تشهد حملة “التطبيع خيانة”، التي أطلقتها الهيئة العليا لمسيرات العودة، رفضا لعمليات التطبيع العربية مع إسرائيل، وآخرها خلال “مؤتمر وارسو”، الذي أنهى أعماله نهاية الأسبوع الماضي، تفاعلا كبيرا، من خلال التعليقات التي شهدها وسم الحملة على مواقع التواصل الاجتماعي، والتي شارك فيها مسؤولون من قادة التنظيمات، ومن الأجنحة العسكرية للمقاومة.
وتواصل التفاعل اليوم الأحد مع الحملة التي تناهض وتحريم عمليات التطبيع العربية القائمة مع إسرائيل، والتي انطلقت مساء السبت، تحت عنوان “التطبيع خيانة”.
وعلى وسم الحملة “#التطبيع خيانة”، شارك عدد كبير من النشطاء العرب من مختلف أنحاء العالم، من خلال تعليقات وصور ورسوم عبرت عن حجم الغضب الشعبي من هذه العمليات التي تضر بالقضية الفلسطينية بشكل كبير.
وقال يحيى السنوار رئيس حركة حماس في قطاع غزة، إن التطبيع “لن يحمي الاحتلال من مصيره المحتوم”.
ونقل “المركز الفلسطيني للإعلام” التابع لحماس، عن السنوار قوله معلقا على الحملة “يتوهم المحتلون إذا اعتقدوا أن هرولة المطبعين ستنقذهم من مصيرهم المحتوم وزوالهم القريب”.
من جهته دعا أبو عبيدة، الناطق باسم كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس “الشرفاء في الأمة للرد على التطبيع من خلال تبني استراتيجيات لدعم المقاومة ماديا وسياسيا وثقافيا”.
وقال في تغريدة جديدة في إطار الحملة القائمة كتب فيها: “المقاومة هي الكفيلة بإسقاط مشاريع التطبيع وتبعاتها الكارثية على مستقبل أمتنا وقضيتنا ومقدساتنا”.
وأكد أبو عبيدة على أن “التطبيع مع العدو الصهيوني طعنة في ظهر مقاومة شعبنا المتمسك بأرضه، الذي يدافع منذ عشرات السنين عن عروبة وإسلامية فلسطين”، وتابع: “وهو خيانة لدماء الآلاف من شهداء شعبنا وأمتنا، وسيلعن التاريخ كل من حاول إعطاء شرعية زائفة لكيان مغتصب دخيل”.
يشار إلى أن الحملة الجديدة جاءت رفضا لمخرجات “مؤتمر وارسو”، الذي استضافته العاصمة البولندية، برعاية أمريكية، حيث حضر على طاولة المؤتمر وزراء خارجية كل من السعودية والبحرين والإمارات وسلطنة عمان، واليمن، إلى جانب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي التقى بالوزير العماني علنا.
وذكرت تقارير إسرائيلية، تناولت المؤتمر ونتائجه، أن هناك تقاربا كليا حصل بين إسرائيل وكل من البحرين، والسعودية، والإمارات، وعُمان.
وشهد المؤتمر إلى جانب اللقاء العلني بين الوزير العماني ونتنياهو، كما كشف شريط مصور التقط بكاميرا هاتف نقال، قول وزير الخارجية البحريني خلال مشاركته بالمؤتمر، أن مواجهة ما وصفه بـ”التهديد الإيراني”، يعد “أخطر وأهم” من القضية الفلسطينية حاليا، فيما اعترف وزير خارجية الإمارات، عبد الله بن زايد، بحق إسرائيل في الدفاع عن نفسها إزاء تهديدات من إيران وحزب الله.
وخصص المؤتمر للحديث عن قضايا الشرق الأوسط بما في ذلك القضية الفلسطينية، ورفضت القيادة الفلسطينية حضوره، باعتباره يمهد للإعلان عن “صفقة القرن الأمريكية”.
إلى ذلك، قال أبو مجاهد، المتحدث باسم لجان المقاومة الشعبية “إن نبض الأمة المتمثل في شبابها الواعد سيسقط كل المؤامرات التي تحاك ضد قضية فلسطين”، وكتب تغريدة جديدة على موقع “تويتر” في إطار الحملة القائمة “سنفضح المطبعين ودورهم في إعطاء تفويض للعدو الصهيوني بقتل شعبنا المقاوم وبيع أقصانا المبارك”.
وقال: “المطبعون يسوقون الوهم بأن العدو الصهيوني سيحميهم ويخترعون عدوا وهميا بينما يطبعون مع عدوهم المركزي”، وتابع: “الاحتلال الذي لم يستطع حماية جنوده ومستوطنيه في العدوان الأخير على غزة لن يحمي عروش بعض قادة العرب الواهمين”، وأضاف: “سنبقى نقاوم كل أفكار التطبيع التي تغزو بلادنا العربية بهمة شبابنا المقاوم وعزيمة أبناء أمتنا الأبطال”.
يشار إلى أن حملات التعليق على الحملة، شهدت انتقادات حادة من المشاركين للمسؤولين العرب الذين حضروا “مؤتمر وارسو”، وتخللها دعوة المشاركين لتوفير كل سبل الدعم للقضية الفلسطينية والتوقف عن إقامة علاقات رسمية أو سرية مع دولة الاحتلال.
ووضعت في أحد التعليقات صورة وزير الخارجية العماني يوسف العلوي، مع عضو الكنيست الإسرائيلي تسيبي ليفني، خلال مشاركته في “مؤتمر ميونخ”، وكتب عليها وسم الحملة “التطبيع خيانة”.
صور المطبعين مع نتنياهو وليفني حازت على نصيب كبير من الحملة الإلكترونية
وعلى صفحة الهيئة الوطنية العليا لمسيرات العودة على “فيسبوك”، كتبت الحملة منشورا جاء فيه: “التطبيع مع الكيان الإسرائيلي جريمة مكتملة الأركان بحق القضية الفلسطينية العادلة، ترفضه الشعوب العربية، ويمارسه الحكام بكل وقاحة واستفزاز”، كما وضعت صورة تظهر مستوطنة إسرائيلية وكتب عليها تعليق: “المطبع شريك في بناء المستوطنات”، وأخرى لوزير الخارجية البحريني كتب عليها “فلتسقط يا وزير خارجية البحرين، ولتبقى القدس حرة أبية”.
وقالت الهيئة في بيان أصدرته: “رسالتنا لبعض المتنفذين العرب ألا تسطوا على أحلامنا بالعودة إلى ديارنا بالتطبيع مع العدو الصهيوني”.
يشار إلى أن المستوى الرسمي الفلسطيني يرفض بشدة عمليات التطبيع العربية القائمة مع إسرائيل، وسبق أن أكد أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير صائب عريقات، أن التطبيع يعد “طعنة في الظهر، ومكافأة لسلطة الاحتلال التي تُمارس الإرهاب بكافة أنواعه بحق شعبنا”.