شعبان:” الكثير من فضائياتنا تجردت عن القيم والاخلاق وتحولت إلى شاشات لنشر الرذيلة بدعوى التحذير منها

الكثير من فضائياتنا تجردت عن القيم والاخلاق وتحولت إلى شاشات لنشر الرذيلة بدعوى التحذير منها يقول تعالى :”قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالأخْسَرِينَ أَعْمَالا . الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ”

  • والشاعر يقول : وإنِّما الأُمَمُ الأخلاقُ ما بَقِيَتْ ….. فَإنْ هُمُ ذَهَبَتْ أَخلاقُهُمْ ؛ ذَهَبُوا

ألقى الأمين العام لحركة التوحيد الاسلامي فضيلة الشيخ بلال سعيد شعبان خطبة الجمعة لهذا الأسبوع من على منبر مسجد التوبة بطرابلس وتناول فضيلته الدَرْك الذي وصلت إليه البلاد بسبب مختلف أنواع الفساد .

وشدد فضيلته على أن غاية مبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم المحافظة على مكارم الاخلاق فقال ” انما بعثت لاتمم مكارم الاخلاق” وهذا أصل من أصول هذا الدين الذي يقوم على توحيد الله عز وجل وعلى حفظ الانسان بروحه وماله ونفسه …
فضوابط الأخلاق قاعدة من القواعد الأساسية التي توصلنا الى السعادة والحياة الكريمة وتحقق معنى العبادة
وكذلك ضوابط المال والاقتصاد وضوابط السياسة والعلاقات الخارجية والعلاقات البينية الداخلية، والعلاقات الأسرية، في كل ذلك هناك ثوابت قرانية،

  • فمثلا ليس لك ان تختار على المستوى السياسي الحلفاء على طريقة ما تهوى ، والله سبحانه يقول “لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء ” فدائره العداء يحددها الله في قوله ” لتجدن اشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود والذين اشركوا” ويجب في المقابل أن توالي أهل الدين والإيمان “واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداه والعشي يريدون وجهه” ويقول عز من قائل ” انما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون “
  • وكذلك بناء الاسرة عبر تنظيم العلاقات في ما بين أفرادها . ثم يأتي الاعلام ليحول مشروع الحياة الى نوع من انواع الافساد ” واذا قيل لهم لا تفسدوا في الارض قالوا انما نحن مصلحون” معتبراً أن هناك من يسعى بالامة نحو الفساد بشكل عجيب غريب . فتارة يكون
    عن طريق إخراج الناس من دينهم عبر تعزيز المنحى القومي فيما الله عز وجل يقول ” انما المؤمنون اخوة” جمع كل الناس في بوتقه واحدة، والرسالة السماوية التي انزلت على قلب النبي محمد صلى الله عليه وسلم كانت على قاعدة “وما ارسلناك الا رحمه للعالمين ” ” وما ارسلناك الا كافة للناس بشيرا ونذيرا” ثم ترانا نبتعد كل البعد عن الثوابت الشرعية، ما العمل؟ …
    لا بد ان نبدل كل ذلك ونتجه صوب الاخوه التي ارساها القران الكريم، هناك فساد سياسي صحيح ولكن ايضا هناك فساد اقتصادي ” الربا ” والكنز” والذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله فبشرهم بعذاب ” يجب ان يكون المال سببا من اسباب تحريك العجلة الاقتصادية عبر العالم،
    وطورا في المنحى الاخلاقي فالكثير من فضائياتنا بجردت عن القيم والاخلاق وتتحولت إلى شاشات لنشر الرذيلة بدعوى التحذير منها،والله تعالى يقول بهؤلاء :”قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالأخْسَرِينَ أَعْمَالا . الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ”
    يسلط هذا الإعلام الضوء على الحالات الشاذة والنادرة التي لا تمثل أكثر من 0.01% لتحصل هذه المحطة أو تلك على أعلى نسبة مشاهدة لتحصل بالتالي على النسبة الأعلى من الدعايات التي تدر الكثير من المال على حساب القيم والأخلاق هذا المال مال حرام ، عناوين مقززة زنا المحارم ، المثلية الجنسية ، المعاشرة قبل الزواج _ يا بلا أخلاق _ ، تتنافسون على إفساد شبابنا وبناتنا ..لماذا لا يسلط الضوء على السرقات الكبرى للمتنفذين والسياسيين والأنظمة الحاكمة الفاسدة، لماذا لا نتحدث عن الفقر والافقار الذي يشترك فيه 90% من شعوب أمتنا ، لماذا لا تتحدثون عن الأمية المتفشية ، أم أنها مطلوبة
    بالنتيجة هناك حرب على الناس في دينهم واخلاقهم ليتحول بعد ذلك المجتمع الى مجتمع متآكل من داخله وتستحيل الحرب الى حرب داخلية:” إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ ۚ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لا تَعْلَمُونَ” يدخل كل ذلك في اطار دس العسل في السم .
    وأضاف الكثير من المحطات التلفزيونية تدفع الناس دفعا صوب شراء حاجات كمالية يصورونها على أنها أساسيات ضرورية فيزيدون في افقار الناس وهدر أموالهم عبر شراء المنتجات المستوردة غربية وشرقية وقد تحولت مجتمعاتنا إلى مجتمعات استهلاكية مما أدى الى جمود اقتصادي في الداخل
    ما يجري اليوم يحتاج الى مواجهة يجب ان تنطلق من الاسرة وذلك كله مسؤوليتنا جميعا ، ووسائل التواصل الاجتماعي بوجه خاص ، مسؤوليتنا ان نكون شركاء في مواجهة هذا المشروع فرسولنا الكريم يقول” ان الله سائل كل راع عما استرعاه ”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *