاء الضحايا، لحظات الرعب التي سادت أثناء الهجوم الإرهابي.
قال الباكستاني ياسر محمد أمين ناصر إن أباه أصيب بجروح في الهجوم الإرهابي.
وأوضح أنه يعمل في مجال البرمجة لدى بلدية كرايست تشيرتش، مبينا أنه عندما ركن سيارته بالقرب من المسجد وسار مع والده تجاه المسجد سمعا دوي طلقات رصاص.
وبيّن ناصر أنه ووالده اعتقدا للوهلة الأولى أن طلقات الرصاص صادرة عن مجموعتين تشتبكان بالسلاح.
ولفت إلى أنهما عندما شاهدا الإرهابي وهو يطلق النار على الناس، سارعا بالابتعاد عن المنطقة؛ مشيرا إلى أن الإرهابي جرى خلفهما وأطلق النار عليهما ما تسبب بإصابة والده.
وأضاف أن والده أجرى عمليتين جراحيتين بعد تلقيه رشقات رصاص من بندقية الإرهابي. وقال ناصر إن أباه لا يزال يتلقى العلاج في المستشفى
من جانبه، بين البنغالي محمد ميثان نور أن صديقه زكريا بهويفان مفقود منذ الهجوم الإرهابي، وأنه يأتي يوميا إلى المستشفى آملا بأن يجد له أثرا.
في الموازاة، منحت باكستان وساما وطنيا لأحد قتلى الهجوم الذي تصدى للإرهابي.
وبثت محطة (بي.بي.سي) المشهد الذي صوره المسلح نفسه وظهر فيه رشيد وهو يتصدى له خارج مسجد النور في كرايست تشيرتش قبل أن يقتله هو ونجله.
وأكدت وزارة الخارجية الباكستانية أن ميان نعيم رشيد ونجله طلحة كانا من بين تسعة باكستانيين.
وقال رئيس الوزراء الباكستاني في بيان على تويتر إن «باكستان فخورة بميان نعيم رشيد الذي استشهد اثناء محاولته التصدي للإرهابي المتطرف الأبيض وسيتم الاعتراف بشجاعته بمنحه وساما وطنيا».
إلى ذلك، دافع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن إعلامية في شبكة «فوكس نيوز» أدلت بتصريحات معادية للمسلمين، بينما رفض البيت الأبيض أي محاولة للربط بين الرئيس ومنفذ هجوم المسجدين في نيوزيلندا.
وسلط العنف ضد المسلمين في نيوزيلندا الضوء على خطاب ترامب بشأن الإسلام، وأحيا انتقادات لطريقة تعامله مع العنف الذي يرتكبه معتنقو فكرة تفوق العرق الأبيض.
ودعا ترامب في تغريدة على «تويتر» إلى إعادة الإعلامية جينين بيرو إلى ممارسة عملها، واتهم الديمقراطيين بالسعي إلى «إسكات أغلبية في بلادنا».
وفي الوقت نفسه سعى ميك مولفاني القائم بأعمال كبير موظفي البيت الأبيض في تصريحات في أكثر من محطة إخبارية للحد من انتقادات بأن ترامب لم يندد بخطاب الكراهية بالدرجة الكافية، وأنه أجج مشاعر معادية للمسلمين.
وقال مولفاني في تصريح لمحطة «فوكس نيوز» «إن الرئيس ليس ممن يؤمنون بتفوق العرق الأبيض. لست أدري كم مرة نحتاج فيها لأن نقول ذلك».