كيسنجر والنظرية المعقدة بين الصين والهند وباكستان وأفغانستان حركت باكستان ضد إيران…. بقلم ناجي امهز

لا يرعبكم ضخامة العنوان لأنه وكما تعلمون بأني ألخص المشاهد والتحليلات بعد ان انظفها من شوائب فراغ الاستفراغ العربي من قبل الكثير من المحللين، وفي مقدمتهم بعض الذين كتبوا عن التقارب الإيراني الباكستاني، بأسلوب ركيك يدل على جهلهم بأي معرفة سياسية تتعلق بالخارطة الدولية واساس وجودها، وقيام نظامها الاقتصادي بناء لتحالفات عسكرية وتقاطع مصالح مع قوى إقليمية ودولية.
وبالرغم من السطحية التي تكلم بها كثيرين عن عمران خان بعد انتخابه رئيسا للحكومة الباكستانية والتي ان دلت على شيء تدل بأن هناك غياب تام لأي تصور سياسي او معرفة عما يجري في ذاك الإقليم الممتد من إيران حتى تخوم الصين، لذلك أردت اليوم وكالعادة ان أقدم لكم أخطر مخطط وضعه شيطان السياسة وابليس العصر هنري كيسنجر.

ارجو التركيز جيدا على ما اكتبه، لانك عندما تنتهي من قراءة هذا المقال ستقوم بشراء كل كتب الداهية هنري كيسنجر هذا الماكر الذي غير وجه العالم الى الابد.
في عام 1967 قامت الصين بتفجير قنبلة نووية ضخمة للغاية، قلبت موازين القوى العسكرية والسياسية بالعالم حيث ادى تفجير هذه القنبلة الى الغاء الدور الاوروبي عن الخارطة الدولية ولا ابالغ بالقول ان قلت ان سبب تحول اوروبا الى عجوز، هو هذه القنبلة التي اصابت اوروبا بالعجز، وعلى أثر التجربة الصينية التي ارعبت امريكا قام النظام العميق في الولايات المتحدة الأمريكية بتغييرات جذرية طالت اهم المؤسسات والقطاعات الامنية والعسكرية وخاصة مراكز البحوث والدراسات الاستراتيجية، وتم إقالة وطرد كثيرين من مناصبهم عقابا لهم على التقصير الكبير اتجاه هذا المتغير الدولي.
وفي عام 1969 اي بعد عام من التجربة العسكرية الصينية قامت الولايات المتحدة بفتح باب التوظيفات في القطاعات الحساسة حيث تم تعيين اليهودي المتطرف هنيري كيسنجر مستشارا للأمن القومي الامريكي، ويبدو أن أمريكا كادت أن تشكر الصين التي بسببها تعرفت على هذا الداهية الشيطان الوسواس كيسينجر.

وبعد ان تسلم كيسنجر منصبه وضع مخططه الجهنمي الذي بناه على ثلاثة نقاط متشابكة متداخلة بطريقة مركبة معقدة مرمزة فيها أكثر من الف احجية وكل احجية تدخلك إلى لغز ينقلك إلى تقاطع تجد فيه بنفس المكان والزمان اختلاف يصل إلى حد إعلان الحرب وأيضا وبنفس الوقت تجد بعمقه تحالف استراتيجي يجعل الأول يحافظ بكل قوته على عدوه الثاني بنفس القوى التي يسعى بها الثاني لتدميره الاول لكنه عاجز بسبب فناء نفسه لحظة فناء الاول، أي باختصار استطاع كيسنجر ان يقيد الجميع بقنبلة واحدة تعمل بالميزان بحال حاول أحدهم ان يخل بكفة الميزان انفجرت القنبلة بالجميع.
1- وتقدم كيسنجر بمخطط للادارته بأسلوب بسيط وغير معقد ينص على المقاربة التالية بعد التجربة العسكرية الصينية الناجحة بالإضافة إلى تعداد الشعب الصيني الذي يعتبر الأول عالميا يعني بأن جميع الدول بخطر وخاصة امريكا، وبما ان اعلان الحرب على الصين غير وارد بسبب قوتها العسكرية المدمرة وتعداد شعبها وقواتها المسلحة الهائلة فلا سبيل للمواجهة الا بخلق معادلة تحد من عظمة الصين او اقله تشكل لها قلق يبعدها عن التصادم مع أمريكا بالعالم، ولا أجد دولة قريبة إلى هذه المعادلة الجغرافية والشعبية الا الهند التي تتقارب مع الصين بتعداد السكان والعادات والتقاليد وقربها الجغرافي، لذلك يجب على أمريكا ان تدعم الهند وتمكنها من امتلاك القنبلة النووية لخلق توازن عسكري استراتيجي مع الصين، ولكن يجب ان تكون شروط الاتفاقية مع الهند تقوم على تنفيذ أية أوامر تصدر من واشنطن لاستخدام الأسلحة النووية الهندية ضد الصين كما يجب خلق نظام عميق في قلب النظام الهندي الرسمي قادر ان ينفذ هذه الشروط بحال رفضت الحكومة الهندية الرسمية، كما يتم بناء قاعدة نووية سرية ضمن الحدود الهندية مهتمها بحال فشل او تراجعت كل هذه الجهات عن تنفيذ قرارات الإدارة الأمريكية ان تطلق القنابل النووية من الاراضي الهندية على الصين من أجل إشعال حرب نووية بين هاتين الدولتين، ويجب ان لا تتوقف الإدارة الأمريكية عند هذه الإجراءات الاحترازية بل يجب ان نخلق للهند مصدر قلق اخر يجعلها تنغلق على نفسها ويشجع شعبها على الانفاق على سباق التسلح والباحث الدائم عن تعزيز وتفوق قوتها العسكرية، على ان يكون هذا الخطر الذي يتهدد الهند هو الجزء التاريخي منها واعني به باكستان.
2- ان باكستان ستكون عبارة عن قاعدة عسكرية أمريكية انتحارية متقدمة مهمتها الانفجار بالهند بحال قررت الهند الخروج على الإدارة الأمريكية، كما يمكن استخدامها في استنزاف المحور الشيوعي الذي يتعارض مع العقيدة الاسلامية لذلك ان دعم باكستان وتحويلها إلى قوة إقليمية عسكرية وأن كانت شبه بدائية إلا أنها قادرة ان تؤثر سلبا على الاتحاد السوفياتي من جهة ويمكن استخدامها بأي لحظة تاريخية مفصلية في المعارك بالاقليم الآسيوي بحال نشوبها، وبما ان الإدارة الأمريكية تريد باكستان لمواجهة الهند النووية فهذا الأمر يعني بأنه يجب ان تكون باكستان نووية وكي يتم امتلاكها هذه القوة المدمرة وجب خلق نظام عميق شبيه بالنظام العميق بالهند على تحميه قيادة عسكرية باكستانية مع حكومة يتم إعدادها بإشراف مباشر من الإدارة الأمريكية بمعنى أوضح ان يتم خلق أنظمة تابعة للإدارة الأمريكية وضمن هذه الأنظمة التابعة يتم خلق أنظمة أشد ثقة للإدارة الأمريكية وكي يتم خلق نظام أمن يضمن ان تبقى باكستان ضمن هذا المخطط يجب إبعاد الشعب الباكستاني المتدين عن المواجهة مع الحكومة او القيادة العسكرية الباكستانية لذلك فإن السبيل لخلق أزمات متتالية لشعب الباكستاني واشغاله بأمور تتعلق بتوجهه الديني فيجب أن تكون أفغانستان هي الحديقة الخلفية لهذه المعركة.
3 – أفغانستان ستكون قوة بدائية مؤلفة من حركات إسلامية انتحارية متطرفة مهمتها حماية ظهر باكستان من أي تمدد شيوعي يحاول ان يحاصر التمدد الامريكي المتمثل بباكستان، وبما ان خلق مثل هكذا مجموعات إرهابية لا يجعلنا بحصن من خطرها فإن دفع هذه الحركات إلى مواجهة الاتحاد السوفياتي قد يبعد شبح خطرها مؤقتا عنا وعن حلفائنا ويصيب الاتحاد السوفياتي بنزيف مؤلم عند خاصرته وبذلك نكون رددنا الثار له على تدخله بدعم المقاومة الفيتنامية.

وبالفعل نفذت الإدارة الأمريكية مخطط كسينجر بحذافيره وها نحن نشاهد العالم كما رسمه كسينجر قبل خمسين عام بأدق تفاصيله وهو محكوم بالمعادلة التي رسمها هذا الشيطان الذي عين في عام 1973 وزيرا للخارجية الأمريكية وفي عام 1974 حصلت الهند على القنبلة النووية بدعم أمريكي مطلق ومتابعة حثيثة من قبل كسينجر وفي عام 1998.

إذا باكستان هي قاعدة عسكرية أمريكية بزي إسلامي سلفي وهابي كما إسرائيل قاعدة عسكرية أمريكية بزي يهودي فهل تتحرك باكستان ضد ايران للدفاع عن اسرائيل، لان تصريح قائد الحرس الثوري الإيراني: بان ‏من نفذوا هجوم زاهدان يتمتعون بحماية ودعم الأجهزة الأمنية الباكستانية ، وبانه على باكستان أن تغير تعاملها مع الإرهابيين وإلا سنتحرك ونتخذ إجراءات مختلفة هو دليل بأنه لا يوجد تقارب باكستاني ايراني، لأن الجمهورية الاسلامية لن تكون يوما حليفة دول تخدم في البيت الأبيض.
لذلك اقول للذين كتبوا عن التقارب الإيراني الباكستاني انهم مجرد هواة بالسياسة.°

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *