السر وراء اصابة اللبنانيين بالأمراض المزمنة… بقلم ناجي امهز

عندما تكون طفران وتمر انت وصديقك او صديقتك من أمام محل للحلويات حتما ستقول انك مصاب بداء السكري وتحلف بالله العظيم ان الدكتور قد منعك من تناول الحلويات وخاصة ان مخزون السكري مرتفع لديك، وفي الحقيقة انت لا تعاني لا من سكر ولا من املاح، ولكن هذا الفرمان كي لا تدخل إلى المحل الحلو وتخرج مرا بسبب عدم قدرتك على دفع ثمن كعكة كنافة، وكذلك الأمر يصبح معك الكوليسترول عندما تكون في مطعم او تدعي انك تخفض وزنك، ومع تكرار هذه العبرات يصدق العقل انك مصاب بهذه الأمراض فيتوقف عن مقاومتها.

هل تعلم ان سبب ارتفاع الضغط عندك هو آخر الشهر لأنك عندما تذكر أجار المنزل وفاتورة الهاتف والكهرباء واشتراك المولود، ونقليات الأولاد واقساط المدارس،بالإضافة إلى بعض الديون هنا وهناك وانت شبه عاطل، (بشرفك) هل ارتفع معك الضغط وانت تقرا كل هذه الفواتير .

كما انه بالتأكيد عندما يكون لديك عائلة كبيرة وانت تعيش في بلد غارق بالفساد ستقنع نفسك بأنك قادر ان تعيش بعين واحدة وبكلية واحدة وبيد واحدة وبرجل واحدة وحتى يمكن ان تضحي وتعيش ببيضة واحدة لأنك ستعمل بياعا تحمل مذياعا وتصرخ كلاوي للبيع عين للبيع طفل للبيع.
أمور تحدث فقط في لبنان رجل دخل غرفة نومه فوجد بقرب زوجته شاب فصرخ من هذا إجابته زوجته أنه ابنك ولكن بسبب عملك بأكثر من وظيفة (حتى تلحق على المصاريف) لم تنتبه إليه ان أصبح شابا.

وحتما في بلد لا يوجد فيه عدالة إجتماعية، ستشعر بالخوف عندما تسمع ابنك يقول (بابا) لأنك ستعتقد أنه بحاجة إلى كتاب او دفتر وربما قرطاسية او يخبرك بأنه يحلم ان يكون لديه بلاي ستيشن هذا ان لم يسألك بابا هل ما زلت المصانع تنتج الثياب، تصور تعيش كل عمرك تحلم بأن تسمع كلمة (بابا) وفي لبنان ترعبك هذه الكلمة.

أكيد انت تشعر بالأعياد بالقهر والحسرة والقرف، وبدل ان تضحك وتفرح، تبكي وربما قمت بزيارة أحد القبور في اول يوم العيد وأول كلمة تقولها والله الذين تحت التراب مرتاحين، تصور في يوم العيد ماذا تقول.

وهناك سؤال احب ان أسألك عنه، هل عندما تنتهي صلاتك تدعو الله بأن ينتقم من الذين اوصلوا البلد إلى ما وصلت اليه، فإن كان جوابك نعم فاعلم أنهم أفسدوا عليك حتى صلاتك واجمل لحظات والسلام والسكينة والإيمان لانك في قمة التسامح تشعر بأنك مظلوم.

هل تصدق بأنه يوجد ظاهرة في لبنان لا توجد بالعالم كله، وهي ظاهرة راكب سيارة الأجرة، فراكب سيارة الأجرة طول الطريق تجده يتحسس على محفظته يفتحها ويغلقها عشرات المرات ليتأكد بأنه يملك أجرة التواصلية، او آخر عندما يريد ان يدفع تجده يدور على كافة جيوبه الموجودة بالجاكيت او القميص وحتى البنطلون وكأنه يبحث عن إبرة في الثقب الأسود الكوني، وعندما يجد ثمن التوصيلة تشعر أنه أرتاح وتنفس الصعداء ويأخذ يحدث سائق التاكسي باريحية.

ويبقى شيء اخير، هل من الممكن ان تصدق بأن الفساد ليس شبيه عوارض الانفلونزا، لأن الجميع يتكلم عن الفساد بطريقة وكان حبتين دواء تشفي منه.

مبروك عليكم فوبيا الخوف من كل شيء لأننا أصبحنا شعب لا نملك حتى ثمن نصف كيلو ملح .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *